انتعشت بورصات الأسواق الكبرى وفي مقدمتها الأسهم الأوروبية واليابانية اليوم الخميس على خلفية توقعات بخفض أسعار الفائدة على العملات الرئيسية وفي مقدمتها الدولار، وقرب استئناف مباحثات التجارة بين أميركا والصين، لحسم النزاع القائم بين أكبر اقتصادين في العالم. وفي المقابل تراجع سعر الذهب والدولار.
الأسهم الأوروبية
ارتفعت الأسهم الأوروبية، اليوم الخميس، لسادس جلسة على التوالي، إذ أقبل المستثمرون على الشراء، بفضل مؤشرات على عودة المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى مسارها، إضافة إلى توقعات بخفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة؛ وهو ما دعم المعنويات.
ارتفع المؤشر "ستوكس" 600 الأوروبي 0.1%، وزاد المؤشر "ستوكس" لأسهم منطقة اليورو 0.2%، بعد يوم من تسجيل المؤشرين مستويين مرتفعين جديدين للعام الحالي، بفعل آمال بشأن التزام كريستين لاغارد، المرشحة لتولي منصب رئيسة البنك المركزي الأوروبي، بالسياسة النقدية الميسرة للبنك.
وتصدرت أسهم قطاعي السيارات والتكنولوجيا الشديدة التأثر بالتجارة، موجة الصعود بين القطاعات الأوروبية بفضل أنباء عن أنّ كبار الممثلين للصين والولايات المتحدة في المحادثات التجارية، يرتّبون لاستئناف المحادثات، في الأسبوع المقبل.
كما تلقّى قطاع السيارات دعماً؛ بفعل ارتفاع أسهم "فاليو"، بعدما صرح مارك فريكو الرئيس التنفيذي لشركة مكونات السيارات الفرنسية، لـ"رويترز"، بأنّ الشركة فازت بطلبيات بقيمة 500 مليون يورو (564 مليون دولار) لمنتجاتها من حساسات السيارات "ليدار".
وتصدّر سهم مجموعة الهندسة الفنلندية "ميتسو" المؤشر "ستوكس 600"، بعدما زاد بأكثر من 6%، بعد إعلان الشركة أنّها ستدمج "أوتوتيك" مع وحدتها الرئيسية للمعادن، لإنشاء شركة هندسية أكبر تخدم صناعات المعادن والفلزات.
وزاد سهم شركة الإضاءة الألمانية "أوسرام" 4.3%، مواصلاً مكاسبه بعدما ارتفع بنسبة تجاوزت 10%، أمس الأربعاء، بعد أن أكدت الشركة تلقّيها عرض استحواذ مقابل 3.4 مليارات يورو (3.84 مليارات دولار) من "باين آند كارلايل".
وسجّل المؤشر الإيطالي أعلى مستوى، خلال شهرين، وزاد مؤشر القطاع المصرفي بنحو 2%، بعدما سحبت المفوضية الأوروبية تهديدها باتخاذ إجراء عقابي ضد إيطاليا.
الأسهم اليابانية
في اليابان، ارتفعت الأسهم اليابانية، اليوم الخميس، مقتدية بمكاسب البورصة الأميركية بفعل التوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة، بعد أن أشارت أحدث البيانات إلى تباطؤ في الاقتصاد الأميركي.
وأغلق المؤشر "نيكي" القياسي مرتفعاً 0.3%، إلى 21702.45 نقطة في معاملات هزيلة لأنّ الأسواق المالية الأميركية مغلقة، في عطلة عامة اليوم الخميس.
وزاد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.7% إلى 1589.78 نقطة. وفاق عدد الأسهم الصاعدة نظيرتها الهابطة بواقع 1599 إلى 467. ولم يزد حجم التداول على 822 مليون سهم، وهو الأقل، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2011.
وقفز العجز التجاري الأميركي إلى ذروته في خمسة أشهر، في مايو/ أيار الماضي، وتباطأ النشاط في قطاع الخدمات، في يونيو/ حزيران، وفقاً لبيانات رسمية صدرت، أمس الأربعاء.
جاءت البيانات بعد تقارير عن الإسكان والتصنيع واستثمارات الشركات وإنفاق المستهلكين تشير إلى نمو اقتصادي متباطئ في الربع الثاني من العام.
وتدعمت الأسهم اليابانية بحالة التفاؤل لسياسة نقدية تيسيرية أكثر في الولايات المتحدة، لكن المستثمرين يتوخون الحذر أيضاً إزاء الأثر المحتمل على الين.
وقال يوتاكا ميورا المحلل الفني في شركة "ميزوهو" للأوراق المالية "المستثمرون قلقون من أن تعاني الأسهم اليابانية جراء الأثر الجانبي لين أقوى".
وصعدت أسهم شركات الشحن البحري، بفعل قفزة 7.1% في مؤشر تكاليف الشحن إلى مستوى غير مسبوق، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018. وصعدت أسهم "ميتسوي أو.إس.كيه لاينز" 1.7%، و"كواساكي كايسن" 3.7%.
الذهب ينخفض
في سوق المعادن انخفضت أسعار الذهب، اليوم الخميس، بسبب ارتفاع أسواق الأسهم، بينما يسعى المستثمرون للبحث عن اتجاه من البيانات المرتقبة للوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة بحثاً عن مزيد من المؤشرات بشأن موقف مجلس الاحتياط الفيدرالي من خفض أسعار الفائدة.
تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1414.07 دولارا للأوقية (الأونصة).
ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 1416.9 دولارا للأوقية.
وقال هاريش ف. رئيس أبحاث السلع الأولية لدى جيوجيت للخدمات المالية، إنّ "هناك إقبالاً أكبر على الأصول المرتفعة المخاطر"، مضيفاً أنّ "الذهب يشهد تصحيحاً فنياً على الرغم من أنّ التوقعات بصفة عامة إيجابية".
والذهب على مسار تسجيل مكاسب للأسبوع السابع، مدفوعاً في الأساس بمخاوف النمو العالمي وتوقعات بتيسير بنوك مركزية كبيرة للسياسة النقدية.
وتسبّب انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية، والتوقعات بخفض مجلس الاحتياط الفدرالي لأسعار الفائدة، في اجتماعه يومي 30 و31 يوليو/ تموز، في الضغط على الدولار، مع ارتفاع الأسهم الآسيوية مقتدية بالمكاسب القوية التي حققتها وول ستريت.
ويقول محللون إنّه من المتوقع أن تشهد الأسواق تداولات محدودة، بسبب عطلة عامة في الولايات المتحدة.
وسينصب تركيز المستثمرين القادم على بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأميركية في يونيو/ حزيران المقرر صدورها غداً الجمعة، مع توقع خبراء اقتصاديين ارتفاعها بواقع 160 ألفاً في يونيو/ حزيران، مقارنة مع 75 ألفاً في مايو/ أيار.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفض الفضة 0.4% إلى 15.24 دولارا للأوقية، وهبط البلاتين 0.2% إلى 834.50 دولارا للأوقية. وتراجع البلاديوم 0.6% إلى 1561.55 دولارا للأوقية. ولامس المعدن أعلى مستوياته فيما يزيد عن ثلاثة أشهر عند 1574 دولارا، أمس الأربعاء.
(رويترز، العربي الجديد)