كشفت منظمة "أنا يقظ" التونسية (مدنية) عن تكبد شركة النقل الحكومية خسائر، بسبب فساد مالي، ورواتب ومنح وهمية يستفيد منها مسؤولون نقابيون.
وقالت المنظمة في تقرير حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه إن 160 نقابياً في شركة النقل "ترنستو" الحكومية التي تسيّر خطوط الحافلات في إقليم تونس الكبرى يتقاضون أموالاً عن ساعات عمل وهمية يومياً منذ ما يقارب عاما ونصف.
وأضافت: "الشركة تتكبد خسائر تقدر بنحو 8000 دينار (2700 دولار) يومياً بسبب ساعات العمل الوهمية"، مشيرة إلى أن مجموع الخسائر المالية التي تتكبّدها الشركة بسبب عدم مزاولة النقابيين لمهامهم، تقدر بحوالي 3.4 ملايين دينار سنوياً (1.1 مليون دولار) دون احتساب المنح والامتيازات التي يتمتعون بها.
وتعاني مؤسسة النقل الحكومية التي تسيّر خطوط الحافلات من خسائر كبيرة بسبب الاعتداءات المتكررة على أسطولها، فضلا عن تضخم عدد العاملين بها، الذي زاد بشكل كبير في السنوات الثماني الأخيرة، مقابل تراجع الإيرادات وتقادم الأسطول.
وكان نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (العمل) قد قال في تصريحات صحافية مؤخرا، إن النقابة لن تدافع عن أي طرف يثبت تورطه في فساد مالي، مشيرا إلى أن الاتحاد يرفض أن يكون غطاء لأي تجاوزات قانونية.
وفي إبريل/نيسان الماضي، قضت محكمة تونسية بسجن المختار الحيلي الكاتب العام (الأمين العام) السابق للجامعة العامة للنقل بالاتحاد العام التونسي للشغل لمدة 10 سنوات وتغريمه 370 ألف دينار (123 ألف دولار) بعد إدانته في قضايا فساد.
وفي نهاية يونيو/حزيران 2017، أشارت دائرة المحاسبات (هيئة رقابة حكومية)، إلى أن 27 مؤسسة حكومية، من بينها المجلس الوطني التأسيسي، والمعهد الوطني للإحصاء، والشركة الوطنية للنقل بين المدن، أساءت التصرف في المال، وتواجه شبهات فساد مالي، وفق تقرير رقابي عن أعمالها لمدة أربع سنوات بين 2010 و2014.
وترتفع الخسائر التي تتكبدها الدولة جراء تفشي الفساد وغياب آليات الحوكمة التي تتعلق بالصفقات والشراءات العمومية التي كشفت عنها هيئة الفساد، إلى نحو ملياري دينار سنوياً (740 مليون دولار).