أرض التنين والرعد... استعدوا للمغامرات في مملكة بوتان

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
30 يناير 2019
C3C746FF-7E09-4486-8E48-DE2D808910C4
+ الخط -
بين جبال الهملايا، وسلسلة جبال جانغخار بوينسوم، تبدأ رحلة المغامرات في مملكة السعادة. في جنوب قارة آسيا، وعلى الطرف الشرقي من جبال الهملايا، تقع "بوتان". مملكة تحظى بجغرافية مميزة، تحيطها الجبال الشاهقة، وتخترقها الأنهار والوديان كما تختزن في جعبتها ثقافات عريقة تعود لمئات السنين. وتلقب بأرض التنين والرعد، نظراً لصلابة شعبها وقوته.

تسمى ببلد الاقتصاد السعيد، فقد اعتمدت سياسة مبتكرة تقوم على أساس السعادة المحلية الإجمالية لزيادة النمو الاقتصادي، بدلا من اعتماد الناتج المحلي الإجمالي. ويقيس مؤشر السعادة، الحالة النفسية للسكان، الصحة البدنية، التعليم، التنوع الثقافي، ومستويات المعيشة.

وتقوم مبادئ هذه المملكة على الرضا، الحب والمشاركة بين مواطنيها. وبقيت لسنوات منغلقة أمام العالم الخارجي. وتفتح اليوم ذراعيها لاستقبال الزوار، وتعريفهم على نمط مغاير للسياحة.

الابتسامة عملتك

يستقبلك السكان بالابتسامة، وعليك رد الابتسامة بابتسامة مماثلة، ولذا تشعر خلال إقامتك باستقرار نفسي، وإيجابية عالية. وتتميز العاصمة تيمفو بهندستها المعمارية الفريدة فهي نموذج مصغر لمزيج من ثقافات جنوب آسيا.

الثقافة الهندية، النيبالية، والعادات بوتانيه أيضاً حاضرة في كل التفاصيل، المنازل متشابهة، الألوان، الشكل الهندسي، والمواد المستخدمة كالأخشاب، تثير إعجاب السياح.



عند الدخول إلى العاصمة، لا بد من المرور ببوابات ضخمة، ولذا يطلق على العاصمة لقب مدينة الأبواب. في العاصمة، تتنوع الأماكن السياحية، أبرزها قصر السعادة، أو القصر الملكي، يتميز بهندسته المعمارية الضخمة، كذا، يعتبر النصب التذكاري الوطني تشورتن، من المعالم السياحية، ويتميز بأبراجه الذهبية.

من الأماكن السياحية الأخرى، قلعة تراشي شوهيه دززونغ التي أعيد ترميمها عام 1960. وتضم القلعة، مكاتب الملك والسلطات الدينية، كما تحتوي العاصمة على العديد من الأديرة، والمراكز الدينية.

السفر في الطبيعة

تُميز الطبيعة الخلابة مملكة بوتان. وقد ساعد انغلاق البلاد لسنوات أمام العالم الخارجي في المحافظة على طبيعتها البكر. غابات كثيفة، وأشجار البامبو الضخمة تحيط بالسائح خلال رحلته. وتتجلى أجمل مظاهر الطبيعة في الريف، خاصة في قرية وانج دو. تبعد نحو 70 كلم عن العاصمة.

تتسم الطريق المؤدية إليها بالهدوء. ولا يخترقها سوى صوت قرع طبول الأديرة. تتميز هذه المنطقة بالمنحدرات الجبلية، والمسارات، وهي مكان رائع للاستجمام والتنزه. كما تتميز القرية، بإطلالتها الخلابة على جبال الهملايا. يسمح للسياح بالتخييم، ولذا فهي فرصة مناسبة للتعرف على كافة التفاصيل البرية ليلاً ونهاراً.



عادة ما يقوم المرشد السياحي باصطحاب السياح إلى الأودية التي تخترقها الأنهار، وهي مكان رائع للتنزه والتقاط الصور. كذا يقصد السياح مدينة بومتانغ، التي تتميز بقصورها ومعابدها التقليدية، كونها تحتوي على الكثير من المواقع البوذية.

الفرح الدائم

في عام 1974، اعتمد ملك بوتان مؤشر السعادة في الاقتصاد المحلي. ويقيس هذا المؤشر سعادة السكان ورضاهم. ويعتبر شعب بوتان من أكثر شعوب الأرض سعادة، وفق العديد من التصنيفات الدولية.

ولذا فإن الشعب يحرص دائماً على العيش بأجواء سعيدة، ويتجلى ذلك من خلال المهرجانات الغنائية والفنية التي تقام بشكل شبه أسبوعي. فلا يمكن للزائر أن يضيع فرصة مشاهدة الحلقات الراقصة التي تقام في الساحات العامة، والاستمتاع بالموسيقى الشعبية.

ومن أكثر المهرجانات الغنائية شعبية، مهرجان "تسيشو"، حيث يرتدي المواطنون الأقنعة، ويقيمون الحفلات الراقصة.


وتعد الرياضة جزءا من ثقافة هذا الشعب، حيث يمارس الرياضات المتنوعة، وعلى رأسها رياضة رماية الأسهم. يرتدي المواطنون الزي التقليدي، وتبدأ المباريات في رمي الأسهم، خاصة أيام العطل والأعياد.

الترفيه للجميع

صحيح أن الرحلة إلى مملكة بوتان تعد رحلة هادئة، يسودها السلام والراحة، إلا أن ذلك لا يعني غياب مظاهر الترفيه لجميع أفراد الأسرة. ففي المحميات الطبيعية، يمكن للأطفال الاستمتاع بمشاهدة الحيوانات البرية، القرود، وفصائل مختلفة من الطيور خاصة في محمية بومدلينغ ذات التنوع البيولوجي.

أما في الحدائق العامة، وخاصة في حديقة جيغمي دورجي الوطنية، التي أنشئت في عام 1975، وحديقة رويال ماناس الوطنية، وحديقة سينتينيال وانجتشوك، يمكن التنزه، واللعب لساعات في الأماكن الترفيهية المتنوعة، ناهيك عن كونها تحتوي أنواعا مختلفة ونادرة من الأزهار والنباتات.



أما محبو التسوق، والطعام، فعليهم زيارة الأسواق التقليدية التي تتميز ببساطتها، ومحافظتها على تاريخها القديم. يمكنكم شراء المنتجات الحرفية وأنواع مختلفة من التوابل وغيرها من المنتجات التقليدية. كما يتميز المطبخ البوتاني بتنوع الأطعمة النباتيه الحارة. فلا تفوتوا فرصة تذوق الفطائر والمعجنات. 

التكاليف المادية

يعتمد اقتصاد مملكة بوتان بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الدواجن، ويعتمد أكثر من 60 في المائة من السكان على القطاع الزراعي. في السنوات الماضية، بدأت الإيرادات السياحية تشكل موردا هاما، حيث يقصد السياح هذا البلد للتعرف على تفاصيل حياة السكان الذين يعتبرون من أسعد سكان العالم.

تعتمد بوتان على السعادة كمؤشر لدراسة الناتج المحلي والنمو، وهي الدولة الأولى في العالم التي تعتمد سعادة مواطنيها كمؤشر لقياس النمو.

من جهة أخرى، تعد مملكة بوتان واحدة من أكثر الدول خضرة في العالم، نظراً لمساحتها الخضراء، والغابات الكثيفة التي تغطي نحو 70 في المائة من مساحتها.

وتعتبر بوتان من الدول السالبة للكربون، إذ تأخذ من غازات الاحتباس الحراري أكثر مما تبعث، إذ تساعد الغابات في امتصاص ثاني أكسيد الكربون. ونتيجة لذلك، تساهم هذه المملكة في إزالة ثلاثة أضعاف كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها.

تعتبر بوتان من الدول البعيدة نسبياً عن عالمنا العربي، فهي تقع بين الصين والهند، ولا يوجد أي رحلات مباشرة إلى هناك، لذا على السائح أن يقصد الدول القريبة ومن ثم التوجه إليها، وبالتالي فإن تكاليف الرحلة ليست بسيطة، لكن جمال المملكة يستحق هذه المغامرة.

أما بالنسبة الى التكاليف اليومية، فيجب الانتباه إلى أن السفر إلى المملكة لا يتم بطريقة فردية، بل عن طريق مكاتب مخصصة، حيث يدفع السائح مبلغ 200 دولار تقريباً في اليوم الواحد شاملة وجبات الطعام، الانتقال، والمبيت في الفنادق.

دلالات

ذات صلة

الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
فنادق غزة فارغة العربي الجديد

اقتصاد

تسبب تقييد حركة تنقل السياح الوافدين عبر المعابر الحدودية باتجاه غزة، بتراجع عمل القطاع السياحي بشكل عام، والقطاع الفُندقي على وجه التحديد، والذي يعتمد بشكل أساسي على السياحة الخارجية، بالتزامن مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية داخلياً.
الصورة

اقتصاد

تعتبر باكو، عاصمة أذربيجان، كنزاً دفيناً من التاريخ القوقازي المستقطب للسائحين، لاحتوائها على أبنية حجرية تعود إلى عقود ماضية، ولما في شوارعها وأحيائها من أسرار كثيرة لم تُكتشف بعد.
الصورة
سيول... منارة السياحة الفنية

اقتصاد

تختزن مدينة سيول مزيجاً من الطراز الحديث والكلاسيكي التقليدي، ما يجعلها منارة سياحية فريدة في محيطها، وهي تعكف على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمكافحة انتشار كورونا من أجل ضمان تدفق السياح.
المساهمون