اليمن: احتجاجات على استمرار تهاوي الريال واجتماع حكومي طارئ

02 سبتمبر 2018
الأزمات المعيشية تزيد أعباء اليمنيين (فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت الاحتجاجات في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، اليوم الأحد، بعد الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملة الأميركية، والذي انعكس ارتفاعاً قياسياً لأسعار السلع، فيما دعت الحكومة الشرعية من المنفى لاجتماع طارئ غدا الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض.

وتظاهر مئات اليمنيين في المدينة الجنوبية منذ صباح اليوم، بعد دعوات للإضراب الشامل تم نشرها أمس السبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية انهيار الريال الذي تجاوز حاجز 600 ريال مقابل الدولار الواحد.

وتوسّعت الاحتجاجات مع حلول منتصف نهار اليوم، و قطع محتجون غاضبون عددا من الشوارع الرئيسية، وأغلقت المصارف وشركات ومحال الصرافة أبوابها، ولم تفتح المحلات التجارية التي تبيع السلع الغذائية بسبب حالة عدم اليقين والتقلبات في سعر الصرف.

وقال نصر حامد، وهو صاحب محل مواد غذائية لـ"العربي الجديد"، إن "أسعار المواد الغذائية تتغير أكثر من مرة في اليوم الواحد، وهذا خلق مشكلات مع المستهلكين، ولذا قررنا إغلاق المحال وسنعاود في حالة استقرت أسعار الصرف".
وفي العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، أغلقت عشرات المحلات التجارية ومنشآت الصرافة أبوابها اليوم الأحد بسبب التقلبات في سعر الصرف وأسعار السلع، وقال تجار بالتجزئة، إن تجار الجملة رفضوا البيع ابتداءً من اليوم وأبلغوهم أن الوضع في حالة ترقب.

وقال منير الزريقي، وهو صاحب محل للمواد الغذائية: "لقد أصبحنا نخجل من إبلاغ المستهلكين بالأسعار الجديدة التي ترتفع على مدار الساعة، ولذا فضلنا إغلاق المحل".

وأفاد سكان محليون في محافظات تعز، جنوب غربي، وحضرموت، جنوب شرقي، بأن عشرات المحلات التجارية ومحطات الوقود أغلقت أبوابها، احتجاجا على التهاوي المتسارع للعملة المحلية.

في السياق، أكدت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، أن رئيس الحكومة أحمد بن دغر دعا إلى اجتماع طارئ ومشترك لحكومته مع اللجنة الاقتصادية، غدا الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض حيث مقر إقامته، لمناقشة أزمة العملة وتوقعت الخروج بحلول ومعالجات.


وشهدت المدن اليمنية قفزات كبيرة في أسعار السلع الأساسية منذ الأسبوع الماضي، وقال مواطنون إن الأسعار ترتفع في اليوم الواحد أكثر من مرة، بسبب تقلبات أسعار الصرف وتراجع الريال الى أدنى مستوياته على الإطلاق.

وواصل الريال اليمني التهاوي بعدما تراجع إلى مستويات غير مسبوقة أمام الدولار الأميركي، بينما لم تنجح الإجراءات، لا سيما الملاحقات الأمنية في إيقاف وقف تهاوي العملة.

وقال صرافون ومتعاملون لـ"العربي الجديد"، إن سعر الصرف قفز، اليوم الأحد، إلى 650 ريالا مقابل الدولار الواحد في العاصمة المؤقتة عدن، جنوب البلاد، حيث مقر الحكومة، وإلى 165 ريالا مقابل الريال السعودي، فيما وصل سعر الصرف في العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين إلى 630 ريالا للدولار و163 ريالا مقابل السعودي.

ودخلت العملة اليمنية مرحلة الانهيار منذ نهاية يوليو/تموز الماضي، بعد تجاوز سعر صرف الدولار 500 ريال للمرة الأولى، واستمر التراجع خلال أغسطس/آب إلى 550 ريالا مقابل الدولار، قبل أن يهبط إلى مستويات قياسية جديدة خلال اليومين الماضيين.

وكان المركزي، قد أقر في منتصف أغسطس/آب من العام الماضي، تحرير سعر الريال، وحدد سعر الصرف آنذاك عند 380 ريالا للدولار، قبل أن يحدد سعرا جديدا منذ يوليو/تموز 2018 عند 470 ريالا مقابل الدولار.

ويشهد اليمن حرباً مدمرة بدأت نهاية عام 2014 بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، وتصاعدت وتيرة الصراع منذ مارس/آذار 2015، عندما قادت السعودية تحالفاً عسكرياً بدعم من الإمارات، شن ضربات جوية مكثفة ضد الحوثيين الذين لا يزالون يسيطرون على نحو نصف محافظات اليمن.

وأصابت الحرب العملة اليمنية في مقتل، ليقفز الدولار بشكل متواصل من 215 ريالاً لدى بدء ضربات التحالف ليصل إلى المستويات الحالية، متراجعا بنحو 188%.
المساهمون