أسعار النفط تتجاهل اجتماعاً محتملاً لتثبيت الإنتاج

11 اغسطس 2016
المستهلك في الدول الصناعية استفاد من رخص سعر الوقود(Getty)
+ الخط -
تجاهلت أسواق الطاقة أمس الحديث عن اجتماع محتمل للمنتجين لدعم إنتاج النفط، وواصلت أسعار النفط انخفاضها، حيث تراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء متأثرة بتحسن آفاق الإنتاج الأميركي وتخمة المعروض من المنتجات المكررة، في حين توقع المحللون أن مساعي فنزويلا لإحياء خطط " تثبيت سقف الإنتاج"، الذي فشل في أبريل/نيسان الماضي حينما رفضت إيران الانضمام إلى الاتفاق، وقالت السعودية إنها لن توافق على الاتفاق ما لم تنضم إليه جميع الدول الأعضاء في منظمة"أوبك". وفي لندن انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 63 سنتاً، إلى 44.35 دولاراً للبرميل في الجلسة الصباحية، وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة بسعر 42.13 دولاراً للبرميل منخفضاً 64 سنتاً عن آخر تسوية.
وقال تجار لرويترز، إن تخمة المعروض من النفط الخام والمنتجات المكرّرة تؤثر سلباً على الأسواق، في حين من المستبعد أن يسفر اجتماع مقترح لمنتجي النفط عن تحسن كبير في السوق. وتحاول فنزويلا، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حشد الدعم لعقد اجتماع للمنتجين بهدف تحديد الإجراءات التي تدعم أسعار النفط. وفشلت دول أوبك في الاتفاق على أي إجراء عندما عقد المنتجون آخر محادثات مماثلة في أبريل/نيسان.
وزادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية اضطراب السوق، حيث توقعت يوم الثلاثاء انخفاضاً أقل من المتوقع قبل شهر في إنتاج النفط الخام الأميركي في 2016 نظراً لزيادة أنشطة الحفر.
وتتوقع الإدارة الآن انخفاض إنتاج النفط الأميركي بنحو 700 ألف برميل يومياً في العام الحالي إلى 8.73 ملايين برميل يوميا مقارنة مع انخفاض قدره 820 ألف برميل يومياً في توقعاتها السابقة. ولكن رغم هذا الانخفاض، يرى مسؤولون نفطيون في الدول المنتجة أن الأسعار ستتحسن خلال الشهور المقبلة.
في هذا الصدد، قال وزير الطاقة القطري والرئيس الحالي لـ "أوبك"، محمد بن صالح السادة، إن سوق النفط في طريقها نحو استعادة التوازن على الرغم من هبوط أسعار الخام في الآونة الأخيرة. وذكر السادة، في بيان صدر يوم الإثنين الماضي، إن تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة والتقلبات السوقية الحالية أمر مؤقت، مؤكدا أن المنظمة تواصل مراقبة التطورات عن كثب، وأنها تجري مشاورات مستمرة مع جميع الدول الأعضاء بشأن سبل المساعدة في إعادة الاستقرار والنظام إلى سوق النفط. وأضاف الوزير القطري أن اقتصادات الدول الكبرى المستهلكة للنفط، من المفترض أن تستمر في النمو، الأمر الذي بدوره سيزيد الطلب على الخام.


إلى ذلك قالت فنزويلا إنها تسعى إلى عقد اجتماع لمنتجي النفط من أجل الاتفاق على إجراءات دعم أسعار الخام، الذي يعد أكبر مصدر للدخل في البلاد. وتعاني فنزويلا العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من أزمة اقتصادية وسياسية وتعتمد بقوة على إيرادات صادرات النفط. ولطالما دعت الحكومة الفنزويلية منتجي النفط للتوصل إلى إجراءات لدعم أسعار الخام.
وقال الرئيس، نيكولاس مادورو، مساء الثلاثاء، في التلفزيون الحكومي، إنه يجري محادثات مع العديد من مصدري النفط الآخرين لترتيب اجتماع للمنتجين. وقال مادورو في برنامجه التلفزيوني الأسبوعي: "تحدثت اليوم مع العاهل السعودي الملك سلمان. وفي الساعات المقبلة سأتحدث مع أمير قطر. وأرسلت بيانا للرئيس فلاديمير بوتين وسأتحدث مع الرئيس الإيراني روحاني وأتواصل مع رئيس الإكوادور (رفائيل) كوريا ومع (المنتجين) من أوبك وخارجها" مضيفاً أن فنزويلا تضغط من أجل "استقرار" سعر النفط عند 40 دولارا للبرميل.

وقال وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، يوم الإثنين، إن هناك احتمالاً لعقد اجتماع بين الدول الأعضاء في أوبك والمنتجين من خارجها "في الأسابيع المقبلة" وإن فنزويلا "تدعم بشدة عقد اجتماع للمنتجين بحيث يجلس أعضاء أوبك والمنتجون المستقلون معاً ليروا كيف سيبدو السيناريو في الشتاء.". ولكن التصريحات الروسية والإيرانية تقول عكس ذلك، حيث لا ترى موسكو من جدوى لمثل هذا الاجتماع كما تعارض إيران، التي تواجه أزمات اقتصادية في أعقاب فشل حصاد الاتفاق النووي، أي خفض للإنتاج. ويذكر أن الزيادة الكبيرة في إنتاج كل من إيران والعراق، هي السبب الرئيسي في تخمة الإنتاج التي ضربت أسعار النفط بعد ارتفاعها نحو 50 دولاراً.
وتراجعت أسعار النفط 15% منذ يونيو /حزيران إلى 40 دولاراً للبرميل بسبب استمرار تخمة المعروض في أسواق النفط الخام ومنتجات التكرير. وظلت الأسعار متعافية معظم الوقت في النصف الأول من العام بعد هبوطها بنحو 70% خلال الفترة من 2014 حتى أوائل 2016.
وهنالك شكوك كبيرة في السوق بشأن نجاح مساعي فنزويلا من قبل البنوك الاستثمارية، التي تتاجر بالنفط وتراقب تحركات الدول المنتجة. في هذا الصدد يقول بنك "ايه.إن.زد" يوم الأربعاء: "فشلت جولة أخرى من المحادثات المقترحة لتثبيت مستوى الإنتاج في إثارة حماس المستثمرين".
وقالت روسيا، أكبر منتج للنفط في العالم، يوم الإثنين، إنها لا ترى ما يدعو لإجراء محادثات جديدة بشأن تثبيت مستوى إنتاج النفط. لكنها أشارت إلى أنها منفتحة على إجراء مفاوضات. ومنذ انهيار أسعار النفط عام 2014 حاولت فنزويلا مراراً التوسط لعقد اتفاقيات لتثبيت مستوى الإنتاج وخفض تخمة المعروض، لكنها لم تحقق الكثير من النجاح.

المساهمون