تعيش صناعة السيارات تغييرات كبيرة تم تشبيهها بوصول "موديل تي" Model T الذي أنتجه على نطاق واسع هنري فورد، فاتحاً الطريق أمام قيادة السيارات بأسعار معقولة للمرة الأولى في التاريخ.
شركات صناعة السيارات تجد نفسها مُجبرة على إعادة تخيّل أعمالها، لأن التكنولوجيا التي تقف خلف البطاريات الكهربائية والأنظمة الذاتية القيادة تحقق قفزات كبيرة في الوقت ذاته الذي يشير تغيّر عادات الاستهلاك إلى تراجع في مُلكية السيارات، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وفي حين أن اللامة التجارية الفاخرة "أستون مارتن" Aston Martin هي شركة صناعة السيارات الوحيدة المتبقية في بورصة لندن للأوراق المالية، إلا أن هناك عدداً من المورّدين الأصغر للمكوّنات والخدمات لا تزال أسهمهم مدرجة فيها هناك.
اقــرأ أيضاً
بعض هذه الشركات الصغيرة تتصدّر طليعة الابتكار، فيما يبدو البعض الآخر أكثر عُرضة للخطر، لأسباب ليس أقلها رد الفعل المعاكس ضد محرّكات الديزل في أعقاب فضيحة انبعاثات شركة "فولكسفاغن" الألمانية.
"ريكاردو"
أسّسها السير هاري ريكاردو Harry Ricardo عام 1915، وحققت الشركة التي تتخذ "وست ساسكس" مقراً، نجاحاً مبكراً في تطوير المحرّكات ذات انبعاثات الدخان المخفّضة إلى حد كبير، والتي استُخدمت في الدبّابات إبّان الحرب العالمية الأولى.
وبعد مسار من التنويع خلال السنوات الأخيرة، أصبحت "ريكاردو" اليوم شركة استشارية هندسية تعمل في قطاعات السيارات، رياضة السيارات، الدفاع، السكك الحديدية، الطاقة والبيئة. كما أنها متخصّصة في تصنيع المنتجات الفريدة، حيث تصنع نحو 5 آلاف محرّك سنوياً لسيارات "ماكلارين" McLaren الراقية، وأنظمة النقل لعلامة "بوغاتي" Bugatti التجارية الفخمة.
تتمتع هذه المجموعة بتاريخ طويل من اختبار محرّكات العاملة باحتراق الوقود، لكنها تتطلع الآن إلى السوق الكهربائية بخطط لبناء مجموعات بطاريات للسيارات الراقية.
ومع ذلك، عانت أسهمها في يوليو/ تموز الماضي، بعدما حذرت من أن الأرباح ستنخفض بسبب تراجع مستويات إنتاج محرّكات الديزل في المملكة المتحدة، ما قلّل من أعمال التصميم لشركات صناعة السيارات.
كما انخفضت أرباحها قبل اقتطاع الضريبة بمقدار العُشر إلى 10.3 ملايين جنيه إسترليني في النصف الأول من العام المُنتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بسبب ضربات تلقّتها من ارتفاع تكاليف إعادة التنظيم والتسريح من العمل في عملياتها المتعلقة بالسيارات، ورسوم التقاعد والمصروفات المتعلقة بعمليات الاستحواذ. لكن إيراداته زادت 4% إلى 188 مليون جنيه إسترليني.
ويتم تداول السهم بسعر يناهز 756 بنساً إسترلينياً، أي أعلى بنحو 20% حتى الآن منذ بداية عام 2019، لكنه لا يزال أقل من حيث كان قبل صدور التحذير المرتبط بالأرباح، فيما تبلغ قيمة "ريكاردو" السوقية (أي عدد الأسهم مضروباً بالسعر الحالي) 407 ملايين جنيه.
"أيه.بي دايناميكس"
أُسّست "أيه.بي دايناميكس" AB Dynamics عام 1982 كشركة استشارية لمحرّكات السيارات، وسرعان ما أثبتت مكانتها في أنظمة السيارات الآلية المزدهرة لاختبار السيارات الذاتية القيادة.
وتتضمّن مجموعة منتجات الشركة "أهدافاً مزيّفة" لاختبارات السيارات الذاتية القيادة (بدون سائق)، بما في ذلك الرُكاب و"فورد فييستا" Ford Fiestas المصنوعة من الرغوة. كما تُنتج روبوتات القيادة التي يمكن وضعها في السيارة وتمكينها من السيطرة على عجلة القيادة.
في البداية، صنعت الشركة 10 فقط من هذه المنتجات، معتقدة أنها ستكون كافية، لكن المبيعات بلغت 1000 في وقت سابق من هذا العام، لتشهد الشركة زيادة كبيرة في الطلب على مجموعة معدّات الاختبار الخاصة بها، وأصبحت الآن مزوّداً لأكبر 25 شركة تصنيع سيارات عالمية.
ويتوقع محلّلون نمواً نسبته 27% في الإيرادات و26% في الأرباح التشغيلية المعدّلة لعام 2019. ويلاحظ المحللون في "مركز كانتور للأبحاث" Cantor Research أن سعر سهم الشركة متداول بسعر أعلى للسوق الأوسع نطاقاً. فقد ارتفعت قيمة السهم منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بنسبة 92% إلى 22.25 جنيهاً إسترلينياً.
ومع انضمام فروع جديدة في ألمانيا والولايات المتحدة العام الماضي، تخطط الشركة للتوسع أكثر، ومن المتوقع لجهازها الجديد الخاص بمحاكاة القيادة أن يلعب دوراً كبيراً في استراتيجيتها التوسّعية.
"أُتينز"
تتطلع مجموعة "أُتينز" Autins الهندسية التي تصنع مواد لمنع تسرّب الحرارة والضوضاء في السيارات، إلى التنويع، بعد سنوات قليلة صاخبة شهدت نزيفاً لما يزيد عن 90% من قيمتها، نتيجة ارتباطها القوّي بصناعة السيارات البريطانية "جاكوار لاند روفر" Jaguar Land Rover.
بلغت قيمة الشركة نحو 40 مليون جنيه إسترليني عندما أُدرجت أسهمها في البورصة عام 2016، لكن اعتمادها المفرط على "جاغوار لاند روفر" JLR التي تمثل حوالى 60% من مبيعاتها، ألحقها بها أضراراً شديدة. فقد تعرّضت JLR لضغوط من الحملة ضد محرّكات الديزل ومن تراجع الطلب الصيني، ما أدى إلى خفض طلباتها من "أُتينز"، ما أجبر هذه الأخيرة على إصدار تحذيرين بشأن أرباحها على مدار العامين الماضيين.
هذا ما دفع بشركة تصنيع المواد العازلة، التي نشأت عام 1966، إلى بيع المطّاط من مرآب إلى شركة "لاند روفر"، من أجل تسريع خطط خفض اعتمادها على أكبر زبائنها.
لقد حصلت على الموافقات من مجموعة شركات صناعة السيارات الأوروبية، لاستخدام تكنولوجيا عزل خفيفة الوزن جديدة طوّرتها، والتي ستصبح ذات أهمية متزايدة مع تحوّل شركات صناعة السيارات إلى المركبات الكهربائية.
كما سعت الشركة إلى زيادة تركيزها على الأسواق غير الخاصة بالسيارات، والتي تعد ذات حجم أقل، لكنها تميل إلى الحصول على هوامشارباح أفضل، مثل الأرضيات والغُرَف العازلة للصوت. وتناهز قيمة سهمها 33.5 بنساً، بزيادة نحو 45% منذ بداية العام، وهو لا يزال أعلى بنحو 80% من سعر الاكتتاب العام عند إدراج سهمها في البورصة.
وفي حين أن اللامة التجارية الفاخرة "أستون مارتن" Aston Martin هي شركة صناعة السيارات الوحيدة المتبقية في بورصة لندن للأوراق المالية، إلا أن هناك عدداً من المورّدين الأصغر للمكوّنات والخدمات لا تزال أسهمهم مدرجة فيها هناك.
"ريكاردو"
أسّسها السير هاري ريكاردو Harry Ricardo عام 1915، وحققت الشركة التي تتخذ "وست ساسكس" مقراً، نجاحاً مبكراً في تطوير المحرّكات ذات انبعاثات الدخان المخفّضة إلى حد كبير، والتي استُخدمت في الدبّابات إبّان الحرب العالمية الأولى.
وبعد مسار من التنويع خلال السنوات الأخيرة، أصبحت "ريكاردو" اليوم شركة استشارية هندسية تعمل في قطاعات السيارات، رياضة السيارات، الدفاع، السكك الحديدية، الطاقة والبيئة. كما أنها متخصّصة في تصنيع المنتجات الفريدة، حيث تصنع نحو 5 آلاف محرّك سنوياً لسيارات "ماكلارين" McLaren الراقية، وأنظمة النقل لعلامة "بوغاتي" Bugatti التجارية الفخمة.
تتمتع هذه المجموعة بتاريخ طويل من اختبار محرّكات العاملة باحتراق الوقود، لكنها تتطلع الآن إلى السوق الكهربائية بخطط لبناء مجموعات بطاريات للسيارات الراقية.
ومع ذلك، عانت أسهمها في يوليو/ تموز الماضي، بعدما حذرت من أن الأرباح ستنخفض بسبب تراجع مستويات إنتاج محرّكات الديزل في المملكة المتحدة، ما قلّل من أعمال التصميم لشركات صناعة السيارات.
كما انخفضت أرباحها قبل اقتطاع الضريبة بمقدار العُشر إلى 10.3 ملايين جنيه إسترليني في النصف الأول من العام المُنتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بسبب ضربات تلقّتها من ارتفاع تكاليف إعادة التنظيم والتسريح من العمل في عملياتها المتعلقة بالسيارات، ورسوم التقاعد والمصروفات المتعلقة بعمليات الاستحواذ. لكن إيراداته زادت 4% إلى 188 مليون جنيه إسترليني.
ويتم تداول السهم بسعر يناهز 756 بنساً إسترلينياً، أي أعلى بنحو 20% حتى الآن منذ بداية عام 2019، لكنه لا يزال أقل من حيث كان قبل صدور التحذير المرتبط بالأرباح، فيما تبلغ قيمة "ريكاردو" السوقية (أي عدد الأسهم مضروباً بالسعر الحالي) 407 ملايين جنيه.
"أيه.بي دايناميكس"
أُسّست "أيه.بي دايناميكس" AB Dynamics عام 1982 كشركة استشارية لمحرّكات السيارات، وسرعان ما أثبتت مكانتها في أنظمة السيارات الآلية المزدهرة لاختبار السيارات الذاتية القيادة.
وتتضمّن مجموعة منتجات الشركة "أهدافاً مزيّفة" لاختبارات السيارات الذاتية القيادة (بدون سائق)، بما في ذلك الرُكاب و"فورد فييستا" Ford Fiestas المصنوعة من الرغوة. كما تُنتج روبوتات القيادة التي يمكن وضعها في السيارة وتمكينها من السيطرة على عجلة القيادة.
في البداية، صنعت الشركة 10 فقط من هذه المنتجات، معتقدة أنها ستكون كافية، لكن المبيعات بلغت 1000 في وقت سابق من هذا العام، لتشهد الشركة زيادة كبيرة في الطلب على مجموعة معدّات الاختبار الخاصة بها، وأصبحت الآن مزوّداً لأكبر 25 شركة تصنيع سيارات عالمية.
ويتوقع محلّلون نمواً نسبته 27% في الإيرادات و26% في الأرباح التشغيلية المعدّلة لعام 2019. ويلاحظ المحللون في "مركز كانتور للأبحاث" Cantor Research أن سعر سهم الشركة متداول بسعر أعلى للسوق الأوسع نطاقاً. فقد ارتفعت قيمة السهم منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بنسبة 92% إلى 22.25 جنيهاً إسترلينياً.
ومع انضمام فروع جديدة في ألمانيا والولايات المتحدة العام الماضي، تخطط الشركة للتوسع أكثر، ومن المتوقع لجهازها الجديد الخاص بمحاكاة القيادة أن يلعب دوراً كبيراً في استراتيجيتها التوسّعية.
"أُتينز"
تتطلع مجموعة "أُتينز" Autins الهندسية التي تصنع مواد لمنع تسرّب الحرارة والضوضاء في السيارات، إلى التنويع، بعد سنوات قليلة صاخبة شهدت نزيفاً لما يزيد عن 90% من قيمتها، نتيجة ارتباطها القوّي بصناعة السيارات البريطانية "جاكوار لاند روفر" Jaguar Land Rover.
بلغت قيمة الشركة نحو 40 مليون جنيه إسترليني عندما أُدرجت أسهمها في البورصة عام 2016، لكن اعتمادها المفرط على "جاغوار لاند روفر" JLR التي تمثل حوالى 60% من مبيعاتها، ألحقها بها أضراراً شديدة. فقد تعرّضت JLR لضغوط من الحملة ضد محرّكات الديزل ومن تراجع الطلب الصيني، ما أدى إلى خفض طلباتها من "أُتينز"، ما أجبر هذه الأخيرة على إصدار تحذيرين بشأن أرباحها على مدار العامين الماضيين.
هذا ما دفع بشركة تصنيع المواد العازلة، التي نشأت عام 1966، إلى بيع المطّاط من مرآب إلى شركة "لاند روفر"، من أجل تسريع خطط خفض اعتمادها على أكبر زبائنها.
لقد حصلت على الموافقات من مجموعة شركات صناعة السيارات الأوروبية، لاستخدام تكنولوجيا عزل خفيفة الوزن جديدة طوّرتها، والتي ستصبح ذات أهمية متزايدة مع تحوّل شركات صناعة السيارات إلى المركبات الكهربائية.
كما سعت الشركة إلى زيادة تركيزها على الأسواق غير الخاصة بالسيارات، والتي تعد ذات حجم أقل، لكنها تميل إلى الحصول على هوامشارباح أفضل، مثل الأرضيات والغُرَف العازلة للصوت. وتناهز قيمة سهمها 33.5 بنساً، بزيادة نحو 45% منذ بداية العام، وهو لا يزال أعلى بنحو 80% من سعر الاكتتاب العام عند إدراج سهمها في البورصة.