الاحتلال يُصعّد ضد العمالة الفلسطينية

12 نوفمبر 2014
الأمن الإسرائيلي يعتقل فلسطينيا خلال اشتباكات ببلدة كفركنا(فرانس برس)
+ الخط -
بدأت منذ مساء الاثنين وأمس الثلاثاء، حملة في كافة أرجاء مدن الاحتلال الإسرائيلي، بحق العمال الفلسطينيين، الذين لا يملكون تصاريح عمل داخل مدن الاحتلال، واعتقالهم تمهيداً لنقلهم إلى أقرب المعابر مع الضفة الغربية.
وارتفعت خلال الأسابيع الماضية، التصعيدات الأمنية داخل الاحتلال الإسرائيلي، وعمليات الدهس والطعن التي ينفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين، رداً على جرائم الاحتلال في القدس والضفة الغربية.
يأتي هذا التصعيد الإسرائيلي الجديد بحق العمال الفلسطينيين، عقب قتل شاب فلسطيني لجندي إسرائيلي طعناً في يوم الاثنين، قرب محطة قطارات في تل أبيب. وبحسب تقرير شرطة الاحتلال، فإن الشاب الفلسطيني عامل في أحد مشاريع البناء، ولا يحمل تصريح عمل للدخول إلى إسرائيل، بل إنه دخل بطريقة غير مشروعة.
ونشر الاحتلال الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، أكثر من 10 آلاف جندي وشرطي في المدن التي تقع تحت سيطرته، وكثف من دورياته ليل نهار؛ استعداداً لأي أحداث أمنية قد تحصل ضد إسرائيليين، بحسب ما أوردت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية في عددها الصادر أمس الثلاثاء.
والتقت "العربي الجديد" ثلاثة من العمال الذين اعتقلتهم قوة إسرائيلية مساء الاثنين، وحققت معهم على مدار 4 ساعات قبل أن تنقلهم في إحدى سيارات الدفع الرباعي العسكرية إلى معبر قلنديا، قرب مدينة القدس، على الحدود مع الضفة الغربية.
وقال أحدهم، ويدعى خلدون، من بلدة "يتما" قضاء نابلس شمال الضفة الغربية، إن إسرائيليين يقطنون قرب أحد ورش العمل التي يعملون فيها، أبلغوا جيش الاحتلال بوجود عمال عرب بالقرب منهم. وأضاف "وما لبثنا أن انتهينا من العمل في الساعة السادسة من مساء الاثنين، حتى جاءت قوة إسرائيلية مكونة من 5 جيبات عسكرية، واقتادتني واثنين من زملائي بالعمل، بحجة عدم وجود تصاريح دخول لدينا. نقلونا لأحد مراكز التحقيق، ثم وضعونا في "جيب" عسكري، وأغلقوا عيوننا بقطع قماش، ثم وجدنا أنفسنا صباح الثلاثاء على حاجز قلنديا".
ووضع الجيش الإسرائيلي، خلال اليومين الماضيين، مئات الكتل الإسمنتية؛ لحماية المستوطنين على المفترقات ونقاط ركوب الحافلات في الضفة الغربية، إثر تصاعد عمليات الدهس في القدس والضفة الغربية.

ويسكن في الضفة الغربية نحو 350 ألف مستوطن يهودي في 144 مستوطنة، حسب دائرة الإحصاء الفلسطينية لعام 2013، نقلاً عن بيانات لحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وزعمت وسائل إعلام عبرية خلال الأيام الماضية أن التصعيد الأمني من جانب الفلسطينيين داخل مدينة القدس، ومدن الاحتلال، هو "موجة إرهاب"، يقودها شبان فلسطينيون، غالبيتهم عمال جاءوا من مدن الضفة للعمل داخل إسرائيل، ونسبة أخرى هم مقدسيون من حملة الهوية الزرقاء (الإسرائيلية).
ويقول عامل آخر، ويدعى حمدي دويكات، من بلدة بيتا قرب نابلس، والذي اعتُقل يوم الاثنين، من مكان عمله ونُقل إلى معبر الطيبة مع الضفة الغربية، إن صاحب المنشأة التي يعمل فيها اتصل هاتفياً بشرطة الاحتلال للحضور حيث أعتُقل هو وزميل له.
وأمس، كان اليوم 133 منذ بدء المواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، في القدس، يتخللها رشق القوات بالإضافة إلى أهداف إسرائيلية أخرى في المدينة، بالحجارة والألعاب النارية، وذلك بعد قيام مستوطنين باختطاف فتى فلسطيني في بلدة شعفاط، شمالي المدينة، في الثاني من يوليو/تموز الماضي وقتله.
وأزعجت حملة الدعس التي ينفذها فلسطينيون غاضبون من ممارسات الاحتلال بالمسجد الأقصى، مسؤولين وبرلمانيين في الاحتلال. وقال عضو الكنيست الإسرائيلي، داني دانون: "علينا انتهاج قبضة قوية وجباية الثمن من مهندسي الإرهاب"، بينما قال العضو شاؤول موفاز إنه يتحتم على المجلس الوزاري المصغر اتخاذ قرار بالوصول إلى المخربين قبل وصولهم إلينا.
ووفقاً لأرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن قرابة 30 ألف عامل فلسطيني، يعملون داخل مدن الاحتلال الإسرائيلي، دون تصاريح عمل، حيث تدفعهم الحاجة إلى العمل للدخول إلى مدن الاحتلال بعيداً عن عيون جنود الاحتلال، عبر سيارات إسرائيلية.
وقال الباحث الاقتصادي مهند عقل إن العديد من مشاريع الاحتلال الإسرائيلي، ستتأثر بشكل سلبي، في حال وسّعت من حملتها ضد العمال الفلسطينيين، "لأننا نتحدث عن أكثر من 30 ألف عامل بدون تصاريح عمل". وأضاف خلال حديث مع مراسل "العربي الجديد": "قطاع البناء والإنشاءات سيتضرر بشكل كبير، لأن غالبية العاملين هم في مجال البناء، تزامناً مع ارتفاع الطلب على المساكن داخل المدن الإسرائيلية، وتراجع العرض عليها".
وتوقع عقل أن تتأثر الحركة التجارية في مدينة القدس، والمدن الإسرائيلية الأخرى، بعد الأحداث الأمنية الأخيرة. وأضاف أن السنة الحالية هي الأقسى على الاقتصاد الإسرائيلي منذ خمس سنوات، والتي بدأها بتراجع في أرقام النمو، بسبب تراجع الصادرات، تبعها العدوان على قطاع غزة، وانهيار مؤشراته الاقتصادية، وصناعة السياحة. وتابع: "اليوم تؤدي الأوضاع الأمنية وعمليات الطعن والدهس التي ينفذها فلسطينيون غاضبون على سياسات الاحتلال بحق المسجد الأقصى خاصة، إلى حدوث توتر في الاقتصاد الإسرائيلي".
في المقابل، بدأ المستوطنون الإسرائيليون الذين يعيشون في مستوطنات مدن الضفة الغربية، بالخروج إلى الشوارع العامة في الضفة قرب مفترقات المستوطنات، وإلقاء الحجارة باتجاه السيارات الفلسطينية المارة، وإحداث أضرار جسدية ومادية في صفوف الفلسطينيين.
ومنذ مساء الاثنين وحتى ظهر أمس الثلاثاء، سُجل أكثر من 60 حالة اعتداء لمستوطنين بحق الفلسطينيين في شوارع الضفة، حيث تُلقى الحجارة على السيارات الفلسطينية أمام نظر جنود الاحتلال الإسرائيلي.
المساهمون