حملات إماراتية وسعودية لمقاطعة السياحة في تركيا ... وخبراء يقللون من تأثيرها

26 مايو 2018
انتعاش السياحة في الربع الأول من العام الجاري (الأناضول)
+ الخط -
دشن نشطاء إماراتيون وسعوديون على موقع تويتر حملات لمقاطعة السياحة في تركيا، بدعوى تردي الوضع الأمني والعنف، وهو ما وصفه عاملون في قطاع السياحة التركية، بحملات التشويه الموجهة، مقللين من تأثيرها، لا سيما في ظل تكرار مثل هذه الحملات في الأعوام الأخيرة.
وأرفق نشطاء على تويتر مقاطع فيديو، قالوا إنها لشباب خليجيين، تعرضوا لعمليات احتيال ونصب، ومقاطع أخرى تظهر عنفاً داخل مطعم في تركيا.

ويأتي تصعيد حملات مقاطعة السياحة في تركيا قبل نحو شهر من تنظيم الانتخابات العامة التركية المبكرة التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما تأتي متزامنة مع تعرض الليرة التركية لضغوط دفعتها إلى تراجع حاد خلال الفترة الماضية، ما أرجعه محللون إلى عوامل سياسية ، بهدف الحد من شعبية أردوغان، التي قامت على أساس النهضة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في عهده.
ويقول كريم البوشي، المتخصص في السياحة الخليجية، من شركة جاكوار بإسطنبول، إن "حملات تشويه السياحة والطعن في الأمان بتركيا خلال الأيام الأخيرة، تستهدف الإساءة لتركيا قبل الانتخابات، ليس إلا".

ويضيف البوشي لـ"العربي الجديد" أن من المتوقع أن يزيد عدد السائحين العرب والخليجيين هذا العام، ونعول على زيادة الأعداد، خاصة خلال الأعياد لأن تركيا تستقطب ما نسبته 20% من مجمل سياح الخليج خلال الأعياد.
ويتابع: "لم نبلغ بمقاطعة شركات سعودية السياحة في تركيا، وكل ما ورد على تويتر، قد يكون وراءه شركات ومكاتب حجز وهمية أو مؤسسات انخرطت ضمن حملة استهداف السياحة التركية".

وسبق أن انتشرت دعوات إلكترونية لمقاطعة السياحة إلى تركيا من جانب سعوديين وإماراتيين في ديسمبر/كانون الأول 2017، على خلفية التوترات السياسية بين تركيا من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر.
وانتشر أنذاك هاشتاغ " #لا_لسفر_السعوديين_لتركيا" في أوساط مستخدمي تويتر في المملكة، ليظهر في يوم واحد من بدء الهاشتاغ نحو ثمانين ألف تغريدة.

كما غرد إماراتيون في مناسبات عدة على تويتر وفيسبوك يدعون لمقاطعة تركيا سياحيا، ووقف عرض مسلسلاتها على الشاشات الخليجية.
ورغم تلك الدعوات للمقاطعة السياحية، فقد أظهرت بيانات رسمية صادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية أن عدد السائحين خلال الربع الأول من العام الجاري وصل إلى 5.1 ملايين سائح، بعائدات وصلت إلى 4.4 مليارات دولار، محققة زيادة بنسبة 35% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ويقول خليل أوزون، الخبير الاقتصادي التركي، إن هذه الحملات متوقعة ومن دول خليجية وأوروبية محددة، بهدف محاولة النيل من السياحة، التي تعول فيها تركيا على عائدات بنحو 32 مليار دولار من خلال جذب نحو 40 مليون سائح خلال العام الجاري.
ويضيف أوزون لـ"العربي الجديد" أن "من المتوقع أن تشهد تركيا، واقتصادها على وجه التحديد، جملة من الاستهدافات المنظمة، فبعد المضاربات التي شهدتها السوق النقدية وأثرت على الليرة التركية، ها هي محاولات ضرب الموسم السياحي بدأت تظهر، ولم يبق إلا أن يحاولوا تشويه الإنتاج التركي، لأن أهم أرقام العام الماضي، كانت بالنمو الذي بلغ 7.2% والصادرات التي بلغت نحو 160 مليار دولار والسياحة التي جذبت نحو 32 مليون سائح بعائدات زادت عن 26 مليار دولار".

ويشير إلى أن اقتصاد بلاده أقوى وأكثر صلابة ومتانة من كل تلك المحاولات، كما أن تركيا تأخذ جميع التدابير لتقليل من آثار الهجمات على الاقتصاد والمستوى المعيشي، متوقعاً تصاعد حملات الإساءة للاقتصاد من بعض الدول الخليجية والأوروبية، حتى نهاية الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستشهدها تركيا في 24 يونيو/حزيران المقبل.
وتظهر البيانات أن عدد السياح الخليجيين والسعوديين خاصة، بلغ نحو 500 ألف شخص العام الماضي، وتذهب التوقعات، بحسب تصريح إعلامي سابق، للسفير السعودي بتركيا، وليد الخريجي، أن يصل عدد السياح السعوديين بموسم عام 2018، إلى نحو 700 ألف.

وفي مقابل حملات المقاطعة للسياحة، فإن بيانات هيئة الإحصاء التركية، تشير إلى تصدر السعوديين قوائم شراة العقارات في تركيا، بعد أن حلوا ثانياً العام الماضي بعد العراقيين، حيث اشترى الأجانب نحو 22.2 ألف منزل.
ويقول المستثمر مصطفى محمد صالح من مدينة جدة السعودية: "وجدنا تسهيلات كثيرة دفعتنا للاستثمار، بعد أن زرنا تركيا ولثلاثة أعوام على شكل سياح".
ويضيف: "تركيا من أجمل دول العالم ولا يوجد أي مشاكل أمنية أو عنف، وإن ظهرت بعض حالات الشجار كما رأينا في بعض الفيديوهات، فهذه حالات طبيعية ولا يمكن تسخيرها على أنها استهداف لسياح دولة محددة، كما أن تراجع سعر الصرف سيزيد عدد السياح من المملكة هذا العام".


المساهمون