ووصل سعر صرف الدولار الأميركي في السوق الموازية إلى 1600 ليرة، لتخسر العملة السورية نحو 18% من قيمتها في أسبوع واحد، ويستمر سقوطها المتواصل منذ بداية العام الجاري، 2020.
ويتسع الفارق بشكل حاد بين سعر الصرف في السوقين الرسمية والموازية، إذ يحدد المصرف المركزي سعر الدولار بنحو 438 ليرة، بينما يبلغ سعر الحوالات المصرفية ودولار التصدير 700 ليرة.
وخسرت الليرة نحو 75% من قيمتها، منذ بداية العام الجاري، في السوق الموازية، حيث كان سعر العملة الأميركية يدور في نطاق 915 ليرة، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، بينما لم تتجاوز 50 ليرة في 2011.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إن "الأسواق تعيش حالة فوضى هي الأكثر حدة منذ اندلاع الثورة عام 2011، رغم التشديد الأمني في دمشق".
وأضافت المصادر أن "الصراع داخل العائلة الحاكمة زاد المخاوف بالأسواق من ملاحقة رجال أعمال آخرين، خاصة بعدما أرجع النظام ما جرى مع رامي مخلوف إلى عمليات ملاحقة للفاسدين".
ويوم الأحد الماضي، نشر مخلوف تعليقاً على حسابه في موقع التنواصل الاجتماعي "فيسبوك"، توجه فيه "لله فقط، بعد أن شكا للعباد في تسجيلين مصورين فلم يعنه أحد"، بحسب قوله، ما يفيد باستمرار أزمته مع النظام.
وجاء المنشور بعد تسجيلين توجّه بهما إلى بشار الأسد، وطالب فيهما بتدخله في قضية الديون المستحقة على شركاته لمؤسسات الاتصال والبريد الحكومية السورية، بينما ينفي مخلوف وجودها.
وقال الخبير الاقتصادي السوري حسين جميل، إنّ "للأسباب السياسية وخلاف الأسد مخلوف دوراً مهماً في تهاوي سعر الليرة، ولكن يجب ألا ننسى الأسباب الاقتصادية والسياسية الأخرى".
وأضاف جميل، لـ"العربي الجديد"، أنّ "لأزمة لبنان التي كانت أسواقها مورداً مهماً للدولار في سورية دوراً أيضاً، خاصة أن هناك تزايداً في الطلب على العملة الأميركية".
وفي الأثناء، زاد الإقبال على الذهب في سورية، إذ وصل سعر عيار 21 قيراطاً إلى 67 ألف ليرة للغرام، كما تخطى سعر الليرة الذهبية حاجز النصف مليون ليرة لأول مرة في تاريخها منذ إطلاقها في السوق عام 2014.
وأوضح جميل أنّ "الذهب أضحى ملاذاً آمناً لمن لديهم مدخرات مالية، لا سيما في ظل المخاوف من وقوع أحداث غير متوقعة خلال الفترة المقبلة"، متوقعاً استمرار تهاوي سعر الليرة، لأن جميع ضوابط ومحددات قوة النقد مفقودة الآن في البلد الذي تمزقه الحرب.