نقلت وسائل إعلام حكومية عراقية يوم الأربعاء عن محافظ البنك المركزي علي العلاق قوله إن احتياطيات بلاده من النقد الأجنبي انخفضت إلى 50 مليار دولار، مع استمرار مواجهة البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لعجز في الموازنة بسبب هبوط إيرادات النفط.
وكان "العربي الجديد" قد أشار سابقاً إلى انخفاض احتياطي البلاد من العملات الصعبة لما يقرب من هذا الرقم، حيث نقل الشهر الماضي عن مصدر حكومي تأكيداته بانخفاض احتياطي المركزي العراقي من العملات الأجنبية إلى مستويات وُصفت بـ"بالمخيفة"، حيث بلغ مع مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي نحو 52 مليار دولار، مقارنة بـ68 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، بانخفاض بلغ 16 مليار دولار، وبنسبة تراجع 23.5% خلال عام.
وبلغت احتياطيات النقد الأجنبي للعراق 59 مليار دولار في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وفقا لمذكرة حكومية موجهة لصندوق النقد الدولي في يناير/ كانون الثاني.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس الثلاثاء خططا لتقليص عجز الموازنة بنسبة 38% العام المقبل، من خلال خفض الإنفاق وزيادة مستويات صادرات النفط وارتفاع أسعار الخام. وتستند التقديرات العراقية إلى توقعات بارتفاع أسعار النفط في المستقبل.
يذكر أن خبراء اقتصاد وبرلمانيين حذروا من دخول العراق في دائرة الخطر مجدداً، مع استمرار سحب الحكومة العراقية من احتياطي البنك المركزي لمواجهة العجز المتفاقم في الموازنة، مع انخفاض أسعار النفط عالمياً واستهلاك البلاد نحو ثلث الموازنة على المرتبات الشهرية، وثلث آخر على الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات.
وكان مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، قال في شهر مايو/أيار الماضي، إن العراق سيعاني من فجوة مالية بقيمة 50 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، ما "سيعرض المشاريع العراقية واستقرار البلاد لخطر كبير".
وأضاف صالح أن "العراق اتفق مع صندوق النقد الدولي على برنامج خاص للترتيبات الائتمانية، وسيدخل الصندوق للمرة الأولى في مجال الحوكمة والتدقيق المالي في العراق".