ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار، اليوم الجمعة، في وقت تكثّف دول "أوبك" وحلفاؤها المداولات حول اتفاق تمديد الإنتاج وإمكان تأجيل موعد عقد الاجتماع التنسيقي لـ"منظمة البلدان المصدّرة للبترول" إلى يوليو/ تموز المقبل بدلاً من الشهر الجاري.
فقد سجل سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت القياسي الأوروبي ارتفاعاً بنسبة فاقت 2%، اليوم الجمعة، ليرتفع بحلول الساعة 7:57 بتوقيت غرينتش، 1.35 دولار إلى 63.02 دولاراً، كما ارتفع الخام الأميركي الخفيف 1.1 دولار إلى 53.69 دولاراً، وذلك غداة إعلان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الخميس، أنه ونظيره السعودي خالد الفالح بحثا كيف يمكن للبلدين أن يحققا مزيدا من التوازن في أسواق النفط.
نوفاك قال بعد اللقاء يوم الخميس: "بحثنا الوضع في السوق واتفقنا على أن نتعاون أكثر بهدف تحقيق التوازن بالسوق".
وناقش الوزيران أيضا إرجاء الاجتماع القادم المقرر لـ"منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) إلى 4 يوليو/ تموز بدلا من موعده الحالي في 25 يونيو/ حزيران، بحسب ما قاله نوفاك، علماً أن روسيا ليست عضوا في "أوبك"، لكنها شاركت في اتفاقين لخفض الإنتاج خلال السنوات الثلاث الماضية.
واليوم الجمعة، قال الفالح إن أسواق النفط "تتأثر بعوامل خارجة عن سيطرتنا"، وإن القرار الذي سيتخذ في يوليو/ تموز المقبل، يمكن دائما تعديله في وقت لاحق من النصف الثاني من العام الجاري، ولفت إلى أن المملكة تنتج دون المستوى المستهدف بمقدار 0.7 مليون برميل يومياً، وأن من غير المقبول العودة إلى ما كانت عليه السوق عام 2015، على أن الأسعار عند 60 دولاراً للبرميل لا تمنح ثقة كافية للقطاع للاستثمار.
أما نوفاك فقال اليوم أيضاً، إن دولاً كثيرة مصدرة للنفط مستعدة لاجتماع "أوبك" بين 2 و4 يوليو/ تموز في فيينا، معتبراً أن "أوبك" حققت توازنا في السوق، وأن الحروب التجارية تعزز الضبابية بسوق النفط، كما أن الطلب العالمي ينمو أقل من مليون برميل يومياً بسبب الحروب التجارية.
ولفت نوفاك إلى أن "العوامل الأساسية لسوق النفط أصبحت أقل ارتباطا بسبب السياسة"، معتبراً أنه عقد اجتماعا جيدا مع وزير الطاقة السعودي، وقال إن نظرته إلى أسواق النفط مماثلة للفالح، وإنه مستعد لاتخاذ قرار مشترك مع السعودية.
وتحدث وزير النفط العراقي، ثامر الغضبان، اليوم الجمعة، عن أن من المرجح أن تمدّد "أوبك+" اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام الجاري، على أن تعيد تقييم الوضع في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
ولاحقاً، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أن الفالح قال الجمعة، إن دول "أوبك" لا تشك في الحاجة لتمديد اتفاق إنتاج النفط العالمي، لكن السؤال الوشيك هو موقف حلفاء "أوبك".
في غضون ذلك، أظهرت بيانات للتجارة الخارجية من مكتب تعداد الولايات المتحدة يوم الخميس، أن صادرات النفط الخام الأميركية ارتفعت إلى حوالي 2.8 مليون برميل يوميا في إبريل/ نيسان، من نحو 2.7 مليون برميل يوميا في مارس/ آذار.
وأشارت البيانات إلى أن كندا كانت أكبر مشتر للخام الأميركي واستوردت مستوى قياسيا بلغ 589 ألف برميل يوميا.
وكان المشترون الكبار الآخرون دولا آسيوية من بينها الهند التي اشترت 392 ألف برميل يوميا، وكوريا الجنوبية التي استوردت حوالي 356 ألف برميل يوميا في إبريل/ نيسان.
وقفزت صادرات الخام الأميركية منذ أن رفعت الولايات المتحدة حظرا عليها في 2015، لترتفع إلى مستوى قياسي عند حوالي 3 ملايين برميل يوميا في فبراير/ شباط هذا العام.
ودفعت طفرة في الإنتاج الصخري الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج للنفط في العالم، متجاوزة السعودية وروسيا.
وأظهرت البيانات أيضا أن الإمارات استوردت 99 ألف برميل يوميا من النفط الأميركي، وهو مستوى قياسي مرتفع، في إبريل/ نيسان.
وهوَت مشتريات الصين من الخام الأميركي من مستويات قياسية سجلتها في منتصف 2018، بسبب الحرب التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
وفي إبريل/ نيسان، اشترت الصين ما يزيد قليلا على 62 ألف برميل يوميا من النفط الأميركي، وهو ما يقل كثيرا عن المستوى القياسي البالغ 510 آلاف برميل يوميا المسجل في يونيو/ حزيران 2018، وفقا لرويترز.
وينشر مكتب التعداد بيانات التجارة الخارجية للنفط قبل أسابيع من البيانات الشهرية لإدارة معلومات الطاقة والتي تحظى بمتابعة وثيقة، علماً أن إدارة المعلومات، التي تستند أرقامها لتجارة الخام إلى بيانات مكتب التعداد، ستصدر نهاية الشهر الحالي.