الخليج في "بؤرة الخطر" بسبب كورونا... غلق للحدود وهبوط جماعي للبورصات

24 فبراير 2020
الخسائر تطاول كافة البورصات (Getty)
+ الخط -

دخلت دول الخليج العربي إلى بؤرة الخطر، بعد أن زحف فيروس كورونا الجديد إلى بعضها، وتسبب في بدء مرحلة جديدة من إغلاق الحدود، ما يهدد حركة التجارة البينية، وينذر بارتفاع أسعار السلع حال اتساع أمد الإغلاق، بعد أن كانت الأضرار في الأيام الماضية مقتصرة على تداعيات تراجع أسعار النفط والغاز وهبوط الأسهم.

وأعلنت الكويت، الإثنين، عن أول إصابات بفيروس كورونا، لثلاثة أشخاص عائدين من إيران، بينهم سعودي. بينما سجّلت البحرين، للمرة الأولى، إصابة أحد مواطنيها، بينما كانت الإمارات من أولى الدول الخليجية التي سجلت إصابات بالفيروس.


وقال مسؤول في منطقة سفوان العراقية، لرويترز، إن العراق أغلق معبر سفوان الحدودي مع الكويت أمام حركة المسافرين والتجارة، وذلك بطلب من السلطات الكويتية. ولم يذكر المسؤول سببا لذلك الإجراء، لكنه يأتي وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وأعلنت شركة موانئ قطر، في وقت متأخر من مساء الأحد، عن بدء تطبيق فحص جميع السفن القادمة إلى ميناء حمد وميناء الرويس وميناء الدوحة، خاصة تلك القادمة من بلدان أعلنت عن تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا.


وأكدت الشركة تطبيق جميع الإجراءات الصحية على طاقم السفن، للكشف عن الفيروس، مضيفة أنها ستقوم (كإجراء احترازي) بتقليص دخول السفن القادمة إلى ميناء الرويس، حيث سيمنع دخولها من السعة العاشرة ليلاً إلى السابعة صباحاً، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا".


وأغرق لون الهبوط الأحمر شاشات البورصات الخليجية كافة، لتتكبد السوق السعودية أكبر الخسائر، وسط هلع في الأسواق من اتساع تداعيات فيروس كورونا، الذي دفع أسعار النفط إلى المزيد من الهبوط.

وهوى المؤشر العام للبورصة السعودية بنسبة 2.95 في المائة، ليغلق عند مستوى 8652.1 نقطة، حيث تراجعت أسهم 186 شركة، بينما لم تصعد سوى 8 شركات من إجمالي 199 شركة مدرجة في السوق.


وتراجع المؤشر العام لبورصة أبوظبي بنسبة 2.2 في المائة، كما هبط المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 0.79 في المائة. وانخفض المؤشر العام لبورصة الكويت بنسبة 1.6 في المائة.

وفي قطر، تراجع المؤشر العام بنسبة 1.3 في المائة. فيما انخفض مؤشر بورصة مسقط بنسبة 0.97 في المائة. وفي البحرين 0.5 في المائة.


ونزلت أسعار النفط ما يزيد عن 3 في المائة، في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف المستثمرين بشأن تراجع الطلب على الخام بشكل أكبر، بعد اتساع نطاق الدول المتضررة من كورونا، لتشمل بلداناً أوروبية وآسيوية بعد الصين.


وهبط خام برنت ليحوم حول 56 دولاراً للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي لتدور في نطاق 51 دولاراً للبرميل. وبينما كان منتجو النفط يأملون في تحسّن الوضع في الصين، جاءت تداعيات انتشار كورونا في إيطاليا وكوريا الجنوبية واليابان، لتلقي بظلال سلبية على أسعار النفط.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد قال، أمس الأحد، إن أكبر مستهلك في العالم للطاقة سيجري تعديلا على السياسة للمساهمة في تخفيف الضربة التي سيتلقاها الاقتصاد من تفشي الفيروس.


لكن بنك جولدمان ساكس العالمي قال في مذكرة، وفق رويترز، إن أسعار السلع الأولية قد تنخفض بشكل كبير، قبل أن تساهم جهود تحفيز صينية في وقت لاحق من العام الحالي.


وتتعرّض أسواق السلع الأولية لضغوط؛ إذ يؤدي نمو المخاوف من أن يتحول فيروس كورونا الشبيه بالإنفلونزا إلى وباء، إلى تصاعد القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

وقال جولدمان ساكس إنه بخلاف ضعف الطلب الناجم عن استمرار الاضطرابات في الصين وتراكم المخزونات، فإن تباطؤ الانتعاش الاقتصادي ربما يُضاف إلى خطر أن تتجاوز مخزونات النفط الطاقة الاستيعابية للتخزين، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار الخام.


ومطلع الأسبوع الجاري، ذكر معهد التمويل الدولي، أن تفشي كورونا قد يحد من الطلب على النفط في الصين وغيرها من الدول الآسيوية.
وقال غاربيس إراديان، كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد، إنه "قبل ظهور فيروس كورونا في الصين، كنا نفترض أن أسعار النفط ستبلغ في المتوسط 60 دولاراً هذا العام، مقارنة مع 64 دولاراً في العام الماضي، لكن من المرجح بشدة أننا سنراجع توقعاتنا عن العام بأكمله".
وتوقع بلوغ سعر النفط 58 أو 57 دولاراً للبرميل، حسب التطورات المتعلقة بالفيروس.

المساهمون