كورونا يتمدد... انهيارات في البورصات وأسواق النفط وخسائر فادحة للأثرياء

25 فبراير 2020
تهاوي الأسهم اليابانية بسبب كورونا (فرانس برس)
+ الخط -
هوت أسعار النفط والبورصات الرئيسية بسبب مخاطر تمدد فيروس كورونا خارج الصين على الاقتصاد العالمي وزيادة مخاوف المستثمرين الذين تكبدوا خسائر فادحة، وامتدت الخسائر إلى البورصات العربية التي تراجعت، صباح اليوم الثلاثاء، وفي مقدمتها البورصة السعودية وبورصات دبي وقطر والكويت والبحرين.

وامتدت الخسائر إلى كبار أثرياء العالم، فقد خسر أغنى 500 رجل في قائمة "بلومبيرغ" لأثرياء العالم 139 مليار دولار أمس الإثنين، بالتزامن مع الموجة البيعية في أسواق الأسهم العالمية، نتيجة حالة الذعر من انتشار كورونا.

وسجلت البورصة الأميركية أسوأ جلسة يومية في عامين في نهاية تعاملات أمس الإثنين، إذ فقد مؤشر "داو جونز" ما يزيد عن ألف نقطة إلى 27961 نقطة.

وقاد كل من رئيس لويس فيتون، برنار أرنو، ومؤسس أمازون دوت كوم، جيف بيزوس الخسائر، إذ فقد كل منهما ما يزيد عن 4.8 مليارات دولار، كما خسر مؤسس شركة الأزياء العالمية إينديتيكس، أمانسيو أورتيغا، أربعة مليارات دولار، فيما فقد أول عشرة أشخاص بالقائمة 2.3 مليار دولار على الأقل لكل منهم.

وفي أسواق النفط، هوت الأسعار نحو 4%، يوم الإثنين، حيث أجج الانتشار السريع لفيروس كورونا خارج الصين مخاوف المستثمرين حيال التداعيات على طلب النفط الخام.

وواصلت الأسهم العالمية خسائرها هي الأخرى في ظل تنامي بواعث القلق بشأن الفيروس، بعد أن قفز عدد الحالات الجديدة في إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.20 دولار بما يعادل 3.8%، ليتحدد سعر التسوية عند 56.30 دولارا للبرميل. ونزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.95 دولار أو 3.7% لتغلق على 51.43 دولارا للبرميل.

وقال فيل فلين المحلل لدى شركة "برايس فيوتشرز غروب" في شيكاغو، إنّ تقارير "انتشار فيروس كورونا تثير مزيداً من المخاوف من تضرر الطلب.. عندما رأينا التراجع الكبير في سوق الأسهم، شرع متعاملو النفط في البيع أولاً ثم طرح الأسئلة لاحقاً".

وفي اليابان سجل المؤشر نيكي القياسي هبوطاً قوياً في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية، يوم الثلاثاء. ونزل نيكي 4.49% مسجلاً 22337.69 نقطة في حين تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 4.20% ليصل إلى 1603.64 نقاط.

وتراجعت مؤشرات الأسهم اليابانية في ختام تعاملات، الثلاثاء، عقب العودة من عطلة رسمية أمس، بالتزامن مع التراجع الحاد في أسواق الأسهم العالمية، وسط مخاوف الفشل في التصدي لفيروس كورونا المتفشي داخل الصين وخارجها.

وانخفضت أسهم شركات مشغلي السكك الحديدية، بعدما نصحت الحكومة اليابانية المواطنين بعدم القيام بالرحلات غير الضرورية، فهبط سهم "سنترال جابان ريلواي" بنحو 6.3% إلى أدنى مستوى في عامين، كما تراجع سهم "إيست جابان ريلواي" بنحو 2.9% إلى أقل مستوى في ثلاث سنوات ونصف العام.

وعند الإقفال، تراجع مؤشر "نيكي" بنحو 3.3% أو 781 نقطة عند 22605 نقاط وهو أدنى مستوى، منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول، كما هبط المؤشر الأوسع نطاقًا "توبكس" بنفس النسبة تقريباً أو بمقدار 56 نقطة إلى 1618 نقطة.

وعلى صعيد التداولات، تراجعت العملة اليابانية أمام الدولار بشكل هامشي بنحو 0.1% إلى 110.84 ينات.


وهوت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، الإثنين، مع بحث المستثمرين عن الأمان في ظل بواعث قلق محتدمة من أثر فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي بعد قفزة في حالات الإصابة الجديدة خارج الصين، مما أشعل المخاوف من جائحة.

وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 1029.5 نقطة بما يعادل 3.55% إلى 27962.91 نقطة، وهبط المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 111.8 نقطة أو 3.55% ليسجل 3225.95 نقطة، وانخفض المؤشر ناسداك المجمع 355.31 نقطة أو 3.71% إلى 9221.28 نقطة.

وفي واشنطن، أرسلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطابًا للكونغرس تطلب فيه تمويلًا إضافيًا بقيمة 2.5 مليار دولار للمساهمة في التصدي لفيروس كورونا المتفشي.

وأوضح الخطاب أنه يريد تخصيص مبلغ 1.25 مليار دولار لمحاربة فيروس "COVID-19" المتفشي أخيرًا، إلى جانب 535 مليون دولار للتصدي للإيبولا، كما ناشد الخطاب بالحصول على 1.8 مليار دولار في صورة نفقات عاجلة.

وذكر البيت الأبيض أنه يتوقع الحصول على مبالغ إضافية من الوكالات الأخرى من كل أنحاء الحكومة، إذ تسعى الإدارة الأميركية لوقف انتشار العدوى بالمرض بعدما تم التأكد من إصابة خمسة وثلاثين شخصًا في الولايات المتحدة.

تراجع أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب بأكثر من 1.5% خلال التداولات الآسيوية بعد ارتفاعها، الإثنين، إلى أعلى مستوى إغلاق، منذ فبراير/شباط 2013، بعدما عززت المخاوف من انتشار فيروس "كورونا" خارج الصين الطلب على الملاذات الآمنة.

وانخفضت العقود الآجلة للمعدن الأصفر بنسبة 1.6% أو بمقدار 27.2 دولارا إلى 1649.4 دولارا للأوقية، في تمام الساعة 08:46 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، بعدما ارتفعت، أمس الإثنين، 1.7% إلى 1676.60 دولارا وهو أعلى مستوى تسوية منذ فبراير/شباط 2013.

كما تراجع سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.6%، أو بمقدار 10.13 دولارات عند 1649.25 دولارا للأوقية.

وجاء ذلك التراجع بعدما ارتفع المعدن النفيس، أمس الإثنين، قرب الحاجز النفسي المهم 1700 دولار للأوقية، الذي لم يتجاوزه منذ عام 2012.

"ماستر كارد" تتضرر

قالت شركة "ماستر كارد" أكبر مصدر لبطاقات الدفع الإلكتروني في العالم، إنّه من المرجح أن ينخفض صافي الإيرادات في الربع الأول بما بين 2 و3% بسبب فيروس كورونا.

وأضافت الشركة أنها تتوقع الآن أن تنمو الإيرادات بنسبة بين 9 و10% في الربع الحالي مع تأثير الفيروس على السفر والتجارة الإلكترونية عبر الحدود.

حوافز في تايوان

ووافق برلمان تايوان على حزمة بقيمة 60 مليار دولار تايواني (ملياري دولار) اليوم الثلاثاء، للمساهمة في تخفيف أثر تفشي فيروس كورونا على اقتصاد البلاد المعتمد على الصادرات.

وتتضمن الحزمة قروضا للشركات الصغيرة، ودعما لوكالات السياحة المتضررة بشدة، وتخفيضات ضريبية لسائقي الحافلات السياحية وحتى قسائم خصم للإنفاق على الغذاء في أسواق تايوان الليلية الشهيرة، وهي مصدر جذب كبير في المعتاد للسائحين الأجانب.

وخفضت تايوان تقديرها للنمو الاقتصادي لعام 2020 هذا الشهر، مع تهديد التفشي لاقتصادها، وهو جزء أساسي من سلاسل الإمداد العالمية للإلكترونيات. والصين أكبر شريك تجاري لتايوان.

وأعلنت تايوان عن 31 حالة إصابة بالفيروس فقط وحالة وفاة واحدة، لكنها علقت روابط السفر والسياحة إلى حد كبير مع الصين لكبح انتشاره. وأعلنت الصين عن أكثر من 2600 حالة وفاة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون