هل تعود الحرب التجارية بين الصين وأميركا إلى نقطة الصفر؟

16 مايو 2019
زيارة سابقة للوفد الصيني التجاري إلى واشنطن (فرانس برس)
+ الخط -


عادت الأجواء المشحونة لتسيطر بشدة على العلاقات الأميركية - الصينية، منذ مطلع الشهر الحالي، على الرغم من التصريحات المتبادلة التي كانت تشير إلى قرب عقد اتفاق تجاري ما بين عملاقي الاقتصاد، ليتزامن ذلك مع مخاوف من رجوع المفاوضات إلى نقطة الصفر.

وأعلنت وزارة التجارة الأميركية، أمس الأربعاء، أنها أضافت هواوي تكنولوجيز و70 شركة تابعة لها إلى ما يُعرف باسم "قائمة الكيانات" الخاصة بها، في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية العملاقة من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات أميركية بدون موافقة مسبقة من الحكومة.

وعلى صعيد منفصل، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أمرا تنفيذيا يقضي بحظر استخدام الشركات الأميركية لمعدات الاتصالات التي تصنّعها شركات يُعتقد أنها تمثل تهديدا للأمن القومي. ولم يحدد الأمر، على وجه الخصوص، أي دولة أو شركة، لكن مسؤولين أميركيين صنّفوا هواوي، في وقت سابق، باعتبارها "تهديدا"، وضغطوا على الحلفاء لعدم استخدام معدات هواوي في شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول.

وفي العاشر من أيار/مايو الحالي، دخلت زيادة أمر بها الرئيس الأميركي للرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار إلى 25%، حيّز التنفيذ. في حين ردت الصين أنه اعتباراً من أول يونيو/حزيران المقبل، ستخضع أكثر من 5 آلاف سلعة أميركية لرسوم تتراوح نسبتها بين 5% و25%، وفتحت باب الإعفاءات بأذون مسبقة. وتصل قيمة الرسوم الصينية إلى حوالي 60 مليار دولار.

وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أعلن، الأربعاء، في واشنطن، أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، أنه سيسافر على الأرجح إلى بكين، في المستقبل القريب، لمواصلة محادثات التجارة. لكن الصين ردت، اليوم الخميس، بأن "ليست لديها معلومات بشأن الخطة الأميركية لزيارة بكين لمواصلة محادثات التجارة". وهو ما قرأه عدد من المحللين تلويحاً من قبل بكين بإمكانية وقف التفاوض.

وقال قاو فنغ، المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، اليوم الخميس، إن بكين تعارض بشدة فرض دول أخرى عقوبات أحادية الجانب على كيانات صينية. وأبلغ قاو الصحافيين، في إفادة أسبوعية، أنه يتعين على الولايات المتحدة تجنب التأثير بشكل أكبر على العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.

وتابع قاو "الصين أكدت، عدة مرات، أن مفهوم الأمن القومي يجب ألا يُساء استغلاله، وألا يُستخدم كأداة للحماية التجارية". وأضاف "الصين ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الحقوق المشروعة للشركات الصينية بكل حزم".

من جانبها، قالت هواوي، التي تنفي أن منتجاتها تشكل تهديدا أمنيا، إنها "مستعدة وراغبة في الحوار مع الحكومة الأميركية واتخاذ إجراءات فعالة لضمان أمن المنتج".

وأضافت أن تقييد عملها في الولايات المتحدة "لن يترك لأميركا سوى بدائل أقل جودة وأعلى تكلفة، مما يعني تخلّفها عن الركب في نشر تكنولوجيا الجيل الخامس، وهو ما سيضر في نهاية المطاف بمصالح الشركات والمستهلكين الأميركيين".

وتعليقاً على هذه التطورات، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أنه "من غير المناسب" أن يتم "إطلاق حرب تكنولوجية أو تجارية حيال أي بلد الآن". وتابع ماكرون "أولا إنها ليست الطريقة المثلى للدفاع عن الأمن القومي". وأضاف "ثانيا إنها ليست الطريقة المثلى لتطوير نظامنا البيئي الخاص وبناء عالم للتعاون وخفض التوتر".


وأكد ماكرون، الذي كان يتحدث باللغة الإنكليزية في معرض "فيفاتك" في باريس "ما نريده ليس عرقلة هواوي أو أي مجموعة أخرى، بل حماية أمننا القومي والسيادة الأوروبية".

وشدد على أن "فرنسا وأوروبا براغماتيتان وواقعيتان"، موضحا "نريد تطوير الوظيفة والأعمال والابتكار. نؤمن بالتعاون وبالتعددية".

المساهمون