نظام الأسد يتجمل في معرض دمشق الدولي بخطة ترويجية فاشلة

16 اغسطس 2017
تراجع الصناعة السورية جراء الحرب (فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس الوزراء بحكومة بشار الأسد، عماد خميس، انطلاق معرض دمشق الدولي في دورته الـ 59 يوم الخميس المقبل في 17 آب/ أغسطس الحالي على أن يستمر المعرض لمدة تسعة أيام. 

ويحاول نظام بشار الأسد الترويج لفكرة عودة الاستقرار في البلاد، وعودة النشاط الاقتصادي، وخلاصة القطاع الصناعي، رغم أن تصريحات مسؤولين بحكومة الأسد، تشير إلى أن أكثر من 80% من المصانع السورية متوقفة بسبب الحرب، ما يطرح علامات استفهام حول جدوى إقامة المعرض في هذا التوقيت.

وبحسب المراقبين، فإن فكرة إقامة معرض دمشق الدولي، ما هو إلا خطة فاشلة من قبل النظام، إذ كيف يمكن لرجال الأعمال سواء العرب أو الأجانب الاستثمار في بلد، يعيش حربا منذ سنوات، أضف الى ذلك، فإن البلاد، لا تمتلك البنى التحتية اللازمة، خاصة بعد تدمير أكثر من 70% من البنى التحتية الأساسية في البلاد.

ويقول المحلل الاقتصادي السوري عبد الناصر الجاسم: "يعد هذا المعرض من ضمن الخطوات التجميلية التي يهدف نظام الأسد من خلالها إلى الترويج لعودة الاستقرار في سورية، والقول إن الاقتصاد، وخاصة قطاع الصناعة بخير، وإن الدولة السورية قائمة، تنتج وتصدر إنتاجها للخارج". ويضيف: "لكن حقيقة الأمر، مخالفة لهذا الادعاء، وبحسب تصريحات حكومة الأسد نفسها فإن 80% من المنشآت الصناعية توقفت جراء الحرب، وأن سورية تستورد حتى المنتجات الغذائية والاستهلاكية البسيطة". وبحسب الجاسم فإن إقامة المعرض، خطوة خطيرة للغاية، إذ أن نظام الأسد يكسر الحصار المفروض عليه من قبل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي منذ عام 2011، بصرف النظر عن مضمون المشاركات أو ما سيحتويه المعرض.


خطوة تجميلية

وكان رئيس الوزراء، عماد خميس قد أدلى بتصريحات صحافية مؤخراً، إذ قال: "سندعم الصفقات التي تنجم عن معرض دمشق الدولي عبر شحنها مجاناً براً أو بحراً أو جواً ما سيشجع التصدير"، متوقعاً أن تتم صفقات تصديرية تفوق الـ300 مليون دولار بشكل مبدئي، نظراً لوجود عدد كبير من رجال الأعمال والتجار الذين ثبتوا أقدامهم في سورية من أجل الاطلاع على المنتجات السورية وتسويقها إلى بلدانهم، مستفيدين من المزايا التنافسية المهمة من سعر وجودة الشحن المجاني، بحسب ما أكده عماد خميس.

وأشارت بيانات المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية التابعة لوزارة الاقتصاد السورية، إلى أن عدد الدول العربية والأجنبية المشاركة في "معرض دمشق الدولي" بلغ 44 دولة بالإضافة إلى سورية عبر قطاعيها العام والخاص.

وبحسب البيانات التي اطلع عليها "العربي الجديد" فإن أكثر من 15 دولة أوروبية تشارك في المعرض، كما ستشارك دول عربية وآسيوية أيضاً.


يرد الخبير الاقتصادي الجاسم، على كلام رئيس الوزراء، حول حجم مشاركة الدول العربية، والأوروبية، ويقول: "ثمة خداع بمشاركة الدول"، مضيفاً "أعتقد أن المشاركة ستقصر على بعض رجال الأعمال الذين تجمعهم علاقات مع نظام الأسد، أو ربما مشاركة سوريين حاصلين على جنسية تلك الدول، بمعنى أن القصة إعلامية هدفها تسويق النظام ليس إلا".

ويعتبر معرض دمشق الدولي، من أقدم وأكبر المعارض بالمنطقة العربية، حيث أقيمت أول دورة له في الأول من أيلول / سبتمبر عام 1954 واستمرت لمدة شهر كامل، بمشاركة 26 دولة عربية وأجنبية، على مساحة 250 ألف متر مربع، وفاق عدد زوارها مليون زائر من مختلف الدول.

المساهمون