عمالقة النفط يتأهبون لمؤتمر "أسبوع سيرا" للطاقة في هيوستن

11 مارس 2019
الولايات المتحدة أصبحت أكبر منتج للنفط في العالم (Getty)
+ الخط -

يلتقي ممثلو قطاع النفط هذا الأسبوع في مدينة هيوستن الأميركية لحضور مؤتمر أسبوع سيرا، أكبر تجمع لكبار المسؤولين التنفيذيين بقطاع الطاقة في الأميركتين، وسط مشاركة أكبر لعمالقة النفط في الوقت الذي تربعت فيه الولايات المتحدة على عرش منتجي الخام في العالم.

ويأتي تعزيز عمالقة القطاع لحضورهم في المؤتمر، ومن بينهم شركتا إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتان، في الوقت الذي تحوّل فيه تلك الشركات الاستثمارات إلى الإنتاج الصخري في غرب تكساس ونيو مكسيكو، وتربط تلك الحقول النفطية بمصافيها الساحلية ومصانع الكيماويات.

وأدى الإنتاج الصخري إلى ارتفاع الصادرات الأميركية لأكثر من ثلاثة ملايين برميل من الخام يوميا، مما زاد من المعروض العالمي.

وقال دانيال يرغين نائب رئيس مجلس إدارة "آي.إتش.إس ماركت" المنظمة لمؤتمر الطاقة إن "هذا يتواكب مع إعادة التوازن التي حدثت في قطاع النفط العالمي"، مضيفا أن "هذا هو أول مؤتمرات أسبوع سيرا على الإطلاق الذي يكون فيه أكبر منتج في العالم هو البلد الذي نعقد فيه المؤتمر، وهو الولايات المتحدة".


ومن المقرر أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ووزير الطاقة ريك بيري في المؤتمر، كما سيلقي مايكل ويرث الرئيس التنفيذي لشركة "شيفرون" كلمة المؤتمر، وبعض المسؤولين التنفيذيين بشركة إكسون وبوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة "بي.بي".

حضور سعودي أقل

من اللافت للنظر تضاؤل حضور السعودية هذا العام، فشركة أرامكو السعودية التي تديرها الدولة تعقد الاجتماع السنوي لمجلس إدارتها هذا الأسبوع، كما أشار المسؤولون السعوديون إلى أنهم شاركوا بقوة في مؤتمر أسبوع البترول العالمي الذي عقد في لندن خلال الآونة الأخيرة.

غير أن أسبوع سيرا يأتي بعد فترة واجهت فيها المملكة مزيدا من الضغوط الأميركية لإبقاء أسعار النفط منخفضة، وتهديدات بتشريع لمكافحة الاحتكار ينظر فيه الكونغرس حاليا، وغضب بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي في العام الماضي.

والسعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي سيحضر أمينها العام محمد باركيندو المؤتمر بجانب ممثلين من الإمارات العربية المتحدة.

وفي السنوات الأخيرة، عقد ممثلو أوبك اجتماعات مع مسؤولين تنفيذيين بشركات نفط صخري أميركية في مسعى لفهم الصناعة بشكل أفضل ومع تحول خطاب الشركات المنتجة التي تديرها الدولة عن النهج العدائي الذي اتسم به في السابق.

غير أن المسؤولين التنفيذيين بالقطاع الصخري كانوا ينأون في الماضي عن مظاهر الدعاية التي تحيط بمثل هذه الاجتماعات، بما في ذلك عشاء في واحد من أرقى مطاعم هيوستن العام الماضي.

هؤلاء المسؤولون التنفيذيون يتخوفون من أن يُنظر إليهم على أنهم يتعاونون مع أوبك، ويشهد مؤتمر العام الحالي أيضا تمثيلا أقل لشركات النفط الصخري. 

وكان مسؤولو أوبك قالوا إنهم يعتزمون الاجتماع مع المسؤولين التنفيذيين بالقطاع خلال مؤتمر العام الحالي.

وتعارض جماعات ضغط أميركية ممثلة للقطاع ودول أوبك تشريع "نوبك" الذي أقرته لجنة بمجلس النواب الأميركي وجرى عرضه على مجلس الشيوخ، معتبرين إياه تهديدا للإنتاج قد يدفع الأسعار للارتفاع.

وقال يرغين "لا أعتقد أن بإمكانهم التعاون معا... لكن دون بعض آليات الاستقرار في سوق النفط، فستحدث تقلبات أشد بكثير، ولو حدثت تقلبات أشد بكثير لقل الاستثمار كثيرا".

(رويترز، العربي الجديد)
المساهمون