تسيبراس يناور بدون أوراق

17 يوليو 2015
ضغوط أميركية وفرنسية أنقذت اليونان من الإفلاس (أرشيف/Getty)
+ الخط -
رغم أن رئيس الوزراء اليوناني، أليكسس تسيبراس، كسب تصويت أعضاء البرلمان لصالح خطة الإنقاذ الثالثة لبلاده، إلا أنه كاد أن يفقد ثقة حزبه، الذي عارض بعض أعضائه بشدة  الخطة.
وجاءت خطة الإنقاذ الثالثة التي دافع عنها تيبراس، متعارضة تماماً مع رغبات الشعب اليوناني التي عبر عنها في الاستفتاء اليوناني الذي حشد له رئيس الوزراء اليسار الراديكالي ودعا فيه الشعب اليوناني إلى التصويت بـ "لا"، أي ضد التقشف. وحينما صوّت الشعب بـ "لا"، فعل  العكس تماماً، حيث ذهب ليتفاوض على خطة أكثر تقشفاً وأكثر سلباً لاستقلالية اليونان.
لقد كان موقف تسيبراس مساء الأربعاء ضعيفاً ومتناقضاً ومهزوزاً، ولولا دعم التيار المناصر لمشروع الوحدة الأوروبية بالبرلمان في أثينا لسقطت الخطة ودخلت البلاد في دوامة جديدة من الفوضى.
لقد طرحت بنود الخطة برامج تقشف أكثر قسوة على الشعب اليوناني، كما أن أحد بنود الخطة والخاص بوضع عوائد الشركات اليونانية العامة التي سيتم بيعها في صندوق مالي تشرف عليه المفوضية في بروكسل، سلب اليونان استقلاليته. وفي مساء الموافقة على الخطة شككت أنغيلا ميركل في مصداقيته وقدرة حكومته على تنفيذ الخطة.
ولم يجد تسيبراس في خطابه أمام أعضاء البرلمان أمس، غير القول أن منطقة اليورو وضعت اليونان بين خيارين أحلاهما مر، وهما إما الموافقة على الخطة وإما الخروج من منطقة اليورو.
هل كان تسيبراس يتوقع أن تفرش له المفوضية الأوروبية الورود أم لم يكن يدري أن التصويت بـ "لا"، يعني لدى منطقة اليورو رفض المشروع الأوروبي وأن ألمانيا ستتعامل معه بشراسة بعد نتيجة الاستفتاء.
لقد تصرف تسيبراس بـ"غباء سياسي"، لايحسد عليه خلال الأسابيع الماضية، ولولا الضغوط الأميركية، والتي مورست بالتنسيق مع فرنسا، لأضاع مستقبله ومستقبل اليونان ولما كان سيكسب الموافقة الأوروبية على خطة الإنقاذ الثالثة ولتم طرد اليونان من أوروبا في اجتماع يوم الاثنين الماضي، لأن خطة الطرد كانت جاهزة في أحد أدراج مكاتب المبنى الذي عقدت فيه الاجتماعات.
لقد كان تسيبراس في وضع مريح قبل الاستفتاء وعرضت عليه شروط أفضل، لكنه رفضها جميعاً، وكأن لديه بديلا أو خيارا ثالثا، وحينما انجلى الغبار اتضح أنه كان يناور ويلعب بدون أوراق. ولهذا كان تحت رحمة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي كادت أن تلقي به للذئاب.

اقرأ أيضا: المفوضية الأوروبية راضية عن اليونان
المساهمون