أظهرت نتائج الانتخابات التمهيدية في الأرجنتين، حصول رئيس الحكومة السابق اليساري، البيروني ألبرتو فرنانديز، على ما يقرب من 47 في المائة من الأصوات، بينما حصل ماوريسيو ماكري، الرئيس الحالي، ذو الميول الليبرالية، والذي تمر البلاد تحت رئاسته بظروف اقتصادية قاسية، على ما يقرب من 33 في المائة من الأصوات، قبل شهرين ونصف فقط من الموعد المقرر للجولة الأولى من الانتخابات النهائية، في ثاني أكبر دولة، من حيث المساحة، في أميركا اللاتينية.
وأدت النتائج، التي غالباً ما تكون مؤشراً على توجهات الرأي العام قبل الانتخابات النهائية، إلى إثارة مخاوف الأسواق المالية من عودة اليسار إلى حكم ثاني أكبر اقتصاد في القارة الجنوبية، بعد أربع سنوات فقط من انتهاء حكم اليسارية كريستينا كيرشنر، التي حكمت البلاد لفترتي رئاسة، أي ثماني سنوات، خلفاً لزوجها نستور كيرشنر، قبل أن تترك منصبها بحكم الدستور، الذي لا يسمح لأي رئيس بتولي السلطة لأكثر من فترتين، وقد ودعها الملايين من الأرجنتينيين بالدموع.
ورغم عدم معرفة الكثيرين له، لبعده عن المناصب الحكومية منذ أكثر من عقدٍ من الزمان، لا يعد فرنانديز غريباً عن الأوساط السياسية في الأرجنتين، حيث شغل منصب رئيس الوزراء طوال فترة رئاسة كيرشنر الزوج، من 2003 إلى 2007، بالإضافة إلى فترة وجيزة تحت رئاسة كيرشنر الزوجة، ليكون صاحب أطول فترة في الوظيفة التي لم تظهر في القاموس السياسي للأرجنتين قبل عام 1994.
اقــرأ أيضاً
وفي السباق الحالي، حرص فرنانديز على الاستعانة بكيرشنر، صاحبة الشعبية الجارفة، لتخوض معه سباق الرئاسة، كمرشحة لمنصب نائبة الرئيس، مع تعاطف الشعب الأرجنتيني معها، بعد وفاة زوجها في بداية فترتها الرئاسية الأولى.
وينوي فرنانديز، الذي ولد في العاصمة بيونس آيرس، وتخرج في جامعتها بعد أن درس القانون، أن يعيد إلى الأرجنتين ما يعرف بـ "البيرونية"، نسبة إلى الرئيس الأسبق الجنرال خوان بيرون، أهم شخصية سياسية في تاريخ الأرجنتين، الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1946 إلى 1955، قبل أن تتم الإطاحة به بانقلابٍ عسكري، ليعاد انتخابه مرة أخرى، بعدها بما يقرب من عقدين، رئيساً في 1973، ويستمر في الحكم حتى وفاته بعد عشرة أشهر فقط من فترة رئاسته الثالثة للبلاد.
وورث فرنانديز من بيرون الانحياز إلى حقوق الطبقات العاملة، والاستقلال الاقتصادي، كما الميل إلى النزعة الوطنية.
اقــرأ أيضاً
وكان بيرون يطلق على حركته اسم justicialist، وهو الاسم المختصر لـ "العدالة الاجتماعية" بالإسبانية، اللغة الرسمية للأرجنتين، ونفس اسم الحزب الذي ينتمي إليه فرنانديز حالياً، منذ عام 1995. وبعد إعلان نتائج الانتخابات التمهيدية، انطلق مؤيدو البيرونية في شوارع العاصمة بيونس آيرس، وهم يغنون ما معناه بالعربية "سوف نعود".
ومع الانقسام الحاد في بلد ايفا بيرون، زوجة بيرون الجميلة المدافعة عن حقوق الفقراء، أو ايفيتا كما يعرفها الشعب الأرجنتيني، يحاول فرنانديز إعادة التلاحم الشعبي، خاصةً مع إقبال البلاد على ظروف اقتصادية يتوقع المراقبون أن تكون شديدة القسوة في الفترة المقبلة.
وبنى فرنانديز حملته الانتخابية خلال الفترة الماضية على وعود للناخبين بإصلاح أحوالهم الاقتصادية، التي تسببت سياسات صندوق النقد الدولي التقشفية، والتي تبناها الرئيس الحالي ماكري، في ترديها. لكن لأن المستثمرين يدركون جيداً أن سياسات الرئيس المحتمل تقوم على التدخل الحكومي في الأسواق، تأثرت السوق سلباً، وفقد البيزو ما يقرب من ربع قيمته.
وشهدت الأرجنتين كسادها الكبير بين عامي 1998 – 2002، والذي تسبب في انكماش الاقتصاد بنسبة 28 في المائة، ونزول أكثر من خمسين في المائة من المواطنين تحت خط الفقر.
لكن الفترة التي تولى فيها فرنانديز رئاسة الوزراء، اعتباراً من 2003، شهدت عودة الاقتصاد إلى النمو، وبنسب فاقت كل التوقعات، بمعدل 9 في المائة، لمدة خمس سنوات متتالية.
ورغم عدم معرفة الكثيرين له، لبعده عن المناصب الحكومية منذ أكثر من عقدٍ من الزمان، لا يعد فرنانديز غريباً عن الأوساط السياسية في الأرجنتين، حيث شغل منصب رئيس الوزراء طوال فترة رئاسة كيرشنر الزوج، من 2003 إلى 2007، بالإضافة إلى فترة وجيزة تحت رئاسة كيرشنر الزوجة، ليكون صاحب أطول فترة في الوظيفة التي لم تظهر في القاموس السياسي للأرجنتين قبل عام 1994.
وفي السباق الحالي، حرص فرنانديز على الاستعانة بكيرشنر، صاحبة الشعبية الجارفة، لتخوض معه سباق الرئاسة، كمرشحة لمنصب نائبة الرئيس، مع تعاطف الشعب الأرجنتيني معها، بعد وفاة زوجها في بداية فترتها الرئاسية الأولى.
وينوي فرنانديز، الذي ولد في العاصمة بيونس آيرس، وتخرج في جامعتها بعد أن درس القانون، أن يعيد إلى الأرجنتين ما يعرف بـ "البيرونية"، نسبة إلى الرئيس الأسبق الجنرال خوان بيرون، أهم شخصية سياسية في تاريخ الأرجنتين، الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1946 إلى 1955، قبل أن تتم الإطاحة به بانقلابٍ عسكري، ليعاد انتخابه مرة أخرى، بعدها بما يقرب من عقدين، رئيساً في 1973، ويستمر في الحكم حتى وفاته بعد عشرة أشهر فقط من فترة رئاسته الثالثة للبلاد.
وورث فرنانديز من بيرون الانحياز إلى حقوق الطبقات العاملة، والاستقلال الاقتصادي، كما الميل إلى النزعة الوطنية.
وكان بيرون يطلق على حركته اسم justicialist، وهو الاسم المختصر لـ "العدالة الاجتماعية" بالإسبانية، اللغة الرسمية للأرجنتين، ونفس اسم الحزب الذي ينتمي إليه فرنانديز حالياً، منذ عام 1995. وبعد إعلان نتائج الانتخابات التمهيدية، انطلق مؤيدو البيرونية في شوارع العاصمة بيونس آيرس، وهم يغنون ما معناه بالعربية "سوف نعود".
ومع الانقسام الحاد في بلد ايفا بيرون، زوجة بيرون الجميلة المدافعة عن حقوق الفقراء، أو ايفيتا كما يعرفها الشعب الأرجنتيني، يحاول فرنانديز إعادة التلاحم الشعبي، خاصةً مع إقبال البلاد على ظروف اقتصادية يتوقع المراقبون أن تكون شديدة القسوة في الفترة المقبلة.
وبنى فرنانديز حملته الانتخابية خلال الفترة الماضية على وعود للناخبين بإصلاح أحوالهم الاقتصادية، التي تسببت سياسات صندوق النقد الدولي التقشفية، والتي تبناها الرئيس الحالي ماكري، في ترديها. لكن لأن المستثمرين يدركون جيداً أن سياسات الرئيس المحتمل تقوم على التدخل الحكومي في الأسواق، تأثرت السوق سلباً، وفقد البيزو ما يقرب من ربع قيمته.
وشهدت الأرجنتين كسادها الكبير بين عامي 1998 – 2002، والذي تسبب في انكماش الاقتصاد بنسبة 28 في المائة، ونزول أكثر من خمسين في المائة من المواطنين تحت خط الفقر.
لكن الفترة التي تولى فيها فرنانديز رئاسة الوزراء، اعتباراً من 2003، شهدت عودة الاقتصاد إلى النمو، وبنسب فاقت كل التوقعات، بمعدل 9 في المائة، لمدة خمس سنوات متتالية.