تركيا تنقب عن النفط والغاز في البحرين المتوسط والأسود للحد من الاستيراد

وقال وزير الطاقة التركي براءت البيرق، إن بلاده ستنفذ أول أعمال لها للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط في وقت لاحق من هذا العام، وأول أعمال حفر عميق ستكون في 2018. وأشار الوزير التركي خلال مؤتمر الطاقة الثامن في مدينة أنطاليا، أمس، إلى أن بلاده تسعى لفتح آبار في المياه التركية والقبرصية، وإن أعمال التنقيب ستجري أيضا في البحر الأسود، لتأمين متطلبات الشعب من الطاقة.

وفي هذا السياق، يقول المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو لـ "العربي الجديد": إن تركيا تسعى إلى زيادة التنقيب عن الطاقة الاستخراجية (نفط وغاز) بالإضافة إلى تكثيف الاعتماد على الطاقة البديلة سواء الرياح أو الشمس، متوقعاً أن تستغني تركيا عن الاستيراد والتحول إلى التصدير في غضون عشر سنوات.

وحول شروط اتفاقية لوزان التي تشترط عدم التنقيب عن النفط والغاز لانقضاء مئة سنة تنتهي في "2023"، يؤكد المحلل التركي أنه من حق تركيا الآن التنقيب في أراضيها والمياه الإقليمية مع شطر قبرص الشمالي، كاشفاً أن تركيا ستستخدم سفينة صناعة محلية للتنقيب العام المقبل بالمياه الإقليمية بالبحرين المتوسط والأسود، وتستغني عن السفن المستأجرة بكلفة 500 ألف دولار يومياً.

وتبلغ فاتورة استيراد تركيا للطاقة نحو 45 مليار دولار سنوياً، إذ يصل الاستهلاك التركي من الغاز الطبيعي نحو 50 مليار متر مكعب، في حين يصل استهلاك النفط قرابة 40 مليون طن، حسب تقارير رسمية.

وتعتبر تركيا من الممرات الرئيسة بالعالم، لنقل النفط والغاز من مناطق الإنتاج إلى دول الاستهلاك، كما تحتل تركيا المرتبة الأولى في زيادة الطلب على الطاقة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والثانية بعد الصين في العالم.

وتسعى تركيا، وخاصة بعد عودة علاقاتها مع روسيا العام الماضي، لتكون البلد الأهم بنقل مصادر الطاقة من مواقع الإنتاج لدول الاستهلاك وخاصة بالقارة العجوز، وذلك عبر زيادة الطاقة الاستيعابية لشبكة الأنابيب التركية للغاز الطبيعي على مرحلتين.

وفي يوليو/تموز الماضي، ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، أن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" بدأت أعمال بناء الأنبوب الثاني من خط الغاز "السيل التركي" لنقل الغاز إلى السوق الأوروبية عبر تركيا.

وزادت غازبروم، من صادراتها إلى تركيا منذ مطلع العام وحتى 15 يوليو/ تموز الماضي، بنسبة 22%، على أساس سنوي.