صعوبة معيشة السوريين تدفع باعة الخضار إلى الاعتصام في اللاذقية

17 ابريل 2020
المعتصمون رفضوا نقل السوق إلى منطقة أُخرى (فرانس برس)
+ الخط -

دفع الواقع المعيشي الصعب والقرارات غير المسؤولة الصادرة عن الدوائر المسؤولة التابعة للنظام السوري باعة الخضار والفواكه، يوم أمس الخميس، للاعتصام في السوق الرئيسي، في الوقت الذي يعاني فيه باقي أهالي المدينة من مشاكل كثيرة، منها الأسعار المرتفعة وتسلط الشبيحة والاستغلال الممارس من قبلهم.

وفي تفاصيل عن الاعتصام، قال الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتصام نفذه، يوم أمس، باعة الخضار والفواكه في مدينة اللاذقية داخل سوق الخضار الرئيس قرب المركز الثقافي، حيث عبروا عن رفضهم القرار الصادر عن مجلس المدينة والمحافظة بنقل سوق الخضار لمنطقة قنينص الواقعة على أطراف مدينة اللاذقية، والتي يشكل الوصول إليها عبئا على المواطنين بالدرجة الأولى والباعة بالدرجة الثانية".

أضاف: "وكان تبرير مجلس المحافظة أن قرار نقل السوق عائد لأسباب صحية، لكن أصحاب البسطات والباعة أوضحوا أن القرار يؤثر بالدرجة الأولى عليهم من ناحية تكاليف إضافية في نقل البضاعة، إضافة للتراخيص، والسبب الأهم وراء الاعتصام أن العشرات منهم يعملون في السوق دون ترخيص رسمي منذ سنوات".

كما أضاف الجبلاوي أن هذا القرار سيؤثر على المواطنين بالدرجة الأولى، خاصة في الوقت الحالي مع الحظر المفروض على المدينة من قبل النظام بسبب فيروس كورونا، الأمر الذي تسبب بتعطل أعمال الكثير من العائلات، وأدى لمزيد من الضغوط المعيشية على الأسر.

وكما باقي المدن السورية، تأثرت مدينة اللاذقية بقرارات النظام الصادرة أخيرا، التي يدعي أنه اتخذها لوقاية البلاد من فيروس كورونا، حيث يتساءل عيسى العبد الله عن جدوى هذه القرارات، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر غير المفهوم أن هناك حظرا كاملا يومي الجمعة والسبت في عموم المدن السورية، لكن في المقابل هناك حظر جزئي في الأيام العادية، وهذا الحظر الجزئي يدفع الأهالي لاستغلال الوقت المتاح للحصول على الخضار والخبز خلال الساعات القليلة من النهار، وتجد العشرات منهم يتجمعون عند باعة الخضار".

أضاف: "وهذا ليس سوى تضييق على الناس وإجبارهم على الاختلاط، وهذا ما قد يتسبب بكارثة حقيقية بحال وجود مصابين بين الجموع، كما من الأحرى على من يتخذ هذه القرارات أن يفكر بعامة الناس والعوائل الفقيرة التي توقفت أعمالها، عليه أن يعيلها ويوفر لها مصادر دخل ولا يتركها للقدر يعاني أطفالها من الجوع".

وأوضح مصدر محلي في المدينة لـ"العربي الجديد"، أن معظم الأهالي في المدينة توقفت أعمالهم منذ عدة أسابيع بسبب قرار النظام إغلاق الأسواق، كما ارتفعت الأسعار بشكل كبير، وفي مقدمتها الخبز، الذي يعتبر قوت الشعب، حيث يباع في الوقت الحالي بسعر 550 ليرة للربطة الواحدة في المحال التجارية، بينما كان سعر الخبز المدعم من قبل النظام يصل لنحو 250 ليرة، وهو مقطوع منذ فترة، إضافة إلى أن إيجارات المنازل شهدت ارتفاعا كبيرا، حيث يصل المعدل الوسطي لإيجارات البيوت لنحو 80 ألف ليرة سورية، خاصة أن المدينة تضم نازحين من كافة المدن السورية. (الدولار متداول بسعر بين 1275 و1280 ليرة).

وأردف المصدر أن القرارات الأخيرة أثرت بالدرجة الأولى على العوائل التي تعتمد على العمل اليومي في كسب دخلها، وتستغل الجهات الأمنية والشبيحة هؤلاء، وتفرض على المخالفين ضرائب كبيرة، ومنهم من يدفعه الفقر والحاجة للمخالفة.

وزاد من معاناة أهالي اللاذقية تسلط عصابات الشبيحة عليهم التي تبتز المدنيين، بالدرجة الأولى مليشيا "الحارث" التي يتزعمها بشار طلال الأسد ابن عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتي يثير ذكر اسمها الرعب في قلوب المدنيين لما يرتكبه عناصرها من تجاوزات بحقهم.
المساهمون