أميركا تتصدر قائمة الدول التي تزيد فيها فجوة الدخول...40 مليون فقير

07 يوليو 2018
حملة ضد الفقر في واشنطن (Getty)
+ الخط -



وسط تزايد فجوة الدخول وتوزيع الثروة في الولايات المتحدة الأميركية، تتزايد نسبة الفقراء سنوياً، خاصة في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي تتهمه مؤسسات حقوق الإنسان ومنظمات دولية، بأنه يعمل عنوة على إفقار الطبقة الوسطى عبر قانون الضرائب الذي أقره أخيراً.

وكشفت دراسة صدرت أخيراً عن منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي حول توزيع الثروة في 28 دولة، أن فجوة الدخول في الولايات المتحدة هي الأعلى بين الدول المتقدمة. وبيّنت أن نسبة 10% من السكان الأثرياء في أميركا يملكون نسبة 79% من الثروات في البلاد. 

وانتقدت الدراسة عدم المساواة في توزيع الثروة وتداعياتها على صعيد الاستتقرار السياسي والاقتصادي.

وجاءت في المرتبة الثانية هولندا، حيث تملك نسبة 10% من سكانها نسبة 68% من الثروة. 

وأشارت الدراسة التي جاءت في 20 صفحة، إلى أن الولايات المتحدة هي الأعلى من حيث عدم عدالة توزيع الثروة بين الدول الغربية. ولكن تزايد الفجوة في الدخول الأميركية وتوزيع الثروات لا يرجع فقط إلى عهد الرئيس دونالد ترامب، وإنما هو نتيجة لتراكم سياسات غير عادلة نفذتها الإدارات الأميركية المتعاقبة.

وكانت دراسة أجراها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد كشفت أن هنالك 40 مليون فقير في أميركا، وأن نصف هؤلاء يعيشون في فقر مدقع.

وقالت الدراسة التي أجراها مفوض الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان ومكافحة الفقر، فيليب الستون، إن سياسات الحكومة الأميركية تفيد الأثرياء وتزيد من الفقراء.


في هذا الصدد، يشير  تقرير "كابجيميني"، الصادر في سبتمبر/ أيلول الماضي حول الثروة العالمية، إلى أن  ثروة الأغنياء في أنحاء العالم نمت خلال عام 2016 بمعدلات فاجأت جميع التقديرات، إذ نمت بنسبة 8.2%، مقارنة بالتقديرات التي وضعت لنموها في المتوسط سنوياً بنسبة 6.1% بين أعوام 2015 و2025. ويفوق هذا المعدل في نمو ثروة الأغنياء أضعاف معدل النمو الاقتصادي في العديد من الدول الغنية في العالم، وحتى في اقتصادات ناشئة تقود العالم مثل الصين

وللمقارنة، فإن معدل النمو الاقتصادي في أوروبا يقدر بحوالى 2.0% خلال العام الجاري، وكان أقل من واحد في المائة في العام الماضي، كما أن معدل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية كان في حدود 3.0% خلال العام الماضي 2016، بينما تنمو ثروة الأغنياء بنسب تفوق 8.0% لأصحاب المليون دولار فأكثر، و9.0% لأصحاب 30 مليوناً فأكثر. 

ولكن من أين هبطت هذه الثروة خلال السنوات الماضية لترتفع من 32.8 تريليوناً في عام 2007 إلى 62 تريليون دولار في العام الماضي؟ 

 وتكمن الإجابة عن هذا السؤال في المتاجرة في أسواق المال، التي تعد  السبب الرئيسي في تضاعف هذه الثروة بهذا الحجم المخيف. فالأثرياء حصلوا على أموال مجانية خلال السنوات الماضية من البنوك المركزية وضخوها بشكل مباشر في شراء الأسهم الرخيصة وشراء العقارات في المدن الكبرى، ليس بغرض السكن وإنما بغرض التربّح. 
المساهمون