يترقب المستثمرون بالقطاع السياحي في المغرب، تنفيذ خطة وعدت بها وزارة السياحة من أجل إنعاش القطاع. وأكد المستثمرون استحالة بلوغ 20 مليون سائح في أفق 2020، كما كانت تستهدف الحكومة.
واستقبل المغرب في العام الماضي 11.3 مليون سائح، بزيادة 7% عن العام الذي سبقه، حيث درَّ ذلك على المملكة إيرادات وصلت إلى 7 مليارات دولار، حسب بيانات مكتبٍ، وهي إيرادات دعمت رصيد النقد الأجنبي.
وتتصور وزارة السياحة أن الانتعاش الذي عرفه القطاع في العام الماضي، والذي تجلى في الأشهر الأولى من العام الحالي، سيتواصل في الأعوام المقبلة، وهو ما تدعمه خارطة الطريق الجديدة التي وعدت بها الوزارة.
وينتظر المستثمرون كشف وزارة السياحة عن الخطوات الجديدة، التي يراد منها إعطاء دفعة قوية للقطاع، حيث يرتقب أن تركز على الربط الجوي، وإعطاء دفعة قوية للاستثمارات في القطاع.
ولم يُخفِ رجال أعمال مغاربة خلال مؤتمر دولي حول السياحة، نُظم أول من أمس، قلقهم حول وضعية القطاع. هذا ما عبرت عنه رئيسة الاتحاد العام لشركات المغرب، مريم بنصالح التي أكدت أن السياحة تعيش في حالة من الجمود منذ 2010.
وقالت إن المغرب يجذب 11 مليون سائح، غير أنه لم يحصل تقدم، قائلة "نحن تقريباً في وضعية جمود"، مشيرة إلى أن الأمر يقتضي التدخل من أجل تجديد منقذ لقطاع السياحة، الذي ترى أن الجهاز التنفيذي لا يهتم به.
وأوردت كدليل على هامشية السياحة في الرؤية الاقتصادية للجهاز التنفيذي، كون اللجنة الاستراتيجية المشتركة لهذا القطاع، لم تنعقد سوى مرة واحدة في ستة أعوام.
ويتصور رئيس مجلس التنمية والتضامن، محمد بنعمور أن قطاع السياحة لم يعد يحظى بالاهتمام الواجب، مشدداً على ضرورة تقوية تدبيره في سياق متسم بتأخير تنفيذ المشاريع المبرمجة في القطاع.
ويرى الرئيس التنفيذي لمكتب الاستشارة غيبارد غروب، عبد المالك علوي، أن التركيز انصب على الاستثمار في البنيات التحتية، حيث ساد الظن بأنها كافية بمفردها لجذب السياح، وهو ما أفضى إلي بناء مشاريع فاشلة.
وذهب وزير السياحة محمد ساجد، في المؤتمر، إلى أن هذا القطاع يعرف انتعاشاً في الأعوام الأخيرة، معتبراً أن المغرب تمكن من الصمود، رغم الهزات السياسية التي عرفتها المنطقة، وهو ما يحيل على التطورات التي ميزت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأعوام الأخيرة.
إلا أن وزير السياحة، اعترف بالفشل الذي عرفته سياسة المغرب في إحداث محطات سياحية شاطئية، معتبراً أن المغرب لم يتمكن من إعادة توجيه مخططاته الاستراتيجية.
وكان المغرب راهن على بناء ست محطات شاطئية دفعة واحدة، غير أن صعوبات واجهها مستثمرون أجانب انخرطوا في هذه المشاريع، ساهمت في تعثر الإنجاز، حيث لم تفتح سوى محطتين إلى حدود الآن.
ولم يتمكن المغرب من تحقيق هدف جذب السياح بوتيرة تتيح الوصول إلى 20 مليون سائح في 2020، وهو التأخر الذي ساهمت فيه التطورات السياسية التي عرفتها المنطقة، وأبرزها العمليات الإرهابية التي شهدتها أسواق تقليدية مثل فرنسا، التي تصدر 35% من سياح يزورون المملكة.
ويراهن المغرب على تنويع الأسواق السياحية، وعدم التعويل أكثر على التقليدية، حيث يسعى لجذب سياح من بلدان مثل روسيا والصين والهند والبرازيل، بما يساعد على تجاوز التأخر المسجل في الاستراتيجية السياحية.
وقد تمكن المغرب بعد إعفاء الصينيين من التأشيرة من رفع عدد الزوار من ذلك البلد بنسبة 240% ليصلوا إلى 116 ألف سائح. وينتظر أن تبرم وزارة السياحة عقوداً مع شركات نقل أجنبية من أجل رفع عدد الرحلات نحو المملكة، وزيادة عدد السياح والذي لم يرق إلى مستوى ما راهنت عليه الحكومة في خططها لهذا القطاع.