تعلق الحكومة المغربية آمالا كبيرة، على المغتربين الذين يحلون بكثافة في فترة الصيف، من أجل إنعاش السياحة في المملكة ودعم رصيد النقد الأجنبي، ما دعاها إلى إطلاق حملة لتشجيع السياحة الداخلية تمتد لأكثر من ثلاثة أشهر.
وأطلقت المملكة حملة "مرحبا" التي تمتد من الخامس من يونيو/حزيران الجاري إلى الخامس عشر من سبتمبر/أيلول المقبل، مستهدفة بشكل خاص المغتربين القادمين من أوروبا، إذ شرعت لجنة مشتركة مغربية وإسبانية، منذ مايو/أيار الماضي، في تسهيل عبور العائدين عبر الحدود، فضلا عن توفير خطوط ملاحية إلى عدة مدن في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
ويقدر عدد المغتربين المغاربة بحوالي خمسة ملايين شخص، 85 في المائة منهم يقيمون في أوروبا، خصوصاً في فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا.
ويزور المغرب في فترة الصيف حوالي نصف المغتربين، حيث يساهمون في تنشيط القطاع السياحي وينعشون الأسواق.
وساهم المغتربون في دعم إيرادات السياحة بنحو 3 مليارات دولار، من إجمالي 7.5 مليارات دولار خلال 2018، فيما بلغت تحويلاتهم في الأشهر الأربعة التي استغرقها صيف العام الماضي 2.4 مليار دولار، وهو ما يمثل أكثر من ثلث مجمل التحويلات التي بلغت 6.5 مليارات دولار، وفق البيانات الرسمية.
ويقول إنيغو موري، رئيس منظمة "ريمساس" في تصريح لـ"العربي الجديد" إن المغتربين يساهمون في دعم القدرة الشرائية لأسرهم في المملكة، كما يدعمون النشاط الاقتصادي بشكل عام.
وكان عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، قد أشار في تصريحات صحافية أخيرا إلى ضرورة الانتقال لجذب المغتربين للاستثمار في المملكة وعدم الاكتفاء بقضاء عطلتهم السنوية أو زيارة أسرهم.
ويبدي المغرب اهتماما بمساهمة المغتربين في الاستثمارات الخاصة، وذلك عبر وضع تشريعات تخدم استثماراتهم. كما أسس صندوقاً للاستثمار خاصاً بهم قبل ستة أعوام. ويعمل الاتحاد العام للشركات، الذي يمثل مصالح رجال أعمال، على إنشاء قطب خاص بالشركات التي يملكها المغاربة المقيمين في الخارج، لتشجيعهم على الاستثمار في المملكة.
ويأتي الاهتمام الحكومي بجذب المغتربين من أجل الحفاظ على الوجهة المغربية سياحيا، بدلا من التوجه نحو مقاصد أخرى.
وأظهرت بيانات صادرة عن مكتب الصرف الحكومي، في وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري، أن إنفاق المغاربة على السفر إلى الخارج بلغ 600 مليون دولار في الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي، بزيادة 13.1 في المائة عن نفس الفترة من 2018.