مصر: أزمة رغيف بسبب تخفيض حصص الأفران من "الدقيق"

10 يوليو 2018
أزمة الخبز مزمنة ولا حلول حكومية حاسمة (فرانس برس)
+ الخط -


تسيطر حالة من الغضب في عدد من محافظات مصر، بسبب تخفيض وزارة التموين عدد أجولة الدقيق المخصصة يومياً للأفران، ما أدى إلى عودة التكدس أمام الأفران أملاً بالحصول على رغيف الخبز المدعم بـ"5 قروش" وقيام أصحاب تلك الأفران بتخفيض ساعات العمل اليومية بسبب قلة "أجولة الدقيق"وأيضاً تقليل مخصصات الأهالي من الحصول على الرغيف المدعم إلى أقل من 50% يومياً. 

وقد شهدت الأفران حالة من الشد والجذب بين المواطنين وأصحاب الأفران، حيث اتهم الطرف الأول الطرف الثاني أنهم أساس الأزمة، ووصل بهم الأمر إلى اتهام أصحاب الأفران أنهم يقومون ببيع الدقيق في السوق السوداء للحصول على مكسب أعلى، في ظل عدم الرقابة عليهم من قبل مفتشي التموين ومباحث التموين، وهو الأمر الذي نفاه أصحاب الأفران.

واحد من أصحاب الأفران في منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية التي يسكنها نحو 3 ملايين مواطن، فضل عدم الكشف عن اسمه، لكنه أشار إلى أن الأمور كانت طبيعية حتى إجازة عيد الفطر، وبعد العيد "انقلب الحال 180 درجة ولا نعلم شيئاً، حيث أن كل فرن مخصص له يومياً 12 جوالاً زنة 50 كيلوغراماً، ثم تم تخفيض العدد يوماً بعد آخر إلى 6 أجولة، ثم إلى 5، وهناك بعض الأفران تحصل على جوال واحد أو جوالين فقط".



وأضاف أنه بالتردد على مكتب التموين في المنطقة، رفضوا الإفصاح عن أي معلومات. كما قال إن بعض مفتشي التموين قالوا بالحرف الواحد "اشتغل بما لديك من الدقيق فقط".

وهناك من أكد أن وزارة التموين تراجع "السيستم" من جديد، موضحاً أن "تلك القرارات أدت إلى وجود أزمة شديدة أمام المخابز بصفة يومية، وعودة التكدس كما كان في السنوات الماضية، كما يتم إغلاق الأفران قبل موعدها، فيما يعمل بعضها ساعة واحدة".

وتخلل طوابير الانتظار الطويلة أمام المخابز حصول مشاجرات واتهامات بين الأهالي وأصحاب الأفران، كما قال صاحب الفرن، وتابع قائلاً: "إن بعض الأهالي اتهمنا بالفساد وجمع المال الحرام".

مصدر حكومي مسؤول أقر بوجود أزمة في الدقيق المورد يومياً إلى الأفران، مشدداً على أن الحكومة تحاول قدر المستطاع الخروج من أزمة "الرغيف البلدي المدعم" بتحريك سعره مثل بقية الأسعار التي حصلت عليها زيادات كبيرة خلال الأيام الماضية، "إلا أنها تخشى رد الفعل الشعبي، كون أن المساس برغيف الخبز خط أحمر"، مضيفاً أن الحكومة "تطلق حالياً بالونات اختبار، سواء بتقليل أجولة الدقيق أو تقليل حصة المواطن اليومية".

وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن الحكومة تشاهد رد فعل الجمهور حالياً، تجاه ما يحدث أمام الأفران، مشيراً إلى اتجاه يطالب برفع سعر الرغيف 100% ليصبح 10 قروش، وهناك من يطالب برفع سعره أكثر من ذلك، وهو ما سوف تكشف عنه الأيام المقبلة.
وكان عدد من مدن المحافظات قد شهد خلال الأيام الماضية حالة غضب واستياء بسبب التكدس أمام أفران الخبز البلدي من جديد، وعودة طوابير الخبز عقب نقص حصص الدقيق المصروف للمخابز التي تقدم رغيف العيش المدعوم، فيما أفاد البعض بأنهم يضطرون لحجز دور في الطابور منذ الفجر، للحصول على حصتهم، ما يؤخرهم عن الذهاب إلى أعمالهم.

وناشد المواطنون مسؤولي وزارة التموين سرعة التدخل لحل أزمة نقص الحصص المصروفة للمخابز، حتى تنتهي هذه الأزمة وتعود الأوضاع إلى سابق عهدها، وذلك من خلال توفير رغيف الخبز البلدي لمستحقيه.
دلالات
المساهمون