فضيحة "الذهب القذر" تتفجر في معرض الساعات الفاخرة بسويسرا

30 مارس 2014
منظمة انسانية تكشف قصة استيراد ذهب بيرو
+ الخط -
بعد لغز الذهب المطلي بالفضة في دبي، فجرت جمعية غير حكومية قضية استيراد مصافي الذهب في سويسرا للسبائك من مناطق ملتهبة تستغل فيها المجتعات وتستضعف وتزال فيها الغابات . وذلك على هامش معرض "بازل ويرلد" العالمي لصناعة الساعات الفخمة الذي يقام سنوياً وتجري فعاليته حالياً في مدينة بازل السويسرية حتى الثالث من ابريل/ نيسان المقبل. وقالت جمعية الجماعات المهددة التي تعرف اختصاراً  باسم "اس تي بي" في بيان بهذا الصدد إنها لاحظت أن بعض مصافي الذهب السويسرية والعالمية تستورد الذهب من مناطق تستغل فيها المجتمعات البسيطة وتخرب فيها البيئة ومن تجار تتعارض ممارساتهم مع حقوق الانسان. وأضافت في بيانها " أن لديها شكوك في أن الذهب الذي يتم تصفيته لتصنيع عدد من الساعات الفاخرة في معرض  بازل ويرلد هو ذهب قذر". وتقصد بذلك انه ملوث بدماء وعرق البسطاء وافساد البيئة. وجمعية " اس تي بي" جمعية انسانية غير حكومية تأسست في المانيا ولها فروع في العديد من أوروبا.

ويذكر ان 4 من بين أكبر ست مصافي للذهب في العالم توجد في سويسرا. كما أن سويسرا تعد نقطة عبور رئيسية لحوالى 7.0% من تجارة الذهب العالمي. من جانبها لم تنف  أوساط في صناعة  الساعات السويسرية  أن يكون بعض الذهب المستورد من بيرو "ذهب قذر". وقالت هذه الاوساط في ردها على اتهامات الجمعية السويسرية "أن الحصول على الذهب من مصادر نظيفة ليس سهلاً في كل الاحوال". وقالت دراسة اصدرتها جمعية" اس تي بي" أن التجار الذين يصدرون الذهب من بيرو ضالعون في ممارسات خرق قوانين حقوق الانسان وازالة الغابات. واستندت الدراسة التي أصدرتها الجمعية السويسرية الى معلومات استقتها من مصلحة الضرائب وسلطات الجمارك في بيرو كما قامت الجمعية برصد وتسجيل  شحنات الذهب التي ترسل جواً من عاصمة بيرو ليما الى سويسرا في أعوام 2012 و2014. من جانبه قال تقرير صادر معهد كارنيغي الأميركي في نيويورك أن  تنجيم الذهب غير المشروع في بيرو مسؤول عن ازالة الغابات في اكثر من 50 الف هيكتار. ونسبت الدراسة التي أصدرتها " اس تي بي" الى مصادر في حكومية في بيرو أن أن نصف  الذهب الذي يتم استخراجه في بيرو يصدر الى سويسرا. وتقول جمعية" اس تي بي" أن حوالى 1.8 مليار دولار من الذهب المستخدم في صناعة الساعات الفاخرة يستورد من مصادر غير مشروعة. من جانبها قالت السلطات السويسرية أنها على وعي بمشكلة" الذهب من المصادر غير النظيفة"  وانها تعمل على علاجه. ويذكر أن عدة مصافي ذهب في العالم ومن بينها مصاف في عواصم عربية تستورد الذهب من مناطق النزاعات السياسية والحروب في أفريقيا وشمال أفريقيا. كما أن بعض المصافي يتعامل مع تجار يستغلون ظروف ضعف الدول وتعدين الذهب بشكل غير مشروع. وقد حذرت منظمة الشفافية العالمية في الشهر الماضي من استيراد الذهب غير المشروع الذي أطلقت عليه اسم" الذهب الاسود" من السودان والمغرب ودول افريقيا الوسطى .

وكانت شركة تدقيق الحسابات البريطانية، "ايرنست آند يونغ"، كشفت  لغز سبائك الذهب المطلية بالفضة في أحد أكبر مصافي الذهب في دبي، أثناء عملية تدقيق حسابات هذه الشركة. وكشفت " ايرنست آند يونغ" أن كميات من السبائك الذهبية تُخفى تحت طلاء فضي ويتم تهريبها من المغرب الى دبي. وحسب تقرير نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية الشهر الماضي ، فإن أسامة كالوتي، أحد كبار تجار الذهب في دبي، كشف أثناء عملية تدقيق حسابات يقوم بها موظفو شركة "ايرنست آند يونغ"، عن سبائك ذهبية مطلية بالفضة يقدّر وزنها بحوالى 75 كيلوغرام وتقدّر قيمتها بحوالى 3.2 ملايين دولار.
وقال إن هذه السبائك تم استيرادها من المملكة المغربية. وحينما سئل عن سبب إخفاء هذه السبائك في الغطاء الفضي، قال: لأن السلطات المغربية لا تسمح سوى بتصدير كميات محددة من الذهب. وحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن شركة "ايرنست آند يونغ" كشفت عن عملية التهريب أثناء تدقيقها لحسابات عائلة كالوتي، التي تملك أكبر مصانع الذهب في دبي وتدعي أنها تتعامل بـ300 طن ذهب سنوياً وأن مصافي الذهب التي تملكها تصفي حوالى 50% من الذهب في دبي.

دلالات
المساهمون