توقف إنتاج الفوسفات يهدد موسم الزراعات في تونس

23 فبراير 2018
إنتاج الفوسفات ينتظر إعادة التنشيط (فرانس برس)
+ الخط -

يخشى مزارعو تونس من أن ينعكس توقف إنتاج الفوسفات في مدن الحوض المنجمي بسبب الاحتجاجات، على تزويد السوق المحلية التي تعرف ارتفاعاً في الطلب على هذه المادة بداية فصل الربيع.

ويتوقع المزارعون أن يستغل المحتكرون الظرف لتحويل جزء من المواد الكيميائية الزراعية نحو السوق السوداء والزيادة في الأسعار، على الرغم من تطمينات مسؤولي المجمع الكيميائي (المؤسسة التي تتولّى تحويل منتجات الفوسفات) بتوفير الكميات اللازمة لسداد حاجيات السوق المحلية.

ومنذ أكثر من 4 أسابيع يستمرّ توقف إنتاج الفوسفات في تونس، بسبب احتجاجات، "ما تسبب في وقف كل المغاسل ووحدات التحويل بالمجمع الكيميائي بعد انتهاء المخزونات المعدة للتحويل"، بحسب ما أفاد مراد السليمي المكلف الاتصال بـ"شركة فوسفات قفصة"، لـ"العربي الجديد".

وقال عضو المكتب التنفيذي لمنظمة المزارعين شكري الرزقي إن مخاوف المزارعين من اضطراب التزويد بمادتي "الفوسفات" و"الأمنونيتر" في محلها، مشيراً إلى أن الفلاحين في الظروف العادية واجهوا صعوبات في التزود بسبب عدم توفير الكميات اللازمة للسوق المحلية، ما دفعهم إلى اعتماد التقشف في الكميات التي يفترض بذرها.





وأضاف الرزقي لـ"العربي الجديد" أن الهكتار الواحد من الأرض الزراعية يحتاج إلى نحو 400 كلغ من الفوسفات، غير أن عدم توفر هذه المواد بالقدر الكافي يدفع الفلاحين إلى استعمال نصف الكميات، متوقعاً أن تنشط السوق السوداء في الأيام المقبلة بعد توقف الإنتاج وعدم إعلان الحكومة عن خطتها لتزويد السوق المحلية، مستبعداً اللجوء إلى التوريد.

وقال عضو منظمة المزارعين "إنه من المؤلم أن تتحول تونس من أكبر المنتجين العالميين للفوسفات إلى بلد مورد بسبب الاحتجاجات ووقف الإنتاج وعجز السلطة عن إيجاد الحلول لإقناع المعتصمين بفك اعتصامهم".

ويوفر المجمع الكيميائي أكثر من 4 مواد أساسية للإنتاج الزراعي، فيما يتولّى توريد بقية المواد بحسب الكميات التي يحتاجها القطاع، ويمثل تسميد الأراضي نهاية فبراير/ شباط الجاري وبداية مارس/ آذار المقبل محدّداً أساسياً لنجاح موسم الزراعات الكبرى الذي يبدو مبشراً بعد تهاطل كميات مهمة من الأمطار في فترة يصفها المزارعون بالمفصلية.

المساهمون