إخراج منطقة اليورو من الركود أبرز تحديات كريستين لاغارد برئاسة المركزي الأوروبي

03 يوليو 2019
كريستين لاغارد تحسم خلاف المنصب الأرفع بأوروبا (Getty)
+ الخط -
تواجه كريستين لاغارد التي تم اختيارها رئيسة للبنك المركزي الأوروبي، تحديات جسيمة؛ من أبرزها منع اقتصادات منطقة اليورو من الانزلاق إلى هاوية الركود الاقتصادي، واتباع سياسة نقدية مرنة تعمل على شراء السندات الحكومية وتخفف من أزمة الديون داخل دول الاتحاد وخفض الفائدة على اليورو، وإن كانت ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة، تعارض الاقتراح الأخير.

وستكون أهم مهمة تضطلع بها لاغارد، التي نفت سابقاً أي اهتمام بشغل المنصب، إنعاش اقتصاد منطقة اليورو التي تضم 19 دولة من أبرزها ألمانيا وفرنسا وتواجه مشاكل خاصة في دول مثل إيطاليا واليونان.
ويأتي تعيين لاغارد وسط تحديات كبرى تواجهها اقتصادات منطقة اليورو، حيث إن إحصائيات "يورو ستات" الصادرة خلال الشهر الماضي، تشير إلى ركود محتمل في المشتريات والإنتاج الصناعي. وهو ما جعل بعض الاقتصاديين يضعون المنطقة في خانة السالب ومرشحة للدخول في ركود خلال العام الجاري. 

ويرى اقتصاديون أوروبيون أن من بين التحديات التي ستواجهها لاغارد، مواصلة سياسة التحفيز النقدي وشراء السندات السيادية التي تصدرها دول منطقة اليورو الضعيفة. لكن هذه السياسة التي سبق أن أعلن عنها ماريو دراغي، الرئيس الحالي للبنك المركزي الأوروبي، تواجه معارضة من ألمانيا.

واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي، مساء الثلاثاء، على اختيار رئيسة صندوق النقد الدولي الفرنسية كريستين لاغارد رئيسة للبنك المركزي الأوروبي، لكن استكمال الخطوة يتطلب موافقة البرلمان الأوروبي. 


ولاغارد، من مواليد أول يناير/ كانون الثاني العام 1956. وشغلت منذ العام 2011 منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي. وستخلف ماريو دراغي الذي ستنتهي مهمته في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وكانت لاغارد تشغل قبل توليها منصبها الأخير منصب وزيرة المالية والشؤون الاقتصادية والصناعية بحكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وكان المرشح الألماني جينس فيدمان، الذي يرأس حالياً البنك المركزي الألماني المعروف اختصارا باسم "بندس بانك" Bundesbank الأوفر حظاً لخلافة دراغي على رئاسة المركزي الأوروبي. لكن اعترض عليه العديد من الدول، خاصة دول الجنوب الأوروبي والاقتصادات الضعيفة في منطقة اليورو.

ويعارض فيدمان بشدة سياسات التيسير الكمي وخفض سعر الفائدة الأوروبية. وهي سياسات تناسب الوضع الهش لاقتصاديات دول الجنوب في أوروبا. كما عارض في السابق سياسات "المعاملات النقدية الصريحة" التي نفذها ماريو دراغي لشراء السندات الحكومية.

وبحسب مصادر أوروبية، عارضت إيطاليا بشدة اختيار فيدمان بدلا من لاغارد، حيث تعتمد إيطاليا على البنك المركزي الأوروبي في تمويل الإنفاق.  


ولاغارد أولى النساء اللائي شغلن منصب وزير المالية في فرنسا، وهي ترأس صندوق النقد الدولي منذ 2011 وتعد من أقوى أنصار تمكين المرأة وإن كانت لا تملك خبرة مباشرة في ما يخص السياسة النقدية. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي: "ستكون لاغارد... رئيسة ممتازة للبنك المركزي الأوروبي. أنا واثق من أنها ستكون رئيسة مستقلة إلى حد بعيد".