الروبل الروسي ينتظر نتائج اجتماع "أوبك+"

03 مارس 2020
استهلت العملة الروسية تعاملات هذا الأسبوع بتحسن طفيف(Getty)
+ الخط -
بعد أسبوع من الذعر بالأسواق الروسية، وتجاوز الدولار حاجز الـ67 روبلاً، لأول مرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، استهلت العملة الروسية تعاملات هذا الأسبوع بتحسن طفيف، مستقرة عند مستوى دون الـ66.5 روبلاً للدولار الواحد، في تعاملات بورصة موسكو، صباح اليوم الثلاثاء.

وجاء تعافي الروبل والأسواق الروسية، وسط ترقب المستثمرين اجتماع الدول المنتجة للنفط داخل "أوبك" وخارجها "أوبك+" المقرر عقده في فيينا، يومي الخميس والجمعة المقبلين، لمناقشة كيفية مواجهة تراجع الطلب العالمي على النفط، على خلفية تمدد فيروس كورونا الجديد حول العالم.

واستبق نائب رئيس أكبر شركة نفط روسية خاصة "لوك أويل" ليونيد فيدون، اجتماعات "أوبك+" بتوقعات متفائلة، بأن يسفر اللقاء عن إبعاد الفوائض من الأسواق، لتعود الأسعار إلى مستوى 60 دولاراً فأكثر للبرميل، بحلول منتصف مارس/ آذار الجاري.
ورجح فيدون أن تتراوح الزيادة الإضافية لخفض الإنتاج بعد الاجتماع، بين 600 ألف ومليون برميل يومياً؛ ستكون الحصة الكبرى منها من نصيب السعودية، بالإضافة إلى ما بين 200 و300 ألف برميل يومياً من نصيب روسيا.

وفي هذا الإطار، تشير نائبة رئيس مركز "ألباري" للتحليل والمعلومات ناتاليا ميلتشاكوفا، إلى أنّ الاقتصاد الروسي والروبل لم يتأثرا سلباً بكورونا الجديد في حد ذاته، بقدر التأثير السلبي للأنباء الناتجة عنه والتوقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 1 % في الربع الأول من العام، وما يترتب عليه من تراجع الطلب على النفط، معتبرة أنّ اجتماع "أوبك+" يشكل "بادرة أمل للنفط والروبل".

وتقول ميلتشاكوفا، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "تمدد كورونا يؤدي إلى تراجع حركة السياحة العالمية والنقل الجوي، مما يؤثر بدوره سلباً على الطلب على النفط ومنتجاته، متسبباً في خسائر كبيرة للاقتصاد الروسي والعملة النفطية الروبل. فقد تراجع الطلب على النفط كثيراً في الربع الأول من العام، وليس من المؤكد أنه سيتعافى سريعاً في الربع الثاني".


وحول توقعاتها لأداء الروبل في حال استمر انتشار كورونا، تضيف: "لن يتوقف تهاوي الروبل إلا بعد ورود أنباء إيجابية هامة مثل مزيد من خفض إنتاج النفط، وإلا يستطيع المضاربون الدفع بالروبل إلى الانخفاض إلى ما لا نهاية، ولكنني آمل ألا يصل الدولار إلى عتبة الـ70 روبلاً، خصوصاً وأنّ النفط لا يزال عند مستوى 50 دولاراً للبرميل".

ومع ذلك، ترى ميلتشاكوفا أنّ اجتماع "أوبك+" يشكل بادرة أمل للنفط والروبل، وأنّ الحديث عن دخول الاقتصاد العالمي مرحلة الكساد "سابق لأوانه". وحول رؤيتها لنتائج الاجتماع، تتوقع أنه "بأدنى تقدير، سيتم تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى منتصف العام الحالي، أو ربما حتى نهايته. أما موقف الدول المنتجة من الاقتراح السعودي، بشأن خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل إضافية، فلم يتضح بعد، ولكن أي تراجع للعرض يساعد في تعافي الأسواق".

وحتى الأيام الأخيرة، أبدت روسيا تحفظاً حيال مزيد من خفض الإنتاج، إلا أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقد، الأحد الماضي، اجتماعاً عاجلاً مع مسؤولي الحقائب الاقتصادية بالحكومة الروسية ورؤساء كبريات شركات النفط الروسية، تمهيداً لمحادثات فيينا.

وأقرّ بوتين، خلال الاجتماع، بأنّ أسواق الخام العالمية عاشت أسوأ أسبوع لها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008؛ نتيجة للتأثير السلبي لفيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، داعياً إلى تحديد الخطوات اللاحقة لتحقيق التوازن بالسوق العالمية للهيدروكربونات، ومعتبراً في الوقت نفسه أنّ المستوى الحالي للأسعار "لا يزال مقبولاً" في ظل الاحتياطات المالية التي تملكها روسيا.

ولما كانت الميزانية الروسية لعام 2020 تعتمد سعر النفط 42.4 دولارا للبرميل، فإنّ
أسعار النفط الحالية تسمح بإيداعها الفارق في الاحتياطات الدولية الروسية، والبالغة حالياً نحو 563 مليار دولار، وفق الأرقام الواردة بموقع المصرف المركزي الروسي.

المساهمون