أكبر إضراب عمالي في موريتانيا

19 فبراير 2015
جانب من إضراب عمال شركة سنيم الموريتانية (العربي الجديد)
+ الخط -


يخوض عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم"، أحد أكبر الإضرابات في تاريخ موريتانيا، منذ نحو 3 أسابيع، نظموا خلاله مسيرات وفعاليات يومية للمطالبة بتحسين أوضاعهم المالية.

ورغم أن الإضراب يحظى بدعم واسع من قبل المجتمع المدني، إلا أن الإدارة أكدت صعوبة الاستجابة لمطالب العمال بسبب الوضع المالي الصعب الذي تمر به.
 
وقال القيادي في نقابة عمال المناجم، محمد الأمين عبد الدايم، لـ"العربي الجديد"، "نحن نطالب بزيادة الرواتب، وخاصة أن الشركة وعدتنا العام الماضي بتحسين وضعية العمال السيئة، لكنها لم تف بوعودها، كما نطالب بعلاوات سنوية مرتبطة بزيادة الإنتاج السنوي والأرباح، مشيراً إلى تحقيق الشركة زيادة ملحوظة في إنتاج العام الماضي.

وتعد الشركة العصب الرئيسي للإنتاج المعدني في موريتانيا التي تعد من أهم مصدري الحديد في العالم، وبلغ إنتاجها العام الماضي نحو 12 مليون طن، حسب إحصائيات رسمية.

وحول أسباب تصاعد الإضراب واستمراره طوال أسبوعين، أكد عبد الدايم، أن تجاهل المسؤولين للاستجابة لمطالب عمال أكبر شركة في موريتانيا، أدى إلى اشتعال غضبهم وتصعيد احتجاجاتهم، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على زيادة الرواتب مع مسؤولي الشركة في 4 مايو/آيار الماضي، على أن يتم صرفها بدءاً من شهر أكتوبر/تشرين الأول، الماضي، ولكن فوجئنا باعتذار المؤسسة عن تسديد الزيادة المقررة بحجة انخفاض أسعار الحديد دولياً وطلبت من ممثلي العمال أن يمنحوها فرصة حتى شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

ودفع عدم التزام الإدارة بالمهلة التي طلبتها، إلى إرسال العمال إنذاراً للمسؤولين بتنفيذ إضراب من يوم 28 من يناير/كانون الأول الماضي، الذي بدأ جزئياً لمدة 4 ساعات ثم تحول إلى إضراب مفتوح وشامل في نهاية الشهر الماضي ومازال متواصلاً حتى الآن.

ويبلغ إجمالي عدد العاملين بالشركة نحو 3100 عامل، ووصل عدد المضربين منهم بعد 3 أسابيع من الإضراب إلى 1415 عاملاً موزعين.

وشدّد عبد الدايم على غياب الجهود الرسمية تماماً بالإضافة إلى غياب أي وساطة، بل وسعى مسؤولون في الحكومة إلى إفشال الإضراب ووجهوا اتهامات للمضربين بأنهم ذوو خلفيات سياسية معارضة.

 ولكنه أكد في المقابل أن المجتمع المدني في مدينة أزويرات التي توجد الشركة فيها، يتعاطف مع القضية ويحتضن العمال، موضحاً أن هذا التعاطف تمليه خصوصية هذه المدينة لكونها عمالية بامتياز حيث قليلاً ما تجد بيتاً إلا وأحد أفراده من العمال.

وأوضح عبد الدايم أن العمال أضافوا مطلباً عمالياً جديداً وهو إقالة الإداري المدير العام لشركة "سنيم" لفشله في تسيير المؤسسة وتجنيبها كل الهزات التي تعرضت لها بسبب تصرفاته المتهورة.

وكشفت مصادر بالشركة، رفضت ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد" عن أن مخزون الحديد بدأ ينفد بسبب إضراب عمال المناجم، وأن الشركة لا تستطيع تلبية جميع الطلبات الواردة إليها من السوق.

اقرأ أيضا: الموريتانيون الأكثر بطالة عالمياً

المساهمون