وافقت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن على مبادرة التسوية الاقتصادية التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث، تحت اسم "مبادرة الحديدة والرواتب" والتي تتضمن وضع ميناء الحديدة الخاضع لها تحت إشراف المنظمة الأممية، لكنها وضعت شروطاً تعجيزية.
وقال مسؤول في مكتب الأمم المتحدة باليمن لـ"العربي الجديد" إن مبادرة غريفيث تتضمن وضع ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين تحت إشراف دولي، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية وصرف رواتب موظفي الدولة في صنعاء وبقية مناطق الحوثيين والمتوقفة منذ 20 شهراً مقابل تسليم فرع البنك المركزي بالعاصمة اليمنية".
وبحسب المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الحوثيين رفضوا تسليم فرع البنك المركزي بالعاصمة صنعاء وأن يخضع لإدارة قيادة البنك المركزي في عدن والتابع للحكومة الشرعية، وجددوا رفضهم تحويل إيرادات الدولة في مناطقهم إلى حساب الحكومة في البنك المركزي بعدن، كما رفضوا أن تخضع الرحلات التجارية من مطار صنعاء للتفتيش في مطار بيشة السعودي.
وتهدد شروط الحوثيين بنسف جهود التسوية الاقتصادية في اليمن والتي هي ركيزة أساسية ومقدمة لتسوية سياسية تتضمّن وقف الحرب وتشكيل حكومة ائتلاف وطنية من جميع الأطراف، بما فيها الحوثيون، وفقاً لإحاطة المبعوث الأممي إلى مجلس الأمن، في منتصف إبريل/نيسان الماضي.
ولا يزال مطار صنعاء مغلقا أمام الرحلات التجارية منذ أغسطس/آب 2016، بموجب قرار من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي يفرض حظرا جويا على المطارات والأجواء اليمنية منذ انطلاق العملية العسكرية ضد جماعة الحوثيين في 26 مارس/آذار2015.
وبات ميناء الحديدة التجاري على البحر الأحمر (غرب البلاد) مهددا بالتدمير في حال واصلت القوات الحكومية المدعومة من السعودية تقدمها باتجاه المدينة، مما سيترك تداعيات خطيرة على واردات اليمن من الغذاء والوقود.
وحذرت الأمم المتحدة، أول أمس الإثنين، من التداعيات الخطيرة لمعركة الحديدة الساحلية في اليمن، والتي قد تتسبب بـ"كارثة إنسانية".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس: "نحذّر بشكل يومي من الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يواجهها اليمن، ونؤكد أن كارثة إنسانية ستحدث وعواقب خطيرة للغاية إذا زادت ضراوة القتال الجاري حول الحديدة".
ويعد ميناء الحديدة ثاني ميناء يمني بعد ميناء عدن، وأحد أكبر الموانئ على البحر الأحمر، ويقع، تقريبًا، في منتصف الساحل اليمني المشاطئ له.
ويتصل الميناء بمناطق انتظار السفن عبر قناة ملاحية طولها 11 ميلًا بحريًّا، وعرضها 200 متر، ويمكنه استقبال السفن التي تصل حمولتها إلى 31000 طن، وغاطسها 9.75 أمتار، وطولها 200 متر، ويمر منه في الوقت الراهن أكثر من 70% من واردات الغذاء والمساعدات الإنسانية.