أعلنت مجموعة شركات السويس للإسمنت المملوكة لـ"هايدلبيرغ الألمانية" صافي خسارة قدره 495.5 مليون جنيه مصري خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقابل تحقيقها ربحاً صافياً بلغ 335.2 مليون جنيه خلال الفترة نفسها من عام 2018.
وانخفضت إيرادات الشركة 13.3% إلى 4.9 مليارات جنيه من 5.6 مليارات، الأمر الذي عزته إلى "المنافسة التخريبية"، بحسب وصفها في بيان للبورصة المصرية.
المدير التنفيذي للشركة، خوسيه ماريا ماغرينا، أعلن انخفاض الإيرادات 7.4% في الربع الثالث من 2019 على أساس سنوي.
وأرجع ماغرينا الخسائر إلى عدة أسباب، منها زيادة العرض نتيجة المنافسة التخريبية، على حد وصفه، مع انخفاض الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج، ومن بينها زيادة 35% في تكلفة المواد الخام وضريبة العقارات الجديدة والزيادة التدريجية لضريبة القيمة المضافة.
ومن الأسباب أيضاً، نقص السيولة لدى المقاولين نتيجة تأخر سداد مستحقاتهم لدى المشروعات الكبرى للدولة، ودخول لاعبين جدد يتنافسون على الإنتاج، وإقفال شركة إسمنت بورتلاند التي تمتلك الشركة نحو 66.12% من أسهمها.
وتوقع تصاعد حالة الركود، مستبعداً انتعاش السوق عام 2020، ما لم تتدخل الدولة بتشريعات جديدة.
وسبق أن أعلنت شركة النهضة للإسمنت بقنا توقفاً جزئياً للخط الرئيسي للإنتاج، وكشفت أن أسباب التوقف ترجع إلى زيادة المعروض وتراجع الطلب، ما نتج منه ضعف السيولة النقدية في الشركة.
كذلك قررت شركة جنوب الوادي للإسمنت وقف تنفيذ إنشاء الخط الثاني في مصنعها في بني سويف، مطالبة وزارة الاستثمار برد قيمة الرخصة البالغة 160 مليون جنيه.
وفي مايو/ أيار الماضي، أبلغت شركة إسمنت طرة، التابعة لشركة هايدلبيرغ الألمانية للإسمنت، موظفيها بتعليق الإنتاج بسبب أزمة مالية ناجمة عن تخمة المعروض في السوق المحلية، موضحة في رسالة للعمال والموظفين أنها تدرس تصفية أعمالها، بعد وصول الديون إلى 800 مليون جنيه.
وأكد عدد من المراقبين لقطاع الإسمنت لـ"العربي الجديد" أن أحد أسباب زيادة المعروض، دخول مصنع بني سويف التابع للقوات المسلحة المصرية بطاقة إنتاجية تبلغ 12 مليون طن سنوياً، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، ما أدى إلى عرقلة الاستثمارات في القطاع.
وتُقدر الطاقة الإنتاجية لمصانع الإسمنت مجتمعة بـ85 مليون طن سنوياً، فيما يصل ما يحتاج إليه السوق المصري إلى 50 مليون طن، ما يعني وجود فائض يصل إلى 35 مليون طن مقارنة بفائض 29 مليون طن عام 2018.