صفقات تجارية بربع تريليون دولار بين أميركا والصين

09 نوفمبر 2017
ترامب يسعى لزيادة الصادرات الأميركية للصين (Getty)
+ الخط -

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ، اليوم الخميس، في بكين عن سلسلة من الاتفاقات التجارية بقيمة إجمالية قدرها 253.4 مليار دولار، ما يصب لصالح الرئيس الأميركي في سعيه لإعادة التوازن إلى المبادلات بين البلدين.

وشكل توقيع هذه المجموعة من الاتفاقات التي تشمل قطاعات متنوعة ما بين الطاقة والسيارات والطيران والصناعات الغذائية والإلكترونيات، نقطة محورية في لقاء عقده الرئيسان في اليوم الثاني من زيارة ترامب للصين. من ضمن المبلغ المعلن اتفاقات كشف عنها، أمس الأربعاء، بقيمة تقارب تسعة مليارات دولار.

وتدور بين أميركا والصين معارك تجارية من حين لآخر، وكان آخرها في نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ قالت الصين إنها "مستاءة جدا" من القرار الذي اتخذته أميركا بفرض رسوم لمكافحة الإغراق تتراوح بين 97 % و162% على رقائق الألومنيوم الصينية.

وحثت بكين واشنطن على تصحيح "أساليبها الخطأ". ومثل هذا القرار المبدئي يعد انتصارا لشركات تصنيع رقائق الألومنيوم الأميركية، والتي قدمت شكوى لوزارة التجارة الأميركية، متهمة المنتجين الصينيين بإغراق السوق الأميركية برقائق الألومنيوم، بأقل من التكلفة أو القيمة السوقية العادلة. 

وذكرت وزارة التجارة الأميركية آنذاك أن قيمة واردات الولايات المتحدة من رقائق الألومنيوم بلغت 389 مليون دولار عام 2016، وأضافت أنها ستصدر قرارها النهائي بشأن الرسوم في 23 فبراير/ شباط.

وبين حزمة الاتفاقات التي وقعها البلدان، اليوم الخميس، بروتوكولات اتفاق غير ملزمة، لكن المبالغ المذكورة هائلة ومن بين الشركات التي تستفيد منها كاتربيلار وجنرال إلكتريك وهانيويل وكوالكوم.

وأعرب ترامب عن ارتياحه قائلا "لدينا عجز تجاري هائل مع الصين، الأرقام مثيرة للصدمة". لكنه أضاف "أنا لا ألوم الصين على هذا الأمر. في النهاية، من يمكنه أن يلوم بلدا على استغلاله بلدا آخر لما فيه مصلحة مواطنيه؟" وتابع "أنا ألوم بالمقابل الإدارات السابقة التي سمحت لهذا العجز التجاري الخارج عن السيطرة بأن يحصل ويتعاظم"، مؤكدا أن بوسع القوتين بناء "مستقبل اقتصادي مشترك أكثر عدلا".

وفي وقت تسعى الصين لضمان إمداداتها من المحروقات، فإن أهم العقود التي أعلن عنها الخميس تتعلق بالطاقة.

وفي هذا السياق، أبرمت ثلاث هيئات رسمية صينية هي مجموعة "سينوبيك" النفطية الكبيرة و"الصندوق الاستثماري الصيني" و"بنك أوف تشاينا" اتفاقا لاستغلال حقول من الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا، ينص على استثمارات تصل إلى 43 مليار دولار.

وأعلن مكتب حاكم الولاية الأميركية أن هذا الاتفاق سيستحدث "ما يصل إلى 12 ألف وظيفة أميركية" ويخفض العجز التجاري الأميركي تجاه الصين بمقدار "10 مليارات دولار في السنة".

كما وقعت شركة "كوالكوم" الأميركية لأشباه الموصلات وهي من مزودي مجموعة آبل، بروتوكلات اتفاق مع ثلاث من كبرى شركات الهواتف الذكية الصينية تشياومي وأوبو وفيفو. وأفادت كوالكوم في بيان نقلته وزارة الخارجية الأميركية أنها قد تبيع هذه الشركات الثلاث أشباه موصلات "بحوالى 12 مليار دولار" خلال السنوات الثلاث المقبلة.

من جهته، سينشئ مصرف الأعمال "غولدمان ساكس" مع الصندوق الاستثماري الصيني "صندوق تعاون" يطمح إلى استثمار خمسة مليارات دولار في شركات أميركية تتعامل مع الصين، بهدف معلن هو "تحسين الميزان التجاري".

كما اتفقت شركة "داو دوبون" الأميركية الجديدة المنبثقة في نهاية آب/أغسطس عن الانصهار بين مجموعتي داو كيميكال ودوبون للمواد الكيميائية الزراعية، مع شركة "موبايك" الناشئة الصينية لتقاسم الدراجات الهوائية، من أجل تطوير مواد وقطع خفيفة الوزن للدراجات، ما يمكن أن يعزز صادرات البوليوريثان الأميركية.

وبحسب بيان نقله مصدر دبلوماسي، فإن شركة كاتربيلار الأميركية لمعدات الورش والبناء وقعت اتفاق تعاون استراتيجي لخمس سنوات مع شركة "تشاينا إينرجي" الصينية، شركة الطاقة الأولى في العالم التي ولدت هذا الصيف من الانصهار بين مجموعتين حكوميتين، من غير أن ترد أي تفاصيل مالية بشأن الاتفاق.

وستبيع شركة "بيل هيليكوبتر" خمسين مروحية بيل 505 إضافية لشركة "رينوود" الصينية، لتضاف إلى ستين وحدة سبق أن قدمت طلبية بشأنها في وقت سابق هذه السنة. أما مجموعة "هانيويل" الصناعية، فأعلنت أنها أبرمت اتفاقا مع شركة الطيران الصينية "سبرينغ إيرلاينز" لإمدادها بتجهيزات لأسطولها المقبل من طائرات إيرباص "إيه 320 نيو" بدون الكشف عن أي أرقام.

وفي مجال الصناعات الغذائية، التزمت مجموعة "جاي دي كوم" الصينية المتخصصة في البيع على الإنترنت بحسب بيان صادر عنها، بشراء منتجات من الولايات المتحدة بأكثر من ملياري دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، من بينها 1,2 مليار دولار من اللحوم من جمعية مربي المواشي في مونتانا ومن مجموعة "سميثفيلد فودز" الأميركية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون