شح في السجائر بمصر وتجار لا يبيعون إلا لزبائنهم

07 يونيو 2020
ارتفاع كبير في أسعار الأصناف الشعبية (Getty)
+ الخط -


تعاني سوق السجائر المحلية في مصر حالياً من نقص ملحوظ في المعروض، وإن كان المنتج المحلي الوحيد للسجائر، الشركة الشرقية للدخان، يؤكد أنه لا مشاكل في الإنتاج ويعزو الأزمة إلى ازدياد الطلب على منتجاته.

ويقول مدخنون حاورتهم "رويترز" في 13 محافظة بمصر، إن النقص يتركز في الأصناف "الشعبية" الرخيصة التي يقبل عليها المصريون بدرجة أكبر.

وعزا إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، النقص إلى "جشع التجار... غالبية التجار قاموا بتخزين السجائر اعتقادا أن الحكومة سترفع أسعارها في يوليو (تموز) القادم".

وعادة ما يعزو المسؤولون أزمات العرض والطلب إلى "جشع التجار". ويبلغ السعر الرسمي لأشهر صنفين من السجائر المحلية، "كليوباترا بوكس" و"كليوباترا سوبر"، 17 و18 جنيها (نحو دولار أميركي) للعلبة. والفرق بين المنتجين في نوع التغليف.

وفي الإسكندرية (شمال مصر)، يقول رمضان الدمراني، حارس عقار، إنه يتنقل من بائع لآخر بحثا عن السجائر وفي النهاية يشتري علبة بسعر 22 جنيهاً، رغم أن سعرها من قبل كان 18.5 جنيها للعلبة.

وقال مسؤول في مديرية التموين بالإسكندرية لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "تلقينا عددا من الشكاوى خلال الأيام الماضية بارتفاع الأسعار المحلية وبفحص الشكاوى وجدنا أن عددا من الموزعين قاموا برفع الأسعار وحررنا محاضر لهم بذلك".

وفي الإسماعيلية (شرق)، قال مسؤول بمديرية التموين طالبا عدم نشر اسمه، "كميات السجائر المحلية بالمحافظة انخفضت بين 30 و40 في المائة، بسبب أزمة كورونا وخفض عدد الورديات بالمصانع، بجانب جشع بعض التجار وهو ما واجهناه بتحرير محاضر لهم".

وتطبق مصر إجراءات منذ مارس/ آذار لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد شملت حظر تجول ليلياً وغلقاً مبكراً للعديد من المتاجر.

يقول خالد عامر، موزع سجائر في محافظة كفر الشيخ (شمال) إن "سيارات الشركة الشرقية للدخان لم تطرح عقب إجازة العيد سوى كميات قليلة، متعللين بتقليل فترات العمل في مصانع الشركة وقلة الإنتاج بسبب كورونا خاصة في الفترة الأخيرة".

لكن مرسي أبو عامر مسؤول الإعلام في الشرقية للدخان، التي تحتكر إنتاج السجائر في مصر، قال "لا توجد أي مشاكل إنتاج بالشركة والمواد الخام متوفرة"، مضيفا "الطلب متزايد على منتجات الشركة وهو ما تمت ملاحظته خلال الفترة السابقة... نقوم بتوريد المنتجات في كافة الأسواق يوميا لسد احتياجات المستهلكين".

لكن تمكن ملاحظة النقص في منافذ التوزيع بشتى محافظات مصر، وعند توافر السجائر فإن أسعارها تتراوح بين 22 و25 جنيها للعلبة مقارنة مع السعر الرسمي البالغ 17-18 جنيها.

وقال مسؤول أمني في كفر الشيخ "قمنا بحملات على الأسواق، بعد أن علمنا برفع أسعار السجائر المحلية وتم تحرير 25 محضراً ومصادرة 18 ألف سيجارة على الأقل". بينما يستهلك المصريون نحو 85 مليار سيجارة سنوياً، وفقا لإمبابي رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات.

وفي المنيا بصعيد مصر (جنوب)، قال المزارع فوزي إبراهيم (52 عاما) إن اختفاء السجائر المحلية أجبره على الامتناع عن التدخين بعد أن فشل في ذلك خلال السنوات الماضية، خاصة أن دخله المحدود لا يساعده على شراء سجائر مستوردة.

ويقول سالم خالد، بائع سجائر بكفر الشيخ، إن المعروض من السجائر انخفض بشدة في السوق "وبصراحة أنا لا أبيع إلا لزبوني فقط".

وتبلغ الحصة السوقية للشرقية للدخان نحو 70 في المائة، مقابل نحو 30 في المائة للشركات الأجنبية. وقال أبو عامر المتحدث باسم الشرقية للدخان عند سؤاله عن بيع السجائر المحلية بأسعار أعلى من الأسعار المحلية إن "الشركة ملتزمة بتوريد منتجاتها طبقا لآخر الأسعار الصادرة والمحددة بالقانون الأخير الصادر من وزارة المالية".

وأضاف :"لدينا رؤية واستراتيجية على المدى الطويل لمواجهة مثل هذه الأزمات... لدينا مخزون من المواد الخام وأهمها التبغ يكفي ما يقرب من عام كمخزون استراتيجي لإتمام عمليات التصنيع".

وتعاني الأسواق في مصر عموماً من مشاكل مزمنة من جراء ضعف الانضباط والرقابة. وتساءل سعد ربيع وهو عامل لحام في كفر الشيخ "علبة السجائر التي بسعر 17 جنيها النهاردة التجار يبيعوها بسعر 25 جنيها. أين المحافظ والرقابة التموينية يرحمونا من جشع التجار! إحنا في ظروف صعبة، مش ناقصة!".

(رويترز)

المساهمون