في رد فعل رسمي غير مباشر على الفيديوهات التي نشرها الفنان ورجل الأعمال المصري محمد علي، حول عدم حصول شركة المقاولات التي يمتلكها على مستحقاتها من الجيش في مصر عن المشروعات التي قامت بتنفيذها، وجّه رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، بصرف مستحقات المقاولين المسؤولين عن أعمال الإنشاءات في أحد المستشفيات أولاً بأول، لتكثيف العمل في الموقع، والالتزام بالانتهاء منه في المواعيد المحددة، ضمن المشروع القومي للمستشفيات النموذجية.
وتتكلف أعمال الإنشاءات في المستشفى، التي تفقّد مدبولي سير العمل فيها وعدداً من المشروعات، برفقة وزير النقل الحالي ورئيس الهيئة الهندسية التابعة للجيش سابقاً الفريق كامل الوزير، نحو 247 مليون جنيه (15 مليون دولار تقريباً)، إذ بلغت نسبة تنفيذ الأعمال 88%.
وكان الفنان والمقاول المصري محمد علي قد نشر عدداً من الفيديوهات على حسابه الشخصي اتهم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات من الجيش بعدم صرف مستحقات شركته "أملاك" عن مشروعات نفذتها للجيش قدرها بمئات الملايين من الجنيهات.
وفي آخر فيديوهاته المنشورة، قال علي إنه تم تكليف شركته بإقامة المسرح الخاص باحتفال افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة الذي تكلف من 50 إلى 60 مليون جنيه من دون أن يستفيد الشعب شيئاً من هذا الحفل الذي عمل فيه الآلاف من الأشخاص والجنود.
كذلك أضاف أنه تلقّى اتصالاً من اللواء خالد عرابي مدير إدارة المشروعات بالقوات المسلحة لتحضير مدخل مقبرة والدة السيسي ليقوم بدفنها بعد حفل افتتاح قناة السويس عام 2015، وهي العملية التي تكلفت أكثر من مليوني جنيه من دون أن يحصل على ما يقرب من نصف هذا المبلغ، وفقاً لأقواله في الفيديو المنشور.
وكان صاحب شركة "أملاك" للمقاولات قد كشف، في فيديوهات سابقة، عن تنفيذ شركته 12 قصراً للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومعاونيه، واحد منها في منطقة الحلمية بالقاهرة حين كان وزيراً للدفاع، و6 قصور متصلة بأنفاق تحت الأرض بقطاع "الهايكستب" العسكري، عقب توليه حكم البلاد في عام 2014، علاوة على 5 قصور بمنطقة الغولف في ضاحية التجمع الخامس في مجمع يحمل اسم "الكيان"، والتي يسكن أحدها حالياً بشكل غير مُعلن.
كذلك كشف الفنان ورجل الأعمال عن عدم سداد الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ما يتجاوز 220 مليون جنيه مستحقات لشركته، على خلفية تكليفها بتنفيذ فندق "7 نجوم" في ضاحية التجمع الخامس بشرق القاهرة، واستراحة رئاسية في منطقة المعمورة بالإسكندرية.
واتهم الفنان نفسه وزير النقل الحالي، الرئيس السابق للهيئة الهندسية للجيش، اللواء كامل الوزير، ومدير إدارة المشروعات بالهيئة، واللواء عصام الخولي، علاوة على اللواء محمد البحيري، والعميد ياسر حمزة، والمقدم محمد طلعت، بالنصب على شركته التي أسند إليها تنفيذ أحد الفنادق التابعة للاستخبارات الحربية في منطقة الشويفات بالقاهرة الجديدة.
ومحمد علي، يمكن اعتباره من رجال الأعمال الذين حظوا بالقرب من الدولة والجيش ونظام السيسي قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 وبعدها.
وبعد انقلاب يوليو/ تموز 2013، وتزايد ولع السيسي بإقامة المشاريع، بلغ حجم أعمال شركة "أملاك" ذروته، من المساهمة في نخبة من المشاريع التي يعطيها النظام أهمية كبيرة، وحتى إقامة الحفلات الكبرى، مثل حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، الذي قال محمد علي إنه خسر فيه حوالي خمسة أو ستة ملايين جنيه، تحولت إلى ديون مؤجلة لصالحه.