المغرب: ارتفاع أسعار الورق يهدد مبيعات الكتب

20 فبراير 2017
بعضهم لم يستطع شراء الكتب (عبدالحق سنة/فرانس برس)
+ الخط -


يعود المغربي، المحجوب بن لحسن، لأول مرة خالي الوفاض من معرض الدار البيضاء للكتاب، دون أن يشتري كتاباً واحداً، فأسعار الكتب ارتفعت لمستويات تفوق أثر ارتفاع سعر الورق والنفط.

المحجوب قارئ نهم، من الأشخاص الذين يعتبرون أن متعة القراءة لا تقدر بثمن، يقول، إنه كان يغض الطرف عن الأسعار المرتفعة، لكنه في هذه المرة يعتبر أن الأسعار تتعدى كل قدرة على التضحية.

بدوره، يشتكي سعد بنحمو، القادم من مدينة مراكش لزيارة المعرض، من غلاء الكتب في المعرض، الذي يفترض أن يحفز زواره على القراءة بأسعار مغرية.

ويقول، إنه لم يتمكن من شراء جميع الكتب التي يريدها، مؤكداً أنه يعود إلى مدينته بشعور خيبة الأمل في انتظار معرض الكتاب المستعمل الذي ستشهده الدار البيضاء في أبريل/نيسان المقبل.

ويتراوح سعر الروايات العربية في المعرض بين 5 و18 دولاراً. هذه أسعار تمليها أسعار الورق المرتفعة في السوق العالمية، حسب عبداللطيف الخو، العامل بإحدى دور النشر.

كما يشير إلى أن الورق ليس العامل الوحيد الحاسم في تحديد سعر الكتاب، بل إن تكلفة الطباعة مرتفعة في بلد مثل المغرب، تؤدي إلى رفع سعر الكتاب.

ويرد ناشرون، سبب ارتفاع أسعار بعض الكتب المترجمة، إلى شراء حقوق الترجمة والمترجمين، زيادة على ارتفاع تكلفة الطباعة والورق. وتختلف عوامل إنتاج الكتاب في تحديد تكلفة الكتاب، حسب البلدان.

ويلفت محمد جليد، المترجم المغربي، إلى أنه في الوقت الذي يستورد المغرب الورق المصنع، تعمد شركات في لبنان إلى تصنيع الورق من أجل توفيره للناشرين.

ويلاحظ أن حقوق الجمرك تساهم في تحديد الأسعار، كما في المغرب. هذا ما يدفع المهنيين، حسب جليد، إلى دعوة وزارة الثقافة، إلى التدخل عبر الدعم مثلاً، من أجل خفض تكاليف استيراد الورق.

ويذهب مسؤول في إحدى دور النشر فضل عدم ذكر اسمه، للقول، إن سعر الورق في العالم العربي لا يتحكم فيه قانون العرض والطلب، أو سعر النفط أو حتى دور النشر، ويعزو ذلك لجشع المتحكمين في سوق الورق.

وفي هذا السياق، يعتبر الاقتصادي المغربي، محمد الشيكر، أن صناعة الكتاب في المغرب، لم تتطور بما يكفي بعد، حيث يشكو من ضعف التوزيع، الذي يتحكم أصحابه في سوق الكتاب.

ويتراوح عدد الكتب التي تطبع من العنوان الواحد في المغرب بين 1000 و3000 نسخة، غير أن الشيكر يلاحظ، أن وزارة الثقافة في المملكة تقوم بدعم الكتب التي تهم الشعر أو الرواية مثلاً، وتمنع ذلك عن الكتب التي تتناول مناحي المعرفة الأخرى.

وصرح وزير الثقافة المغربي، محمد الصبيحي، قبل انعقاد المعرض الدولي للكتاب والنشر، أن عدد القراء بالمغرب يصل إلى نحو مليون قارئ، من بين سكان يبلغ تعدادهم 34 مليون نسمة.

ولا تتوفر بيانات دقيقة حول رقم معاملات شركات النشر من المعارض، غير أن مصدراً مطلعاً، يشير إلى أن تلك الشركات تحقق هوامش أرباح مهمة من تلك المعارض، بدليل أنها تحرص على الحضور في كل دورة.

وشهدت الدورة 23 من معرض الدار البيضاء الدولي للنشر والكتاب، حضور أغلب دور النشر العربية، ما يعني أنها تجني أرباحاً كثيرة من المعارض في البلدان العربية، وفق مشاركين في المعرض.

ويستقبل معرض الدار البيضاء سنوياً حوالى 300 ألف زائر، غير أن الظروف الاقتصادية والقدرة الشرائية للأسر تكون حاسمة في إقبال الزوار على الشراء.