دعت شركة إنتاج حليب مغربية إلى "المصالحة" في شهر رمضان، في محاولة لوضع حد للمقاطعة التي تطاولها منذ أكثر من أربعة أشهر. وعممت شركة "سنترال دانون"، بياناً مساء الأربعاء، تعلن فيه تقديم عرض من منتجات الحليب بسعر منخفض، مقارنة بالسعر المعمول به.
وقررت الشركة الشروع اعتباراً من اليوم الخميس، في عرض "زين بلادي"، تخفيض السعر 10 سنتيمات، ليصل إلى 0.6 درهم عوضاً عن 0.7 درهم للتر الواحد.
وذهبت الشركة إلى أن العرض الذي تقدمه بمناسبة شهر رمضان، يعبر عن الرغبة في المصالحة مع الأسر المغربية، مؤكدة أن هامش ربحها لا يتعدى 20 سنتيماً في اللتر الواحد، مذكرة بأنها تشتري الحليب من مربي الأبقار بـ36 سنتيماً، ثم تخضعه لاختبارات الجودة، ما يرفع من الكلفة.
وكشفت عن تفاصيل الأرباح وتكاليف النقل من القرى إلى مصانعها، ومن ثم إلى الباعة، فضلاً عن تكاليف مراقبة الجودة وعملية البسترة والتصنيع والتحويل والتعليب.
وتراهن الشركة على إقناع الأسر المقاطعة منتوجها، بالعودة إلى شرائه في شهر رمضان، الذي يعتبر من فترات الذروة في استهلاك هذا المنتج بالمغرب.
واستهدفت المقاطعة حليب "سنترال" الرائدة في السوق، بينما جرى توفير منتجات شركات منافسة، رغم اعتمادها الأسعار نفسها. غير أن البعض فسر الهدف من استهداف شركات رائدة في السوق بالمقاطعة، بحضّها على خفض الأسعار ما يجبر الشركات الأخرى على الاقتداء بها.
وكانت شركة الحليب سعت إلى الاعتذار عما بدر من أحد مسؤوليها الذي اتهم المشاركين في حملة المقاطعة بـ"الخيانة"، مؤكدة أن ذلك لا يعبر عن موقفها الرسمي.
ولم تكتف الشركة بالاعتذار، بل إن عادل بنكيران، الذي اتهم المقاطعين بالخيانة، ظهر في شريط فيديو مصوَّر، حيث أقر بالخطأ الذي بدر منه، وعبر عن اعتذاره.
وأقر مصدر من الشركة بتراجع الطلب بسبب المقاطعة، وهو ما لاحظته "العربي الجديد"، في سلوك مستهلكين انصرفوا عن حليب "سنترال".
وكان وزير الشؤون العامة والحكامة، لحسن الداودي، عبر عن تخوفه من حدوث مشاكل مرتبطة بالتزود بتلك السلعة في شهر رمضان بسبب المقاطعة. وعبر الوزير في تصريح أمام البرلمان، عن انشغاله بمصير الشركة، حيث ذهب إلى أن مالكيها الأجانب يمكن أن يقفلوها ويتسببوا في أضرار للمربين.
وجرَّ هذا التصريح انتقادات شديدة على الوزير، وهي الانتقادات التي أججها تصريح للحكومة، اعتبرت فيه أن هامش أرباح الشركة "معقول".
ونبه الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إلى تأثير المقاطعة على 460 ألف فلاح يعملون في إنتاج الحليب، من بينهم 130 ألفاً مرتبطون بـ"سنترال دانون".
غير أن تلك التصريحات، لم تفض إلى تراجع حملة المقاطعة التي حملت شعار "خليه يريب"، بل إن موجة الانتقادات استهدفت أكثر الحكومة، وبشكل خاص، وزراء حزب العدالة والتنمية.
وأطلقت الفيدرالية المهنية المغربية للحليب في الرابع والعشرين من أبريل/ نيسان الماضي، حملة تدوم ثلاثة أشهر، من أجل تعريف المغاربة بفوائد الحليب، علماً أن الاستهلاك الفردي منه يصل إلى 73 لتراً في العام.