حذر متحدثون مشاركون في مؤتمر الدوحة السادس للمال الإسلامي، الذي انعقد في العاصمة القطرية، اليوم الثلاثاء، من مخاطر انتشار فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد العالمي.
وتوقع الرئيس التنفيذي لمؤسسة أكسفورد الاقتصادية في بريطانيا، أدريان كوبرن انخفاض الناتج الإجمالي للاقتصاد العالمي إلى 1.5% إذا استمرت جائحة مرض كورونا في الانتشار ولم يتم احتواؤها، وتناول كوبرن خلال مشاركته في الجلسة الأولى للمؤتمر الأدوات العلمية والمنهجية المعتمدة في استشراف الأزمات المالية والاقتصادية.
وقدم مدير مجموعة التوقعات بالبنك الدولي في أميركا، أيهان كوسي، مداخلة حول الأسباب والتدابير الوقائية للأزمات المالية والاقتصادية، أشار فيها إلى أن صحة الاقتصاد العالمي ضعيفة، وأن انتشار فيروس كورونا السريع يعتبر مأساة إنسانية.
وقال وزير التجارة والصناعة القطري، ونائب رئيس مجلس إدارة مركز قطر للمال، علي الكواري، في كلمة افتتح فيها أعمال المؤتمر، إن التمويل الإسلامي هو إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن قطر خامس أكبر سوق للتمويل الإسلامي، مع أصول مصرفية تصل قيمتها إلى 620 مليار دولار مع معدل نمو يزيد عن 10% خلال 2018.
وأشار إلى نمو إجمالي أصول التمويل الإسلامي بمعدل سنوي مركب نسبته 8% منذ عام 2015، وبلغ 129 مليار دولار في النصف الأول من عام 2019، وهو ما يمثل 33% من إجمالي أصول النظام المالي في قطر.
وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك بروة، محمد بن حمد بن جاسم آل ثاني، في كلمة بالجلسة الافتتاحية، على تطلع البنك إلى استخدام الأدوات والحلول المبتكرة والذكية في الصناعة المالية الإسلامية وفتح آفاق اقتصادية واسعة تعود بالنفع على البلاد وعملاء المجموعة.
من جانبه، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، إن المؤتمر بحث التمويل الإسلامي في عالم متحول، والمقصود التحول من ناحية التقدم، وكذلك التغيرات الاقتصادية التي تحدث في العصر الراهن، وما يمكن أن يقدمه التمويل الإسلامي، وهل يستطيع أن ينسجم مع التطورات الراهنة، ومنها التطور الرقمي، سواء أكان في مجال العملات أم الصيرفة الرقمية.
وأضاف القرة داغي في تصريح لـ"العربي الجديد" على هامش المؤتمر، أنه ليس هناك اشكاليات فقهية وشرعية في قضية هذا التحول ومواكبة العصر، حتى في العملة الرقمية شريطة أن تصاغ هذه العملات بشكل لا تترتب عليه مخاطر عالية، بحيث يكون لها وجود اعترافي من إحدى الدول، أو وجود حقيقي من خلال شركة مساهمة تكون العملات الرقمية ممثلة لموجوداتها.
وأشار إلى أنه قدم ستة مقترحات في الدورة الماضية للمؤتمر، ومنها إمكانية الاستفادة من تقنية "بلوكتشين" والسلاسل الخوارزمية لتحقيق عملة رقمية تعترف بها الدولة كعملة ثانوية، يمكن أن ترتبط بأحد منتجات البلاد كالبترول والغاز، أو "غاز كوين وبتروكوين" الذي ظهر في البرازيل أخيرا، أو أن تكون شركة مساهمة يشترك فيها الخبراء بفكرهم ويشترك فيها أصحاب المال، بحيث تكون هذه العملة مثل السهم ممثلة للموجودات.
وحول مدى تطبيق هذا المقترح على أرض الواقع، يشير القرة داغي إلى أن قطر أعلنت أنها سوف تطرح "دينارا ذهبيا" و"ننتظر أن تظهر هذه العملة"، وتابع أنه شارك مؤخرا في مؤتمر أعلنت خلاله ماليزيا توجهها لطرح دينار إسلامي ذهبي.
وأكد القرة داغي على أن هذه العملات الرقمية ستكون عملات ثانوية وليست بديلة عن العملات الرسمية المتداولة.
وناقش المشاركون في محور منصات التداول الإسلامية آلية عمل منصات السـلع الدوليـة والتورق المصرفي فيها، ومنصات التمويـل الجماعي، وفكرة إنشاء سـوق للسلع والمعادن في الشـرق الأوسـط، وبيـان الأحكام الشرعية والآثار الاقتصادية لمنصات التـداول الإسلامية، كما بحث المؤتمر ضمن محاوره الابتكار والذكاء الاصطناعي في التمويل الإسلامي، واستعرض أثر الذكاء الاصطناعي على التنميــة المستدامة في ضوء رؤية دولة قطر 2030.