الليرة تواصل التهاوي والذهب واليوان ملاذ السوريين في زمن كورونا

05 ابريل 2020
الليرة السورية تواصل التهاوي (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر خاصة من دمشق، أن "بعض رجال الأعمال اتجهوا نحو الذهب أولاً واليوان الصيني ثانياً، مع غض طرف الجهات الأمنية والرقابية على التعامل باليوان".

وعزت المصادر ذلك إلى رواج شائعة مفادها أن انتصار الصين في المعركة ضد فيروس كورونا الجديد، سيجعل اليوان الصيني العملة الرئيسية في العالم بدلا من الدولار.
ويقول المحلل الاقتصادي، علي الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن تراجع سعر الليرة السورية بشكل كبير خلال الأيام الماضية، زاد الشك بقدرة الليرة على الصمود بواقع تردي الأداء الاقتصادي بشكل عام وظهور عدم قدرة النظام على التحكم بالاقتصاد أو دعم وحماية الليرة.

ويشير الشامي إلى أن غلاء الأسعار وتراجع سعر صرف العملة إلى نحو 1300 ليرة مقابل الدولار، سيزيد من "تعرية النظام" ويضطر لفتح باب التصدير والتراجع عن مراسيم (قوانين) تجريم التعامل بالعملات الأجنبية، و"إلا فإن سورية مقبلة على مجاعة لا محالة بعد ملازمة الناس بيوتهم من دون تقديم أي دعم ليتمكنوا من العيش ولو بالحدود الدنيا"، بحسب تعبيره.
واعتبر الشامي أن "توقف التحويلات الخارجية التي كانت تعين السوريين على البقاء هو أهم أسباب الجوع المتوقع وربما ارتفاع نسبة الجريمة".

وحول ما يقال عن توجه بعض السوريين لليوان الصيني، يضيف الشامي: "لا تأكيدات لهذا الأمر، كما أن الأسواق مراقبة والسطوة الأمنية شديدة، حيث يسجن أصحاب شركات إن ضبطوا تعاملات بالدولار".
ويضيف أن "معزوفة انتصار الصين على الولايات المتحدة وأن عملتها ستكون الرئيسة بالتعاملات الدولية بدل الدولار، منتشرة وثمة من يروج لها بالأوساط السورية، قبل أن يجزم بأن المؤكد هو تلاشي الثقة بالليرة وارتفاع أسعار الذهب التي ترتفع يومياً.

من جهته، يقول أستاذ المصارف بجامعة ماردين التركية، مسلم طالاس، إن "ما يتداول عن اليوان الصيني، هو على الأرجح تسريبات أمنية تعتمد على الموروث السوري الكاره للولايات المتحدة والمتطلع إلى بديل".
وأشار طالاس إلى أن "الهدف من هذه الشائعة، تخفيف الضغط على الدولار ومحاولة توفيره بالأسواق بعد الطلب الكبير عليه خلال الأيام الأخيرة، سواء من التجار لتمويل مستورداتهم أو من السوريين الخائفين من تدهور الليرة".


ويضيف طالاس لـ"العربي الجديد" أنه "لا يوجد طلب على العملة الصينية بالمنطقة بأسرها، وليس في سورية فقط، ومن المستبعد جداً، خلال الفترة المنظورة أن يكون اليوان عملة رئيسية عالمية للتبادلات التجارية".

وأشار إلى أن "هذا لا يعني إنكار دور الصين التجاري وحربها مع الولايات المتحدة حتى قبل فيروس كورونا"، معتبراً أن "الذهب هو ملاذ السوريين الوحيد بواقع منع تداول العملات العالمية وتهاوي الليرة السورية".
وكان غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً قد وصل أول من أمس إلى 53500 ليرة، وهو الأعلى بتاريخ سورية، قبل أن يتراجع قليلاً ليستقر عند 51 ألف ليرة للغرام الواحد، مرتفعاً بنسبة 35% خلال الأشهر الثلاثة الماضية من العام الجاري.

وسجل غرام الذهب في سورية في نهاية العام الماضي، نحو 37300 ليرة سورية، ليكون قد ارتفع حتى اليوم بنحو 13700 ليرة، جاءت الارتفاعات، 6700 ليرة في شهر يناير/كانون الثاني و800 ليرة خلال شهر فبراير/شباط و6200 ليرة خلال شهر مارس /آذار.

المساهمون