من غزة إلى الولايات المتحدة.... مصانع تغير نشاطها جزئياً لمواجهة كورونا

01 ابريل 2020
شركات من كل القطاعات دخلت مضمار مواجهة كورونا (Getty)
+ الخط -
غيرت شركات ومصانع نشاطها جزئيا أو كليا ليس بسبب الخسارة أو نتيجة توجه جديد، ولكن للقيام بدور في مواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا. هذا التوجّه لم يقتصر على شركات الملابس مثلا، القريبة من مجال صناعة الكمامات، بل امتد أحيانا لشركات ضخمة لصناعة السيارات التي اتجهت لصناعة أجهزة تنفس، كما لم يقتصر على دول ومناطق صغيرة أو فقيرة ربما تواجه عجزا في الوفاء بمتطلبات مواجهة تفشي الفيروس، بل امتد لدول كبرى مثل الولايات المتحدة.
أيضاً، فإن توجه الشركات غير المتخصصة إلى إنتاج مستلزمات طبية جاء إما بدافع منها للمشاركة في جهود التصدي لمكافحة الوباء والاستفادة من شدة الطلب على هذه المستلزمات أو احيانا استجابة لطلب من السلطات المختصة.
وقد لجأ قادة العالم إلى المجموعات الصناعية التي لديها الدراية اللازمة والقدرة على مساعدة المستشفيات، حيث غرّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر" معطيا "الضوء الأخضر" لشركات "فورد" و"جنرال موتورز" و"تيسلا" للمساعدة في تعزيز إنتاج أجهزة التنفس الاصطناعي.


من الملابس للكمامات في غزة
وراء ماكينات خياطة في مصنع في قطاع غزة، ينشغل عدد من الرجال في مصنع "كوين تكس" بحياكة ملابس طبية وكمامات لاستخدامها في مواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد، وحتى الأمس القريب، كان هذا المصنع متخصصا بحياكة القمصان وسراويل الجينز.
تتكدس على الطاولات وعلى الأرض أقنعة زرقاء وملابس طبية زرقاء. ويقول مدير المصنع حسن علوان، لوكالة "فرانس برس"، إنه "بسبب صعوبة استيراد البزات الطبية من الصين، قررنا صناعتها في مصانعنا في غزة، وذلك بناء على طلب مؤسسات دولية تعمل في القطاع. سننتجها خصيصا لها".

ويضيف "تتوفر لدى المصنع أقمشة تكفي لإنتاج ألف بزة وفق المواصفات العالمية، ويعمل المصنع لتوفير كميات للسوق المحلي".

ويأمل علوان بالسماح له بتصدير إنتاجه لدولة الاحتلال والعالم إذا سمحت سلطات الاحتلال، التي تحاصر القطاع منذ عام 2007، بوصول مزيد من الأقمشة إلى المصنع.

كذلك بدأ مصنع "حسنكو" في شمال قطاع غزة، هذا الأسبوع، بصناعة الكمامات الطبية، بعدما طلبت شركات إسرائيلية منه صناعتها، على أن تشتريها منه.
ويقول مدير المصنع حسن شحاتة، لـ"فرانس برس"، إن "شركات إسرائيلية أرسلت لنا القماش لإنتاج كمامات طبية لها. هم يحتاجون لملايين الكمامات... في الوقت الحالي طلبوا منا إنتاج ثلاثة ملايين كمامة"، مضيفا أنه يتوقع أن "نرسل لهم أول دفعة الخميس".

فورد وجنرال موتورز ينتجان أجهزة تنفس صناعي

وفي الجانب الآخر من العالم، قالت شركة فورد موتور، أول من أمس الاثنين، إنها ستنتج 50 ألف جهاز تنفس صناعي خلال المائة يوم المقبلة في مصنع في ميشيغان، بالتعاون مع وحدة الرعاية الصحية في شركة جنرال إلكتريك، ويمكنها بعد ذلك صنع 30 ألف جهاز شهريا حسب الحاجة لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا.
وقالت فورد، وفقا لوكالة "رويترز"، إن التصميم المبسط لجهاز التنفس الصناعي يمكن أن يفي باحتياجات معظم مرضى كوفيد-19 ويعتمد على ضغط الهواء دون الحاجة لكهرباء.


وطالب المسؤولون في ولايات تضررت بشدة من فيروس كورونا إدارة الرئيس دونالد ترامب وشركات التصنيع بالتعجيل بإنتاج أجهزة التنفس الصناعي للتكيف مع زيادة في عدد المرضي الذين يحتاجون للتنفس الصناعي.

وقال ترامب، يوم الجمعة الماضي، إنه سيستخدم سلطات بموجب قانون الإنتاج الدفاعي ليأمر شركات التصنيع، بما في ذلك فورد وجنرال موتورز، بإنتاج أجهزة تنفس صناعي.

وقالت جنرال موتورز، يوم الأحد، إنها تعتزم إنتاج ما يصل إلى عشرة آلاف جهاز تنفس صناعي شهريا بحلول هذا الصيف، في مصنع في كوكومو بولاية إنديانا.

شركة طائرات تركية تدخل المضمار
وفي تركيا، قال خلوق بيرقدار، الرئيس التنفيذي لشركة بايكار التركية التي تصنع الطائرات المسيرة، أمس الثلاثاء، إن مجموعة من شركات الدفاع والإلكترونيات التركية تسعى للعمل معا على إنتاج وتوريد خمسة آلاف من أجهزة التنفس الصناعي لوزارة الصحة في غضون شهرين.
وقال بيرقدار، وفقا لـ"رويترز"، إن الهدف في بادئ الأمر كان إنتاج ألف جهاز بحلول منتصف إبريل/ نيسان.

وتضم المجموعة بايكار وشركة أسلسان الدفاعية وشركة أرجيليك مصنعة الأجهزة المنزلية، وتعمل معا على تكثيف إنتاج جهاز تنفس صناعي موجود بالفعل من إنتاج شركة بيوسيس، وذلك لعلاج من يعانون من مضاعفات الإصابة بفيروس كوفيد-19.


مرسيدس تنضم لجهود المكافحة بتطوير جهاز تنفس

انضم فريق شركة مرسيدس الألمانية، حامل لقب الصانعين والسائقين في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، الى جهود مكافحة فيروس كورونا، وذلك من خلال تطوير جهاز تنفس لمساعدة المصابين بـ"كوفيد-19".
والتحق فريق مرسيدس بحملة "بروجيكت بيتلاين" في بريطانيا، من خلال تطوير جهاز تنفس تمت الموافقة على مواصفاته من قبل خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة "أن أيتش أس".


وأفادت جامعة كلية لندن ("يونيفرسيتي كولدج لندن")، وفقا لـ"فرانس برس"، بأن الهيئات التنظيمية في المملكة المتحدة وافقت على تكييفها لجهاز ضغط الهواء الإيجابي المستمر "سي بي أي بي" الذي يساعد المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس، في مشروع مشترك نفذته مع مهندسي مرسيدس.
وتم استخدام نسخة من هذا الجهاز الذي يزيد من تدفق الهواء والأكسيجين إلى الرئتين، في مستشفيات إيطاليا والصين لمساعدة مرضى "كوفيد-19" الذين يعانون من التهابات رئوية حادة.

وكشفت تقارير من إيطاليا أن حوالي 50 بالمائة من المرضى الذين استعانوا بهذا الجهاز لم يكونوا بحاجة الى أجهزة التنفس الميكانيكية التي يحتاج وضعها الى تخدير وأنبوب يتم إدخاله في القصبة الهوائية للمريض، بحسب "يونفيرسيتي كولدج لندن"، مضيفة في بيانها، الأحد الماضي، أن التجارب السريرية على 100 جهاز ستتم في مستشفى الجامعة.

بيجو ورينو تدخلان على خط المواجهة

وقالت مجموعة "بي أس إيه" الفرنسية التي تمتلك "بيجو" و"سيتروين"، لـ"فرانس برس"، إنها تبحث "بجدية كبرى في إمكان" الانضمام إلى الشركات التي تصنع تلك الأجهزة الطبية.
قد تكون الابتكارات مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد مفيدة أيضا، وقد وضعت شركة "أولتيمايكر" الهولندية مراكز الطباعة والخبراء والمصممين تحت تصرف المستشفيات. في شرق فرنسا، المتضرر بشدة جراء فيروس كورونا، يعمل مشغل في جامعة بلفور مونبليار على أساس التعاون المفتوح، على نموذج أولي لجهاز تنفس اصطناعي.

يقول مسؤولو رينو إن مهندسي السيارات يقدمون خبرتهم في استخدام المعدات المتقدمة مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد، كما أنهم يستفيدون من القدرات الصناعية الكبيرة، مثل تلك التي يمتلكها مركز شركة رينو للتكنولوجيا في غيانكور، والذي يعد أكبر مركز للبحث والتطوير في فرنسا.

وقال المهندس أوليفييه لاموت، مدير "معمل الأزمة": "في حال الأزمات، أي شيء يمكن أن يساعد". وأضاف "خلال الأيام القليلة الماضية، قال المتخصصون في أنحاء العالم إننا في حاجة إلى طباعة أجزاء لأجهزة التنفس الاصطناعي والأقنعة الواقية". وتابع "دورنا هو اختبارها والتأكد من أنها تعمل".


شانيل من الأزياء الراقية إلى الكمامات

قالت مجموعة شانيل للأزياء الراقية، الأحد الماضي، إنها ستبدأ بإنتاج كمامات لتساعد في تعزيز الإمدادات في فرنسا مع انتشار فيروس كورونا في أرجاء البلاد.
وتعكف المجموعة، وفقا لـ"رويترز"، على صناعة النماذج الأولية، وستبدأ في الإنتاج بمجرد الحصول على موافقة السلطات الفرنسية. وقالت شانيل، في بيان: "نحشد قوة العمل والشركاء اليوم... لإنتاج كمامات وقمصان واقية".
وسبق أن أعلنت علامتا الأزياء الشهيرتان "إيف سان لوران" و"بيلانسياغا"، يوم الثلاثاء قبل الماضي، عن استخدام ورشتيهما في تصنيع الأقنعة الطبية، وفق ما أعلنت شركتهما الأم "ذا كيرينغ غروب"، متعهدة أيضاً بشراء ثلاثة ملايين قناع للخدمة الصحية الفرنسية.
وفي إيطاليا، بدأت شركة "ميروليو" لصناعة الملابس الفاخرة، في منطقة بييمونتي الإيطالية، بإنتاج أقنعة قماشية للاستجابة للنقص في هذه السلعة في إيطاليا، وهي الدولة الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا الجديد في أوروبا. وفي السويد، أفادت شركة "إتش أند إم" بأنها ستصنّع أقنعة ومعدات ضرورية أخرى، وقالت الشركة الأمّ لعلامة الأزياء الإسبانية "زارا" إنها ستنتج ملابس وأقنعة للمستشفيات.

مصممة أزياء تونسية تتحول لصناعة الكمامات

قررت مصممة أزياء تونسية، بدافع من نقص الكمامات الواقية، أخذ استراحة من عالم الموضة، وبدأت، بدلا من ذلك، في إنتاج مئات الكمامات، التي تذهب يوميا إلى المستشفيات والصيدليات. وحولت خلود قاسمي المصنع الصغير الذي تنتج فيه تصاميم الأزياء إلى ورشة لإنتاج الكمامات القابلة لإعادة الاستخدام، معتمدة على قماش شديد التحمل يسمح بالتنفس من خلاله.


وروت لـ"رويترز" أنه "بسبب انتشار فيروس كورونا، أصبحت الأقنعة الواقية غير متوفرة في الصيدليات. فكرت لماذا لا أستعمل ورشتي في صناعة هذه الأقنعة. في الوقت نفسه أستعمل شهادتي في البيولوجيا (علم الأحياء)، لتوفير هذه الأقنعة في المستشفيات وفي الصيدليات". وقالت قاسمي إنها استفادت من شهادتها في علم الأحياء لصنع كمامات تفي بالمعايير الصحية.
دلالات
المساهمون