العجز التجاري الأميركي يتفاقم... والبطالة الأدنى منذ 50 عاماً

04 أكتوبر 2019
أخفق ترامب بضغوطه في تعزيز موقع بلده التجاري (Getty)
+ الخط -
أخفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تعزيز الموقع التجاري العالمي للولايات المتحدة الأميركية في علاقتها مع شركائها وخصومها على السواء، فلم يسيطر على العجز التجاري الآخذ في الاتساع، ولا استحدث فرص عمل بكميات كافية لدرء البطالة والمعاناة المعيشية، رغم انحسار البطالة لأدنى مستوى في 50 عاماً.

فقد اتسع العجز التجاري في أغسطس/ آب، في الوقت الذي ارتفعت واردات السلع الاستهلاكية إلى مستوى قياسي، وإن كان العجز في التجارة مع الصين قد تراجع، وهو محور اهتمام إدارة ترامب التي ترفع شعار "أميركا أولا".

وزارة التجارة الأميركية أعلنت اليوم الجمعة، أن العجز التجاري زاد 1.6% إلى 54.9 مليار دولار، ولم تعدل بيانات العجز التجاري لشهر يوليو/ تموز البالغ 54 مليار دولار، وفقا لرويترز.

وانخفض العجز في تجارة السلع مع الصين، الذي ينطوي على حساسية سياسية، بنسبة 3.1% إلى 31.8 مليار دولار على أساس غير معدل مع هبوط الواردات 0.8%.
وارتفعت الصادرات إلى الصين 8% في أغسطس/ آب بفعل زيادة في شحنات فول الصويا. وقفز العجز في تجارة السلع مع الاتحاد الأوروبي 23.7% إلى 15.3 مليار دولار.

نمو الوظائف... طفيف

في مؤشر آخر، ارتفع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بوتيرة طفيفة في سبتمبر/ أيلول، مع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته في 50 عاما، ليصل إلى 3.5%، وهو ما قد يهدئ من مخاوف الأسواق المالية من أن الاقتصاد المتباطئ على حافة الركود، وسط توترات تجارية مستمرة.

ومع ذلك، يُظهر التقرير الشهري للوظائف، الذي نشرته وزارة العمل الأميركية اليوم الجمعة، ويحظى بمتابعة وثيقة، أن نمو الأجر الشهري لم يطرأ عليه أي تغيير، في حين انخفضت وظائف قطاع التصنيع للمرة الأولى منذ ستة أشهر، بينما استمر قطاع التجزئة في فقدان الوظائف.

وقالت الحكومة إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 136 ألف وظيفة الشهر الماضي. وجرى تعديل بيانات أغسطس/ آب لتظهر نمو عدد الوظائف بواقع 168 ألف وظيفة بدلا من 130 ألفا كما أُعلن سابقا.

ونمو الوظائف في سبتمبر/ أيلول يقل عن المتوسط الشهري البالغ 161 ألفا هذا العام، لكنه لا يزال أعلى من حوالي 100 ألف وظيفة مطلوبة شهريا لمواكبة نمو السكان في سن العمل. وساهم انخفاض بمقدار العُشرين لمعدل البطالة من 3.7% في أغسطس/ آب، في دفع المعدل إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر/ كانون الأول 1969.
وعلى الرغم من قوة سوق العمل، لم يطرأ أي تغيير الشهر الماضي على متوسط الأجر في الساعة، بعد أن ارتفع 0.4% في أغسطس/ آب. وفي الاثني عشر شهرا التي تنتهي في سبتمبر/ أيلول، ارتفعت الأجور 2.9%، بعد أن زادت 3.2% في فترة الاثني عشر شهرا التي تنتهي في أغسطس/ آب.

البيت الأبيض يدعو لخفض الفائدة

المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو قال، اليوم الجمعة، إن معدل البطالة المنخفض والنمو المطرد للوظائف يجب ألا يردع مجلس الاحتياطي الاتحادي عن خفض أسعار الفائدة.

وقال نافارو في مقابلة مع محطة تلفزيون "سي.إن.إن": "هذا الرقم، رغم أنه رقم جيد جدا، يجب ألا يردع مجلس الاحتياطي عن أن يخفض، بشكل نشط، أسعار الفائدة لسبب واحد بسيط... ليس لأن الاقتصاد يتباطأ لكن لأن الدولار أعلى من قيمته الحقيقية وذلك يقتل صادراتنا".


صعود البورصة... وإقبال على السندات

في سوق المال، فتحت الأسهم الأميركية على ارتفاع، اليوم الجمعة، بعد بيانات الوظائف، فزاد مؤشر داو جونز الصناعي 0.27% إلى 26271.7 نقطة، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.27% إلى 2918.56 نقطة، وناسداك المجمع 0.46% إلى 7908.44 نقاط.

وأفادت بيانات اليوم الجمعة، أن المستثمرين العالميين واصلوا شراء السندات الحكومية والتخارج من الأسهم في الأسبوع الفائت، في الوقت الذي سلطت فيه بيانات أميركية، هي الأضعف في عقد، الضوء على المخاوف من أن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين يدفع قطاع التصنيع العالمي صوب الركود.
وجذبت صناديق السندات تدفقات بنحو 10.1 مليارات دولار، لتحقق مكاسب للأسبوع السابع والثلاثين على التوالي، بينما نزحت تدفقات بقيمة 6.6 مليارات دولار من الأسهم، التي تُعتبر أصولا أعلى مخاطرة في أوقات الاضطراب الاقتصادي والسياسي،وفقا لبنك أوف أميركا ميريل لينش" استنادا إلى بيانات "إي.بي.إف.آر".
المساهمون