وللناصرة مكانتها الدينية والتاريخية والسياحية عالميا، حيث تعد أحد مقاصد الحج للسياح القادمين من أوروبا وآسيا، فضلا عن القدس وبيت لحم.
وبعد تفشي فيروس كورونا تضرر القطاع السياحي بشدة وأصيب بالشلل، بعد وقف رحلات الطيران العالمي. وتأثرت بتداعيات كورونا، إيرادات قرابة 2000 غرفة فندقية، ودور الاستضافة في السوق القديم ومتاجر الهدايا، والمطاعم، ووسائل النقل والأسواق العادية.
يقول رئيس البلدية علي سلام إن "الحالة الاقتصادية مقلقة وصعبة جدا، ليس فقط على الناصرة إنما في كل الوسط العربي".
وأضاف سلام أننا "نأمل أن نرجع الى الحياة الطبيعية بأسرع وقت، فكورونا الاقتصادية أصعب من كورونا الصحية إذا استمر الحال على ما هو عليه".
وتوقع سلام أن "تعود الحياة إلى طبيعتها بعد شهر رمضان الحالي، وربما تعود حركة الطيران خلال ثلاثة أسابيع إلى شهر من الآن".
وأضاف سلام أن "الناصرة مدينة سياحية، وهي المدينة العربية الكبرى في الداخل الفلسطيني، وتعتمد بشكل رئيس على السياحة في إيراداتها، وهي مدينة البشارة مثل القدس وبيت لحم، وكانت أكثر البلديات تأثرا بتداعيات الفيروس ولم نحصل على شيء من الميزانيات إلا نحو 5 ملايين شيكل فقط بينما نستحق ميزانيات مثل إيلات وأكثر من طبريا".
وأشار إلى أنه "بسبب كورونا تم إغلاق الفنادق والمطاعم والسوق وتأثرت باقي القطاعات لارتباطها بالسياحة".
من جانبه، قال طارق شحادة مدير جمعية السياحة إن "30 في المائة من أبناء البلد يعملون بشكل مباشر في قطاع السياحة".
وأضاف شحادة لـ"العربي الجديد" أن تداعيات الفيروس جاءت في وقت ذروة الموسم السياحي للمدينة حيث كانت الحجوزات كاملة خلال أشهر مارس/آذار وإبريل/نيسان ومايو/أيار"، مشيرا إلى أن "80 في المائة من السياح يأتون من أجل القدس والناصرة وبيت لحم، لأهمية هذه المدن التاريخية والدينية".
وأشار إلى أن هناك آلاف العمال الذين يعملون في القطاع تأثروا بتوقف السياحة، إضافة إلى العاملين في قطاعات ومهن أخرى مرتبطة بالقطاع السياحي مثل المطاعم وأماكن الجذب التاريخية والفنية والثقافية".
وأكد أنه "لإعادة السياحة إلى ما كانت عليه نحتاج إلى سنة على الأقل بحالة تمت عودة جميع الأمور إلى طبيعتها".
وأشار شحادة إلى أن الناصرة مغيبة كونها مدينة عربية، بينما مدينتا إيلات وطبريا تم تعويضها بميزانيات لدعم وإعادة الحياة.
وقال صاحب متجر لبيع الهدايا السياحية في شارع الكازانوفا بجوار كنيسة البشارة، إننا "أغلقنا المتجر منذ 13 مارس/آذار وفتحنا قبل يومين فقط لترتيب وقضاء بعض الوقت خارج البيت"، مشيرا إلى أن هذه "المرة ليست الأولى للإغلاق، فالقطاع يتضرر في وقت الحروب والانتفاضات والآن بسبب الوباء".