وخسر الريال نصف قيمته مقابل الدولار خلال أربعة أشهر فقط، متخطيا عتبة 50 ألفا للمرة الأولى في آذار/مارس الماضي.
وسعت الحكومة لتثبيت السعر عند 42 ألفا في نيسان/أبريل، وهددت بملاحقة تجار السوق السوداء، لكن تلك التجارة تواصلت وسط قلق الإيرانيين من استمرار الصعوبات التي يعاني منها الاقتصاد، وحولوا عملتهم إلى الدولار كطريقة آمنة للحفاظ على مدخراتهم، او كاستثمار في حال استمر تراجع الريال.
كان نائب الرئيس الإيراني، اسحاق جهانغیري، قد أكد أمس السبت على ضرورة إعادة البنك المركزي النظر في سياساته، واتخاذ إجراءات مناسبة تلائم الظروف الراهنة داخل البلاد.
وأضاف جهانغیري خلال مراسم تعیین المحافظ الجدید للبنك المركزی الإیراني عبد الناصر همتي وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن بلاده تمرّ الیوم بظروف جدیدة إثر العقوبات الأميركية والقیود المفروضة التي تؤثر على موارد العملة الصعبة ومنها مبیعات النفط، مؤكدا فی الوقت نفسه أن "نسبة نجاح الطرف الآخر (أميركا) في حجب المبیعات موضوع آخر"، مشددا على مسؤولي الشؤون الاقتصادية باتخاذ إجراءات مناسبة، وبما یسهم في خفض نسبة الأضرار علي الشعب والاقتصاد إلى أدنى حد.
وتراهن السلطات الإيرانية على المحافظ الجديد في إعادة الاستقرار لسوق الصرف المضطرب، حيث قال الرئيس حسن روحاني خلال الاجتماع الحكومي الأربعاء الماضي، إن لدى همتي تجارب واسعة في القطاع المصرفي والمالي.
وأكد روحاني أن من أولويات محافظ البنك المركزي الجديد إصلاح النظام المصرفي والسياسات المالية والنقدية وتحسين الروابط المصرفية مع العالم وتنمية الاتفاقيات النقدية الثنائية وصون ومراقبة احتياطي النقد الأجنبي للبلاد.
وأعلنت الولايات المتحدة في أيار/مايو الماضي انسحابها من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، والذي رفعت بموجبه مجموعة من العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.
وتستعد الولايات المتحدة لإعادة فرض كامل عقوباتها على دفعتين في 6 آب/أغسطس و4 تشرين الثاني/نوفمبر، مما أجبر العديد من الشركات الأجنبية على وقف أنشطتها مع إيران.
(العربي الجديد، وكالات)