رغم أن بعض الدول العربية تمتلك ثروات مالية ونفطية ضخمة، إذ يُعدّ بعضها من الأغنى نفطياً، إنتاجاً وتصديراً على مستوى العالم، إلا أن شعوبها تعاني من زيادة معدلات الفقر والبطالة والتضخم.
ورغم امتلاك منطقة الخليج أكبر احتياطي نفطي في العالم، إلا أن سكان بعض الدول الخليجية ودّع الرفاهية خلال السنوات الأخيرة، في ظل تفاقم الأزمات المالية والسياسية التي تعاني منها هذه الدول، والإنفاق المالي الضخم على التسلح.
وتُعدّ السعودية نموذجاً بين الدول العربية النفطية التي تتفاقم فيها البطالة والفقر، رغم الإيرادات النفطية الضخمة المتدفقة عليها التي تقارب 500 مليون دولار يومياً في بعض الأوقات، وهي تمتلك أيضاً احتياطيات من النقد الأجنبي تتجاوز 500 مليار دولار، ومع ذلك ترتفع فيها نسبة البطالة إلى 12.8% حسب الأرقام الرسمية، وهو ما يفوق المعدلات السائدة في دول عربية فقيرة لا تمتلك حتى 10% من هذه الاحتياطيات النقدية، كما تصل نسب الفقر في المملكة إلى 25%، حسب بيانات غير رسمية.
وتتكرر نفس الأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة في دول عربية نفطية أخرى، مثل الجزائر والعراق وليبيا رغم تدفق إيرادات نفطية على خزانتها العامة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.