تفرض روسيا اعتباراً من منتصف ليلة غد الاثنين، قيوداً صارمة على رحلات الركاب إلى جميع بلدان الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج، تنفيذاً لقرار غرفة العمليات المعنية بمنع انتقال فيروس كورونا الجديد إلى البلاد.
وتقتضي هذه القيود حظراً على جميع الرحلات إلى الدول المذكورة باستثناء رحلات الطيران المنتظمة من العواصم الأوروبية وإليها في مبنى "إف" لمطار "شيريميتييفو" الدولي في ضواحي موسكو ورحلات الطيران العارض (تشارتر) التي ستستمر إلى حين عودة جميع المواطنين الروس والأوروبيين إلى أوطانهم.
ومع تحول تمدد فيروس كورونا الجديد إلى وباء عالمي، وفرض سلطات الطيران الروسية قيوداً على الرحلات إلى الوجهات الخارجية واحدة تلو الأخرى، تواجه شركات الطيران الروسية خسائر فادحة، بعدما سافر أكثر من 9 ملايين مواطن روسي إلى أوروبا على متن طائرات في العام الماضي.
وفي هذا الإطار، يحذّر المدير العام لشركة "إنفوموست" للاستشارات في مجال البنية التحتية والنقل، بوريس ريباك، من أن الوضع الراهن قد يدفع عدداً من شركات الطيران الروسية إلى حافة الإفلاس، معتبراً أن الأزمة الحالية التي يعيشها قطاع الطيران العالمي هي الأسوأ تاريخياً، ولها تأثير أكبر على القطاع حتى مقارنة بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية.
ويقول ريباك في حديث لـ"العربي الجديد" إن "صافي أرباح شركات الطيران العالمية في العام الماضي يقدَّر بنحو 34 مليار دولار، منها 30 ملياراً، هي أرباح الشركات الأميركية. يعني ذلك أن أرباح شركات الطيران في الدول الأخرى ضئيلة جداً، أو قد تحقق خسائر، ومن الواضح أن العديد منها قد لا ينجو من الأزمة الراهنة".
وعن وضع شركات الطيران الروسية، يضيف أن "مجموع أرباح شركات الطيران الروسية بلغ في العام الماضي نحو 300 مليون دولار فقط، ومن الواضح أن منظومة الطيران الروسية كاملة، بما فيها الناقل القومي "أيروفلوت"، ستحقق خسائر هذا العام، وبنيتها ستتغير كثيراً".
وفي ما يتعلق بالخيارات المتاحة لإنقاذ شركات الطيران الروسية من الإفلاس، يتابع قائلاً: "لا بديل لتقديم دعم مباشر من الدولة لشركات الطيران، ولكنني لا أرى هذا الاحتمال كبيراً، إذ لم يسبق للحكومة أن عوضت خسائر قطاع النقل الجوي، وحتى لم تفِ بوعودها السابقة بتعويض زيادة أسعار الوقود".
ويخلص إلى أن خطورة الوضع الراهن تكمن في أنه لم يسبق تعليق رحلات الطيران حول العالم أجمع بهذه الصورة، لا في أثناء انتشار أوبئة أخرى، ولا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
من جهتها، ذكرت صحيفة "إر بي كا" الروسية أن خسائر شركات الطيران الروسية جراء القيود المفروضة على الرحلات قد تراوح ما بين 70 مليار روبل و100 مليار (من مليار إلى مليار ونصف مليار دولار أميركي)، بما فيها نحو 150 مليون دولار نتيجة لتعليق الرحلات إلى الصين وحدها.
ومنذ نحو شهر ونصف شهر، بدأت روسيا بفرض قيود على رحلات الطيران الخارجية، لتشمل الصين بدءاً من 1 فبراير/شباط الماضي وكوريا الجنوبية وإيران منذ 28 فبراير/شباط، وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا بدءاً من أول أمس الجمعة، إلى أن تقرر توسيع نطاق الحظر ليشمل جميع بلدان الاتحاد الأوروبي وسويسرا والنرويج باستثناء عواصمها اعتباراً من غد الاثنين.
وكان خبراء الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) قد قدروا تراجع عوائد شركات الطيران العالمية بما يراوح بين 63 مليار دولار و113 ملياراً في عام 2020 بسبب كورونا الجديد.