وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة، إنّ عشرات الصهاريج المحملة بالنفط الخام عبرت، أمس الاثنين، مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة "قسد" قادمة من الحسكة، نحو مناطق "درع الفرات" ولا سيما مدينتي جرابلس والباب، شمالي، حلب الواقعتين تحت سلطة "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.
وكانت عملية توريد النفط نحو المناطق التي يسيطر عليها "الجيش الوطني" من مناطق "الإدارة الذاتية" الخاضعة لسلطة "قسد"، قد توقفت من الناحية الرسمية، إلا أنها استمرت بشكل أقل من الناحية العملية، وذلك بعد شن الجيش التركي عملية "نبع السلام" بالتحالف مع "الجيش الوطني"، في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، بعد أن كانت "قسد" تبيع حوالي 100 برميلٍ يومياً إلى مناطق النفوذ التي تقع شمال حلب.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية البيع والتوريد لم تتوقف عملياً خلال تلك الفترة، إلا أنها تقلصت أو باتت تأخذ منحى غير دوري ولا رسمي، ما جعل خروج عدد كبير من الصهاريج باتجاه منطقة درع الفرات أمراً غير اعتيادي، أو استئنافاً للتوريد".
وأشار مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إلى أنّ هذه الصهاريج عادة ما تخرج من داخل مصافي أو ما تسمى "الحراقات" غير النظامية في مناطق الجوادية واليعربية في ريف الحسكة، وتتجمع في نقطة انطلاق غربي مدينة القامشلي، تمهيداً لتوجهها نحو مدينة منبج، شرقي حلب، حيث أحد مركز بيع النفط في إطار السوق السوداء، وتحديداً القادم من مناطق "قسد"، ومن هناك يتم بيعها إلى مناطق جرابلس وعفرين وغيرها، ومنها ما يصل إلى إدلب وريفها.
وغالباً ما تمر هذه الصهاريج عبر طرقات أو معابر محددة، ولا سيما معبر الددات، شمالي مدينة منبج، باتجاه ريف حلب الشمالي.
وأوضحت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ ملف النفط تحديداً داخل "قسد" بيد القيادات التي تعود مرجعيتها إلى جبال قنديل في العراق، والشخص الممسك بهذا الملف يدعى علي شير، فيما تعتمد "قسد" على وسطاء محليين لعمليات التداول والبيع سواء مع مناطق النظام أو المعارضة، وأبرزهم شخص يدعى فؤاد أبو دلو.