الكبار يغيّرون نبرتهم مع اليونان وسط دعوات أميركية للتقارب

08 يوليو 2015
احتفالات اليونانيين عقب الاستفتاء (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

التقى قادة منطقة اليورو مساء أمس الثلاثاء في بروكسل، وسط اتصالات أميركية مكثفة مع الفريقين المنقسمين، لعقد قمة استثنائية تهدف إلى بحث الفرص الضئيلة المتاحة لإنقاذ اليونان التي باتت على شفير الخروج من منطقة اليورو، بعد ثلاثة أيام على الاستفتاء الذي هزّ أوروبا.

واستبق البيت الأبيض، القمة بدعوة قادة الاتحاد الأوروبي والمسؤولين اليونانيين إلى إيجاد تسوية تتيح بقاء أثينا في العملة الأوروبية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش إرنست، إن الرئيس باراك أوباما تباحث مساء الإثنين، مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند بشأن اليونان، حيث أكد الرئيسان "أهمية التوصل إلى السبيل الذي يتعين اتباعه لتتمكن اليونان من متابعة الإصلاحات والعودة إلى النمو داخل منطقة اليورو"، مقرّين أن ذلك سيتطلب تسويات صعبة من الجميع.

ويقول اليونانيون إن الإجراءات التقشفية التي فرضها الدائنون على البلاد تسببت في تراجع إجمالي الناتج المحلي بحدود 25% خلال السنوات الخمس الماضية.

وتواصل وزير الخزانة الأميركي جاك لو، هاتفياً، مع رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس وكذلك بنظيره اليوناني الجديد اقليدس تساكالوتوس بشأن الأزمة.

وقالت وزارة الخزانة في بيان صحافي، إن ليو عبر عن الأمل بالوصول إلى نتيجة تسمح لليونان بإجراء إصلاحات هيكلية ومالية صعبة لكنها ضرورية، والعودة إلى النمو وتحقيق القدرة على الوفاء بالديون".

ولم تقتصر التدخلات على واشنطن، إذ قال وزير الاقتصاد الياباني أكيرا اماري أمس، إنه ينبغي لليونان والاتحاد الاوروبي أن يعملا بجد للتوصل لاتفاق يكون في مصلحة الجانبين ويبقي اليونان في منطقة اليورو.

وأضاف أماري، أنه يجب على اليونان والاتحاد الاوروبي أيضاً أن يتخذا خطوات لتقييد الضرر الاقتصادي للاضطرابات التي هزت الأسواق المالية.

في المقابل، سعت فرنسا وألمانيا اللتان تتقدمان منطقة اليورو مساء الإثنين لإيجاد موقف مشترك بينهما حيال الأزمة، حيث اتفق هولاند والمستشارة انغيلا ميركل خلال اجتماع في باريس على الضغط على رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بمطالبته بـ "اقتراحات دقيقة" من أجل التفاوض بشأن خطة مساعدة جديدة محتملة.

وتنقسم أوروبا إلى معسكرين، معسكر الصقور المؤيدين لخط متشدد حيال أثينا والذين لن يروا على الأرجح، أي مانع في ترك اليونان تخرج من اليورو، وهو معسكر يضم ألمانيا ودول شمال منطقة اليورو وشرقها.

وهناك معسكر الحمائم، ويضم الدول التي تبدي المزيد من الليونة حيال اليونان وفي طليعتها فرنسا ودول جنوب أوروبا، مدعومة من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس، لإذاعة ار تي ال، إن "فرنسا تفعل وستواصل فعل كل ما بوسعها من أجل أن تبقى اليونان في منطقة اليورو لأنه مكانها، في قلب البناء الأوروبي".

من جهته قال يونكر أمس، في أول تصريح يدلي به منذ استفتاء الأحد: "إن عزمي وأملي هو أن نتفادى خروج اليونان من منطقة اليورو".

وقبل ساعات معدودة من قمة بروكسل، رأى يونكر، أن "الوقت حان لنلتقي حول طاولة المفاوضات".

وفي اليونان، أعلن وزير المالية الجديد اقليدس تساكالوتوس الذي خلف يانيس فاروفاكيس بعد استقالته في خطوة مهادنة من اليونان حيال الدائنين، أن اليونانيين يستحقون ما هو أفضل من العرض الأخير الذي طرحه الدائنون، وأنه لا يريد حلاً غير قابل للاستمرار.

وفي هذه الأثناء تبقى المصارف في اليونان مغلقة حتى الأربعاء (اليوم) على أقرب تقدير بعدما تعذر إعادة فتحها أمس، كما كان مقرراً.

وذكرت لجنة أسواق المال اليونانية أن بورصة الأسهم ستظل مغلقة حتى الأربعاء مع استمرار إغلاق المصارف.


اقرأ أيضاً: صندوق النقد في موقف حرج بعد نتائج استفتاء اليونان

المساهمون