تدخّلت مؤسسات أجنبية وعربية لإنقاذ بورصة مصر من الانهيار، بعد أن شهدت على مدار ثماني جلسات متتالية خسائر فادحة، جراء عمليات بيع واسعة من جانب المستثمرين، في أعقاب انتشار فضائح فساد طاولت الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات مقربة من الجيش، ما أجّج غضب الشارع، حيث خرجت تظاهرات منذ يوم الجمعة الماضي تطالب برحيل السيسي.
وتركزت مشتريات مؤسسات الأجانب والعرب في أسهم قيادية منتقاة، ذات أوزان نسبية كبيرة في مؤشر السوق الرئيسي، ما دفعه للصعود، لتلتقط السوق أنفاسها في ختام تعاملات، اليوم الأربعاء، إلا أن آثار الخسائر التي مني بها مختلف الأسهم على مدار الجلسات الماضية لا تزال عميقة.
وصعد المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة بنسبة 3.22 في المائة، ليغلق عند مستوى 13594 نقطة، بينما كان قد هوى بنسبة 13 في المائة على مدار الجلسات الثماني الماضية، منها 11 في المائة فقط خلال الجلسات الثلاث الأخيرة.
وارتفع كذلك مؤشر "إيجي إكس 70" للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 2.68 بالمائة، ومؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقاً بنسبة 2.6 في المائة.
وأظهرت البيانات، التي أوردتها البورصة على موقعها الإلكتروني، أن تعاملات المؤسسات العربية والأجنبية سجلت صافي شراء بقيمة 178.2 مليون جنيه و67.9 مليون جنيه على الترتيب، بينما اتجهت المؤسسات المصرية للبيع مسجلة 65.4 مليون جنيه.
وصعد رأس المال السوقي للأسهم المدرجة بقيمة 16 مليار جنيه (984.6 مليون دولار) ليصل إلى 688.48 مليار جنيه، بينما كان قد خسر 83.1 مليار جنيه (5.1 مليارات دولار) على مدار الجلسات الثماني الماضية، منها 66 مليار جنيه في الجلسات الثلاث الأخيرة فقط، وفق رصد لـ"العربي الجديد".
وقال مدير تنفيذي في أحد بنوك الاستثمار المحلية لـ"العربي الجديد" إن البورصة شهدت عمليات شراء انتقائية للأسهم القيادية ذات الأوزان النسبية الكبيرة، ما انعكس على حركة المؤشرات التي أغلقت على صعود واضح.
وقفز سهم البنك التجاري الدولي بنسبة 3.45 في المائة، بينما يستحوذ البنك على نحو ثلث وزن مؤشر السوق الرئيسي بنسبة 34.1 في المائة، ما يجعل صعود سهم البنك بمثابة رافعة للسوق بشكل عام وفق المدير التنفيذي.
كذلك صعدت أسهم شركة الشرقية ـ استرن كومباني للتبغ بنسبة 4.7 في المائة، بينما تستحوذ الشركة على 7.7 في المائة من وزن المؤشر، وارتفع سهم السويدي إلكتريك بنسبة 4.34 في المائة والذي يبلغ وزنه 6.89 في المائة من المؤشر.
وارتفع سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة 3.53 في المائة، بينما تمثل الشركة 6.3 في المائة من أوزان الشركات المدرجة في المؤشر الرئيسي، وزاد سهم المجموعة المالية هيرمس القابضة 2.97 في المائة، حيث تستحوذ المجموعة على 4.55 في المائة من أوزان الشركات بالمؤشر.
وأضاف المدير التنفيذي نفسه أن "هناك تدخلاً من جانب بعض المؤسسات لإعادة الاستقرار إلى السوق ولولا هذا لشهدنا مزيداً من الانهيار في جلسة، أمس، ومع ذلك لا يزال القلق يسيطر على أغلب المستثمرين، وخصوصاً أن تعاملات الأفراد، سواء المصريين أو الأجانب والعرب، توجهت نحو البيع بشكل كبير".
وسجلت تعاملات الأفراد المصريين صافي بيع بقيمة 157.3 مليون جنيه، والعرب 20.1 والأجانب 3.2 ملايين جنيه.
وتابع: "ربما يكون هناك مال سياسي تدخل لدفع البورصة للصعود، أمس، علينا الانتظار لنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة، فالجميع يترقب حركة الشارع والإجراءات الحكومية لكبح أي احتجاجات قد يشهدها".
ودعا المقاول والفنان المصري محمد علي، الذي أربك النظام المصري بتسجيلات مصورة على مدار أكثر من أسبوعين، إلى تظاهرة مليونية، غداً الجمعة، لإجبار السيسي على الرحيل، بينما شن النظام حملة اعتقالات واسعة في صفوف المعارضين قبيل أيام من هذه التظاهرة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه للسيسي، أمس الثلاثاء، على هامش اجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.