الانتخابات تهدد اتفاقية التجارة بين أوروبا وأميركا

23 سبتمبر 2016
مظاهرة ضد الاتفاقية في روما (Getty)
+ الخط -
وسط مخاوف من تداعيات الانتخابات العامة في كل من فرنسا وألمانيا، واحتمالات فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبعض كبار الساسة في أوروبا إلى مسابقة الزمن لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع أميركا. 
ولكنْ خبراء أوروبيون يعتقدون أن الانقسام لا يزال حاداً بشأن الاتفاقية بين العديد من قادة أوروبا. 

في هذا الصدد، قال عضو البرلمان السلوفاكي ايفان استيفانيس، أمس إن الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي لا يزال يجري التفاوض بشأنها، إلا أن البيانات السياسية الصادرة من قادة الاتحاد الاوروبى بشأن وقف المفاوضات لا يمكن تجاهلها.

ووفقاً لستيفانيس، فإن إلغاء المفاوضات الخاصة بالشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى أمر يتعلق بالسياسة الداخلية في فرنسا وجزئيا فى ألمانيا. ويتأثر موقفهما أيضاً بانتخابات الرئاسة المقبلة في الولايات المتحدة.

ويعقد وزراء التجارة في دول الاتحاد الأوروبي محادثات غير رسمية في العاصمة السلوفاكية براتسلافا، منذ يوم الخميس في محاولة للتوصل لموقف مشترك بشأن اتفاقية التجارة مع أميركا.

وأضاف، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة فى نوفمبر/ تشرين الثاني "الرئيس الاميركى باراك اوباما، يريد انهاء المفاوضات خلال فترة رئاسته الانتخابية. وبالرغم من ذلك، فان الشيء الهام هو ابرام تعاقد جيد وليس ابرام تعاقد سريع فى عدة اشهر".

واكد البرلماني السلوفاكي في تصريحات أمس: "يتعين ان يتم التحضير جيداً لاكبر اتفاق تجاري فى تاريخ الاتحاد الاوروبي، حيث انه يعد هاماً بالنسبة للاتحاد الاوروبي والعالم ككل"، مضيفاً ان المعايير التجارية الاساسية يتعين تحديدها جيداً.

وحتى الآن تمت 14 جولة من المفاوضات الخاصة بالشراكة التجارية والاستثمارية عبر الاطسي حتى الان، الا أن ممثلي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لم يتفقوا بعد على اي من بنودها ال 27 . وقال عضو البرلمان السلوفاكي "فيما يتعلق بالغاء الرسوم الجمركية على السلع والخدمات تم تحقيق تقدم كبير فى هذا الصدد".

واضاف "لا تزال قضية المعايير التنظيمية التى تختلف فى الاتحاد الاوروبي عنها فى الولايات المتحدة فضلاً عن قضية حل النزاعات مفتوحة". وتجري حالياً ومنذ يوم الخميس اجتماعات غير رسمية لوزراء تجارة الاتحاد الاوروبى فى العاصمة السولفاكية براتيسلافا.

ويذكر ان وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية ماتياس فكل، قال فى وقت سابق هذا الشهر انه يرى الجولة الحالية من المفاوضات الخاصة بالشراكة التجارية والاستثمارية فاشلة، وسيطالب بالنيابة عن فرنسا بتعليق المفاوضات في الاجتماع غير الرسمي في براتيسلافا.

وأعرب مراقبون أوروبيون حضروا اجتماع براتسلافيا الأخير لقناة "يورو نيوز" عن هذا الانقسام بقولهم: "إنهم منقسمون فيما بينهم حول هاتين الاتفاقيتين". ففيما ترى المفوضة الاوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم ان الاتفاقية ضرورية، يرى وزير التجارة الألماني، أنها ستضر بالمصالح الاقتصادية لدول الاتحاد الأوروبي.

ولكن هنالك قبول نسبي لتوقيع اتفاقية تجارية مع كندا. وفي هذا الصدد قالت مالمستروم "ما نناقشه مع الكنديين وبعض الدول الاعضاء، هو تقديم بعض التوضيحات والتصريحات لتهدئة المخاوف، لهذا السبب من الضروري جداً ان يعبر هؤلاء الوزراء عن مخاوفهم اليوم، كي نتمكن من البدء بالعمل في الوقت المناسب في قمة اكتوبر/تشرين الأول". ومن المتوقع أن يتم التوقيع على الاتفاق التجاري مع كندا في نهاية الشهر المقبل.

وتتواصل المظاهرات الشعبية ضد الاتفاقية التجارية مع أميركا، في كل من المانيا والنمسا وبروكسل والعديد من دول الاتفاقية. ويرى محللون أن هذه المظاهرات ستضع المانيا وفرنسا تحديداً في مأزق حقيقي، لأن أي توقيع سيضعف موقفها السياسي في الانتخابات التي ستجرى في شهري مايو/أيار في المانيا وفي سبتمبر/أيلول المقبل 2017 في فرنسا.

وستكون النتائج في كل من المانيا وفرنسا، من أهم محددات اتفاقية التجارة الحرة مع أميركا، لأن احتمالات صعود اليمين المتطرف بكثافة في برلمان كل من الدولتين سيعرقل إجازة أي اتفاق مع أميركا.
دلالات
المساهمون