انتعاش مؤقت للروبل والأسواق الروسية خلال المونديال

05 يونيو 2018
العملة الروسية تنتظر إنفاق المشجعين خلال كأس العالم(فرانس برس)
+ الخط -
مع بقاء أيام معدودة على انطلاق بطولة العالم لكرة القدم في روسيا، تترقب الأسواق الروسية تدفق مليارات الدولارات التي سينفقها المشجعون أثناء إقامتهم وتنقلاتهم بين مختلف المدن الروسية، وما يترتب عليه من زيادة الطلب على العملة الروسية وتحسن أدائها.
إلا أن تساؤلات تخيم حول استدامة هذا التأثير الإيجابي على أسواق روسيا واقتصادها وعملتها على المدى البعيد، لاسيما في حال عادت أسعار النفط إلى التراجع واستمرت التوترات الجيوسياسية.

وفي هذا الإطار، يقول كبير المحللين بمجموعة شركات "تيلي تريد" للتداول، مارك غويخمان، إن استضافة كأس العالم غالبا ما تعزز سعر صرف عملة البلد المضيف بنسبة 2%، ولكن هذا المفعول سيكون قصير المدى.
ويضيف غويخمان في حديث لـ"العربي الجديد": "بات تقليديا أن يتحسن سعر صرف العملة الوطنية للبلد المضيف، نتيجة لزيادة الطلب عليها من قبل السياح والمشجعين وتدفق العملة الأجنبية إلى البلاد".

وحول سعر الصرف المتوقع للروبل على أثر هذا التحسن، يوضح :"من المنتظر أن يحضر المونديال نحو 600 ألف مشجع أجنبي ولمدة 12 يوما في المتوسط، وحسب تقديرات الحكومة الروسية، فإن نفقاتهم ستبلغ 121 مليار روبل (حوالي ملياري دولار)، مما سيؤدي إلى ارتفاع الطلب على الروبل بنسبة بين 8% و9% وتعزيز صعود العملة الروسية بنحو 2%، لتصل إلى ما بين 60.4 و61 روبل للدولار في يوليو/تموز المقبل".

ومع ذلك، يوضح غويخمان أن مثل هذه التقديرات خالية من العوامل الأخرى مثل أسعار النفط والأوضاع الجيوسياسية وأسعار الفائدة الأساسية حول العالم.
ويضرب مثلا على مثل هذه العوامل، قائلا: "خلال فترة المونديال، سيعقد يوم 22 يونيو/حزيران اجتماع أوبك، الذي سيحدد مصير خفض إنتاج النفط، وهو أمر سيكون له تأثير كبير على قيمة الأصول الروسية".

ويذكّر الخبير المالي أن القطاعات الأكثر استفادة من تنظيم المونديال، هي السياحة والفنادق والتجارة والمطاعم والنقل والاتصالات، لاسيما في المدن الـ11 المضيفة للمباريات.
وفيما يتعلق بأداء البورصات الروسية، يتابع: "على الأرجح، سينعكس الوضع إيجابا على البورصات في ظل زيادة الاهتمام بالبلاد وتدفق الأموال وبوادر لزيادة الاستثمارات. مع استضافة المونديال، قد يقفز مؤشر بورصة موسكو وكأنه كرة، ليحطم الأرقام القياسية للسنوات الماضية، متجاوزا 2400 نقطة".

وعلى الرغم من هذه البوادر الإيجابية، يقلل غويخمان من التأثير الإيجابي للمونديال على الروبل في الأفق البعيد، قائلا: "سيتعرض الروبل لعوامل ضغط مثل احتمال تراجع أسعار النفط بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستويات بواقع 80 دولارا للبرميل، وإقدام الاحتياطي الفدرالي الأميركي على رفع الفائدة، وخطر توسيع رقعة العقوبات، لذلك، فإن هناك احتمال التراجع التدريجي للروبل بعد المونديال إلى أدنى مستويات قد سجلها هذا العام بواقع 64 - 64.5 روبل للدولار".

وبدوره، توقع مصرف "نورديا" أن يكون تراجع الدولار من 62 روبل حالياً إلى 61 بحلول منتصف يوليو/تموز، هو الحد الأقصى لتعافي الروبل نتيجة للمونديال.
وبحسب توقعات المصرف التي أوردتها صحيفة "إر بي كا"، أمس، فإن الدولار قد يعود إلى مستوى 64.5 روبل في أغسطس/آب المقبل، وسط مخاوف من تراجع أسعار النفط تحت وطأة زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة.

وبعد بقاء عند مستوى 56 - 57 روبل للدولار لفترة طويلة، سجل الروبل تراجعا كبيرا في إبريل/نيسان الماضي إثر توسيع رقعة العقوبات الأميركية بحق شركات روسية كبرى ورجال أعمال مقربين من الكرملين، ليستقر في نهاية المطاف عند معدل 62 روبل.
وكانت شركة "ماكنزي" للاستشارات قد أجرت دراسة أظهرت أن تنظيم روسيا بطولة العالم لكرة القدم 2018 سيحقق لها نمواً إضافياً بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي بما يعادل 13 مليار دولار، إضافة إلى ما بين 2 و3 مليارات دولار سنويا في الأعوام الخمسة المقبلة نتيجة لتشغيل عناصر البنية التحتية وزيادة حركة السياحة.

يذكر أن مباريات المونديال 2018 ستقام خلال الفترة من 14 يونيو/حزيران إلى 15 يوليو/تموز، وذلك في 12 ملعباً بـ11 مدينة روسية وبمشاركة 32 فريقا، بما فيها أربعة منتخبات عربية، وهي السعودية ومصر وتونس والمغرب.

المساهمون