قال مسؤول حكومي بارز لـ"العربي الجديد"، إن الصندوق السيادي الكويتي قرر بشكل نهائي المشاركة في الطرح العام الأولي لشركة "أرامكو" السعودية، بضخ استثمارات تقدّر مبدئيا بنحو 1.6 مليار دولار، وذلك بناء على الدراسات التي أعدها الصندوق خلال الأشهر الماضية.
وأضاف المسؤول، الذي يعمل في الصندوق السيادي الكويتي، أنه تم عقد اجتماعات لمسؤولي الصندوق الكويتي وصندوق أبوظبي وسلطات مالية سعودية بشأن المشاركة في طرح أرامكو وحجمها، وبناء على هذه الاجتماعات تقرر حجم الاستثمارات التي سيتم ضخها، لافتاً إلى أنه يتوقع أن تكون مشاركة صندوق أبوظبي بحدود 1.4 مليار دولار لتصبح كل من الكويت والإمارات من أكبر المشاركين خليجياً حتى الآن في الطرح.
وأوضح المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، أن الاتجاه الخليجي يأتي بهدف تغطية نحو 20% من الاكتتاب وهي نسبة ليست قليلة، خاصة في ظل عدم وضوح مع السوق العالمي للنفط حالياً ومؤشرات ببوادر أزمة مالية عالمية تحلق في الأفق خلال العام المقبل، حسب تقارير حديثة صادرة عن مجموعة الوطني المصرفية.
وما زالت حكومة الرياض تمارس ضغوطاً على مستثمرين سعوديين من أجل المشاركة في الطرح وإنجاحه. وحسب تقرير سابق لوكالة "فرانس برس"، حاولت السلطات تحفيز السوق المحلية على الاكتتاب في الشركة قبل عملية الطرح، وذلك عبر إقناع العائلات الثرية بشراء حصص، بينما روّجت وسائل إعلام محلية لعملية الشراء على أنّها عمل وطني.
يذكر أن أكثر من 20 بنك استثمار عالميا شاركت في تجهيز عملية طرح أسهم "أرامكو" بعد قرار السلطات السعودية تنفيذ عملية الطرح بعد تأجيله عدة مرات.
وحددت الرياض تقييما لشركة أرامكو بما يراوح بين 1.6 و1.71 تريليون دولار، وهو ما يقل كثيراً عن هدف تريليوني دولار الذي كان يسعى إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عندما أعلن عن فكرة إجراء طرح عام أولي لأسهم الشركة في عام 2016.
وكانت السعودية قد فتحت باب الاكتتاب في الطرح العام الأولي لأسهم أرامكو بنطاق سعري 30 ريالاً (8 دولارات) إلى 32 ريالاً للسهم الواحد، وسوف تعلن أرامكو عن السعر النهائي والتقييم في 5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وتامل أرامكو بجمع ما يصل إلى 25.6 مليار دولار من الطرح. وكان عدد من خبراء الطاقة والمال قد أعربوا في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، عن قلقهم البالغ حيال عملية الطرح، خاصة بعد إعلان العديد من الصناديق السيادية عزوفها عن المشاركة، رغم دعوتها من قبل البنوك المديرة للاكتتاب.